قوافل الدمع
صحبت شعري بليلٍ من ليالينا
كأنما الجرحُ نَبت’’ في أراضينا
نداعب الألم القاسي ونُنشِده
لحن الحدادِ على أمجادِ ماضينا
فينهض الليل مذعورا لواقعنا
يحدو حدانا ويشدو من أغانينا
وقفت أجمع أحزاني وأسألها
عن المسافات في دنيا مآسينا
سألتها ولهيب القهر يصفعني
والدمع يلسعني خُبثا وتلقينا
لا بد من وقفةٍ للنفس نسألها
عن التخاذلِ عن جدوى تغاضينا!
ليل المواجع يغشى فجر أمتنا
والجرح يسطع في أعلى أعالينا
المسلمون ضحايا إينما ثقفوا
ياويحهم هل نسوا بدرا وحطِّينا
بالأمس كنا نقود الكون نملكه
فوق الأيادي قد اختالت أيادينا
عند الملذات لا تقلى لنا أثراً
وفي المعارك تلقانا مُلبينا
ندك حصن جيوش الشرك ننسفها
في ساحة الحرب ماأشقى معادينا
أجدادنا في نواصي الخيل قد حفروا
ملاحمَ النصرِ للأجيال تفطينا
لم يستميلوا لروغات الهوى أبداً
لمنهج اللهِ أفنوا العمرَ داعينا
واليوم صرنا دمى يلهى بحرمتنا
في مجهرِ الغرب صُوِّرنا شياطينا
نبكي على طلل الأمجاد ننبشه
من بعدِ عزّتنا صرنا مساكينا
يا أمس صحنا أما أبصرت واقعنا
أسرى ونوهمُ أنّ الرحبَ نادينا
لقد نظرنا إلى الإسلام فانطلقت
قوافل الدمع من أقصى مآقينا
في كل أرضٍ بنا ضيق وفاجعة
في كل عرقٍ ترى رمحاوسكينا
كم من شعوب أبيدت وهي مسلمة
بها تفنّنَ سوطُ الغدرِ تفنينا
أم’’ يموت فتاها وهي ترقبه
تشكي إلى الله أحبابا مُجافينا
وطفلة خنقوا الأحلام في فمها
صوت القنابل أنساها العناوينا
أرى المنازل أكواماً ممزقة
كأنها لم تكن بالأمس تؤينا
لقد تأملت في أشبال أمتنا
وكيف أضحوا عن الأحداث لاهينا
بين الملاهي وقد أحيوا برامجها
قد لوّنتهم سموم الغزوِ تلوينا
غزو من الغرب قد أعمى بصائرهم
فأصبحوا بانكسارِ الحال راضينا
فيا شباب الهدى إني أخاطبكم
بكم ومنكم حكايات’’تداوينا
ناديتكم واحتباس الدمع يخنقني
وحسرة’’ ترسلُ الآهات تضمينا
يا فتية الحق حان الوقت فانتفضوا
ولتقلبوها على الخصمِ الموازينا
كيف ارتضيتم حياةَ الذلِّ ويحكمُ
عودوا إلى الله عُبَّادا مُصَلِّينا
من يتبع النفس جلابا لشهوتها
فسوف يبقى أسير الظلِّ مسكينا