ذوو البشرة الداكنة أكثر إصابة بهشاشة العظام
قال بوشعيب المسعودي، اختصاصي في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم، إن نسبة كبيرة من المغاربة يعانون نقص فيتامين د. وأوضح المسعودي في حوار أجرته معه "الصباح"، أن ذوي البشرة الداكنة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، مؤكدا أن المرض يؤثر على الغدد فوق الدرقية ويؤدي إلى تضخمها وكثرة إفرازاتها، كما يتسبب في أمراض أخرى. وشدد على ضرورة التعرض للشمس لمدة محددة. في ما يلي نص الحوار:
ما هي وظيفة فيتامين د؟
هذا النوع من الفيتامينات، له دور كبير في ضمان صحة جسم الإنسان، إذ يساعده على امتصاص الكالسيوم المناسب، ولنمو العظام، والسيطرة على نمو الخلايا. كما أن له دورا كبيرا في السير المناعي السليم، وتخفيف حدة الالتهاب، وضرورة الوقاية من العديد من الأمراض من قبيل ارتفاع ضغط الدم، والسمنة، ومرض السكري، وغيرها. كما يمنع ظهور بعض أنواع السرطان من قبيل سرطان الثدي، وسرطان البروستاتا، وسرطان القولون والمستقيم. إلا أننا نجد أن العديد من المغاربة يعانون نقص الفيتامين.
ما هي نسبة المغاربة الذين يعانون نقص فيتامين د؟
ليست هناك إحصائيات رسمية، لكن نسبة كبيرة من المغاربة، حسب الاختصاصين يعانون نقص فيتامين د، رغم أننا نعيش في بلد مشمس طيلة السنة. من جهة أخرى، فالبحث الذي أجري في الرباطوفي مراكش، خلال السنوات الماضية، أثبت أن ما يقرب 90 في المائة من النساء المغربيات مصابات بنقص فيتامين د.
ما هي الفئة الأكثر عرضة؟
كلما تقدم الإنسان في السن، يكون أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د. كما أن ذوي البشرة الداكنة والسوداء، يعدون من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، عما أنه في فصل الشتاء، وخلال الأيام غير المشمسة، تظهر أعراض المرض بشكل كبير.
ما هي الأمراض التي يمكن أن يترتب عنها نقص فيتامين د؟
ينتج عن نقص فيتامين د العديد من الأمراض، أولها نقص في الكالسيوم الدموي، باعتبار أن الفيتامين د له دور أساسي وفعال في تنظيم التوازن الدموي للكالسيوم والفوسفور، وأي خلل فيه يمكن أن يتسبب في مشاكل على مستوى ثلاثة أجهزة، ويتعلق الأمر بالأمعاء والكلي والغدد فوق الدرقية.كما يؤثر المرض على الغدد فوق الدرقية ويؤدي إلى تضخمها وكثرة إفرازاتها، ويؤثر أيضا على العضلات ويتسبب في كسر العظام، سيما أنه يتسبب في هشاشتها، وهنا نتحدث عن مرض شامل يخص جميع أجزاء الهيكل العظمي. يؤدي في غالب الأحيان إلى كسور في الفخذ والعمود الفقري والمعصم بعد صدمة خفيفة أو بدون صدمة. ومن بين مضاعفات نقص فيتامين د، نقص المناعة والتعرض للالتهابات والتعفنات، إلى جانب زيادة في عدد الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين وزيادة الإصابة بالأورام الخبيثة وخاصة سرطان الثدي والقولون.
هل توجد أطعمة تحتوي على هذا الفيتامين، والتي يساعد تناولها على تجنب الخصاص منه؟
هناك بعض الأطعمة تحتوي على الفيتامين د، لكن بنسبة قليلة جدا، ومن بينها بعض أنواع الأسماك.
ماذا عن الأدوية المتوفرة والتي تحتوي على فيتامين د، هل مفعولها جيد؟
المغرب يتوفر على أنواع كثيرة من الفيتامين د، إلا أن النوع الناجع لا نتوفر عليها، وهذا يشدد المختصون على توفيره، ليستفيد المرضى منه. وفي ما يتعلق بالعلاج، يؤخذ فيتامين د على شكل جرعات يومية أو أسبوعية أو كل أسبوعين أو شهرية أو كل 3 أشهر حسب ما يوضحه التحليل الدموي للفيتامين.
هل تعرض للشمس يساعد في تزويد الجسم بهذا الفيتامين؟
أغلبية الفيتامين د يصنع من مادة ينتجها جلدنا عند تعرضه لأشعة الشمس. قد نأكل الأطنان من الكالسيوم، إلا أنه بدون الفيتامين د لا نستفيد منه. ولهذا وجب التعرض لأشعة الشمس مدة 10 أو 15 دقيقة يوميا، ويحبذ بعض العلماء المختصين على الأقل يومين في الأسبوع، باعتبار أن هذا الفيتامين لا يخزن كثيرا في جسم الإنسان.
أجرت الحوار: إيمان رضيف