صباحي اليوم شهي مُغري
صباحٌ رَبيعي يَبعث في القلب ِرضاً وأمل
رتبتُ أوراقي وفنجان قَهوتي
جلست في شرفتي
هَفهفة نَسمات لذيذة سَرت في عروقي
كأني أرى الكون كرنفال وعرسٌ أسطوري
كم كنتُ أفتقدُ هذه الأجواء
كم كنتُ عطشى لمثل هذه اللحظات
كم كنتُ أنتظر مثل هذا اليوم
لأتحرر من معطفي الشتوي الثقيل
لأتحرر من زمجرةِ الشتاء وعنفوانه
صباحٌ رائع ٌكالخيال
صباحٌ ربيعيّ مخمليّ الحضور
على دكةِ الانتظار
أنسكبُ من قواريرِ ِشوقٍ مُعتّق
وصَبابةَ مُتيّم
جلستُ أقلبُ صوركَ المُندسةَ بين أوراقي وكُتبي
تمَلمل الحنين في قلبي
تَعالى هَذيان روحي
سحبتُ قلمي من غَمدهِ
قلتُ أكتبُ إليكَ
سأظلُ أكتبُ إليكَ
طالما هناكَ نبض ٌيَهتفُ بإسمكَ
ففي قمة ِ إشتياقي ولهفتي
تحَتشد جيوش الأبجدية في فمي
تَعجز عن وصفك
ففي غيابكَ تتعطل لُغتي
وفي حضورك َتَرتبك الحروف ويجف القلم
أتجول في أروقةِ ذاكرتي
أينما صَوبتُ نظري أتعثّر بشيء ٍمنكَ
شوقي إليك أخترق حصون صمتي
يَضلُ يَلهجُ بإسمك ..
أبداً لن يَستكين ولن يَهجع
أربكَ حاضري وأمسي
أفتقدك بحجم الفراغ الفاصل بيننا
مازلتَ تَسكنني وتَشغلُ كلَ فجواتِ عَقلي
قُل لي بربكَ أي سِحرٍ هذا الذي سَكبته في عروقي
حتى جعلتَ حَواسي كلها تتجهُ إليك
وكل دروبي تنتهي إليك
شكوت أمري لعرّافة (قارئة فنجان)
قلتُ عسى أن تدلني وترشدني
علها تُبطل هذا السحر وهذا الجنون
أنه أضعفُ الأيمان ..!
أومأت لي برأسها ...
أن أبتعدي ...
غادرتني مهرولة ...دون أن تلتف إليّ
أتضح لي أنه لا شفاء لي منك
ليس ذنبي أن سَلكتُ طُرق العرافين والغجر
أنه غيابك الذي يعصفُ بيَّ كالزلزال
كرياح الخمّاسين تَصحّر وقــفر
يَسكبني في طواحين الحزن
يغرس شحوبه على صفحاتِ أيامي
يغزوني وهن وذبول وترهل عُمر
يخطف مني فرحي ومرحي وسعادتي
يتركني كريشة تتقاذفها الرياح
هشةٌ . منهكة ...حِطام بَشر
مُتخمةٌ أوقاتي بكَ
أرجوك أبعدني لثواني عن التفكير بك َ
أبعدني عن أماكن تذكرني بكَ
دعني أغفو في سبات طويل خالي من الشوقِ إليك
كيفَ لكَ أن تهدهدني وتخفف عني وجع إنتظاري
تمدني بجرعاتٍ من الصبرِ والتأني
حُمى غِيابكَ كأزيز بُركان يَفتك بروحي
أحبسُ وَجعي كدخانِ غَليون يَكادُ يَنسفُ أضلعي
أحتسي عَلقم البعد كأس وراء كأس من أدمعي
أسكبُ لهيبُ الجوى آهات تحرقُ مضجعي
أختلي بنفسي
أحضن وسادتي
يُحلق النوم بعيد عني
يطير في سماءِ غرفتي
يخيم السبات وتغفو الأشياء
إلا عيوني تأبى الرقاد
أتقلب بين أرق وسهاد
أشتهي غفوة تحملني إليكَ على جناحِ حلم
أفكار كالغيوم السوداء تَكادُ تُفجر قِحفة رأسي
شُكوك وحيرة وقلق ...
لا تلومني .. أكاد أشكُ فيكَ .. وأنت مني
أرشدٌ الناس .. ولن أجدُ من يُرشدني
حالما تُكسر حاجزي
تقترب من حدودي
تقصّر المسافات
تًفك قُيود إنتظاري
تتفتح أزاهيري
أجدلُ ضَفائري بالمسكِ والصنوبر والعنبر
أوشوش للقواقع والمحار
أنشودة الربّان والبحر
أرضخُ لصمتي وحيرتي ووحشة إغترابي
يَختفي الفجر في داماسِ غيابكَ
أربط ُبأقدام ِالحمام رسالتي
تَحمل تراتيلَ شوقٍ مُختمر
ليطير إليكَ على جناحِ السرعة
ليخبركَ كم أنا أفتقدك ....
رد مع اقتباس
'
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حبي خالص
