السلام عليكم
أهلا بجميع الرواق ..
قصة حرب طروادة قد يعتبرها الكثير خرافة أسطورية من أساطير اليونان و حكاية شعبية يتسلى بها الأطفال قبل النوم .. الأسطورة تقول بأنه كان لإبن ملك طرواده ابن اسمه باريس .. حكّم في مسابقة لإختيار الأجمل ما بين 3 معبودات يونانية ( أثينا ، هيرا و أفرودايت) و كانت أفرودايت قد وعدته بأن تهبه أجمل امرأه في العالم لتكون زوجة له ، و على ذلك اختار افرودايت..
أخبرته أفرودايت بأن لدى ملك سبارطة امرأه شديدة الجمال تدعى هيلن و هي الأجمل بين نساء الكون .. هرع باريس لأخذ هيلن و اخذها إلى مدينة أبيه (طروادة) و عندما علم ملك سبارطه بما فعله باريس بزوجته جن جنونه و حشد كل جيوش الإغريق فالتفتت حوله ما يقارب الألف سفينة و توجه بها إلى طروادة إلا أن أسوار طروادة المنيعة أبت أن يدخلها الإغريق فصمدت لعشر سنوات أمام حصار صارم .. ضاق الجنود ذرعاً من الحالة فقرر الملك أن يحتال على باريس و أبيه فأمر جنوده بصنع حصان خشبي ضخم مجوف من الداخل ليحمل جنوداً .. ترك الإغريق هذا الحصان الضخم و كأنه هدية لطروادة و شعبها و عربون اعتذار و تقرب منهم و ركب بقية الجيش سفنهم .. ما إن رأى محاربوا طروادة أن الإغريق قد ركبوا سفنهم إلا و أسرعوا في إدخال الحصان الخشبي الضخم .. و بمساعدة الجنود الذين بداخل الحصان فتحوا أبواب المدينة لمحاربي الإغريق الذين عادوا أدراجهم من جديد و قد اقتحموا المدينه و خلفوا فيها مذبحة تاريخية و أبادوها عن بكرة أبيها..
حاولت تلخيص هذه القصة في 21 بيت فيما يلي.
حصان طروادة
تروي الأساطير عن دنيا بها عجبٍ
فاقرأ تجد ذاك مخطوطاً على الكتبِ
كنوز إرثٍ و أخبار الشعوب حوت
نظماً جميلاً لتروي أسمُعَ العربِ
و ذاك قول رواةٍ فاتخذ سنداً
ولا يغرك في التطويل و الكذبِ
أسطورةٌ قد رواها الدهر من قِدمٍ
عن الإغريق أهلِ المجد في الحقبِ
إذ قيل لإبن مليك العرشِ: معذرةً
مَن مِن ثلاث الحورِ حاطتك بالعجبِ؟
جاءتهُ واحدةٌ و الوعدُ يقدُمها:
لـَ إِن تخيرتني ، جازيتُ بالطلبِ
هناك في أرضِ "أُسبرطة" ملكٌ
له زوجةٌ تُدعى بذي الرضبِ
جميلةٌ هي و الأقمارُ طلتها
ممشوقة الجسم لا تغري بلا سببِ
ف صار عقلُ أمير الدار يشغلهُ
طيشٌ من الحبِ لا طيشٌ من اللعبِ
ف غافل الملك الأسبرطي و انطلقت
به الخيل مسرعةً تجري بلا تعبِ
حتى أتى بها و الأنظار ترصدها
و صارت الشغلَ في الإسعاد والطربِ
و ما دروا أنها يوماً ستهلكهم
ضعيفة الحال تتلوا قصة الكُربِ
فها هو الملك الإسبرطي قد حُشدت
له من السفنِ ألفٌ ذاك في الطلبِ
و حاول الكلّ إنقاذاً فما قدروا
لقوة السورِ في طروادة الحجبِ
ظلت مدينة "باريسٍ*" محاصرةً
عقداً من الدهرِ لا تُصلى من اللهبِ
صاح الجنود: ألا آن الأوان فقد
كلت عزائمنا ، محمولة النصبِ
قال المليك: ألا يا قومي معذرةً
صبراً جميلاً و هاتوا كل ذي حطبِ
ثم اصنعوا من بديع العقل ماردنا
خيلاً عظيماً -لخرقِ السورِ- من خشبِ
حتى إذا ما انسحبنا ظن قائدهم
أنّا بهذا اكتفينا دونما عطبِ
ثم انطلت حيلة الخيل العظيم فما
كان الحساب يسيراً في ثورة الغضبِ
هذا من النبأ الماضي يقدمه
مؤرخٌ حذقٌ في "إلياذة**" الأدبِ
بــوح مغــترب
_________________________________
* إسم الأمير الذي اختطف الملكة هيلن ، و ليس المقصود بها مدينة باريس.
** الإلياذة هي الملحمة التي ذكرت في أسطورة حرب طروادة و رواها المؤرخ اليوناني هوميروس.