هذي قصة جديدة دمجت فيها بين العامية والفصحى فيها من التراث العماني عسى ان تنال على اعجابكم
تتسابق الأيام وتتلاحق وتمضي السني والدهور لتعرض لنا شريط من الأحداث والمواقف وتتبلور على شكل قصة
تحكيها لنا الساعات والدقائق وحتى الثواني نعيش لنشقى أو نشقى لنعيش جميعها تؤدي إلى ذات الحفرة ... في بلده صغيره تشكل بيوت الطين فيها رمزا من رموز القوه والهمة والفقر والبؤس في آن واحد والنخيل تتمايل أغصانها وتعزف سيمفونية عذبه وكورالها أصوات العصافير الطاهرة ...
كانت هناك فتاة جميله جدا يغار من حسنها القمر كانت تمشي والخلخال في قدمها يعّرف بقدوم
العم صالح : وردة كيف حالش يا بنتي ؟؟ هين ابوش ليش ما جا اليوم
وردة: بخير عمي .. ابوي فالبيت يتجهز .. لانه بيسافر زنجبار مع القافله الجديده
العم صالح بأستغراب : ابوش بيسافر زنجبار ؟
وردةبيأس : اها يا عمي بيسافر عساه يلقى اخوي ويرجعوا سالمين غانمين
العم صالح ربت على كتفها وقال : الله المعين يا بنتي تصبري تصبري
قال جملته الأخيرة وهو حزين اشد الحزن على حال وردةوأخوتها بعد سفر والدها لأنهم ليس معهم من يعولهم غيرها فوالدتها توفاها الله ، ولأن القافلة التي اعتادت أن تذهب إلى زنجبار لم تعد منذ سنين ولا احد يعلم ما الذي جرى لها ... لذلك همت قافلة أخرى للذهاب لكي يبحثوا عن أولادهم وآبائهم وأحبابهم
وردةتمشي والهم جعلها اكبر من عمرها وهي تحمل ( القفير ) في يديها ذاهبة للمزرعة لتجد قوتا لها ولأسرتها
ورأت في المزرعة
وردة: أحمد ؟؟
أحمد : كيف حالش وردة
وردة بحيا : اا نا بخير ... دامك بخير
أحمد : وردةاا انا جيت اودعش لاني بروح معهم فالقافله بروح اترزق
وردة بصدمه : لا لا يا أحمد يكفي ابوي بيروح لا تروح الله يخليك
أحمد : وردة.. انا لازم اروح حالتنا صعبه فالبيت سامحيني يا وردة
وردة وعيونها غرقت بالدمع : أحمد ليش كذا انا ما اقدر اعيش من دونكم وانته الوحيد لي تساعدني وتوقف معي من بعدك يا أحمد من ؟
أحمد : ربنا يفرجها يا وردة... ديري بالش على عمرش .. وانا ان شاء الله من ارد بخطبش من عمي
وردة تشهق من البكاء : أحمد ... أحمد دير بالك على نفسك
أحمد ابتسم وهو يريد أن يكسر الحزن الذي خيم عليهم : وردة لا تحاتي برجع وبجيبلش البشارة معي وان شاء الله نلقى اخوش فهر وترجع لكم الافراح ...
وردة ابتسمت على ابتسامه أحمد
أحمد صافح وردة: مع السلامه يا وردة وابا اوصيش على امي واخواتي لين ارجع من السفر
وردة مكبسه راسها : ان شاء الله
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ذهب أحمد بعد ما اخذ كل ذرات الأمل المتبقية لدى وردة
وقاست وردة من الحنين والألم والحزن والفراق والتفكير المستمر الذي استنزف كل ما بقي لديها من قوه
مرت السنة الأولى
وردة أفاقت في الصباح الباكر قبل أن تشرق الشمس وعلى صوت الآذان
: الله اكبر الله اكبر ... الله اكبر الله اكبر
وردة: عامر قوم يا عامر قوم صلي
فز عامر من فراشه وراح توضى للصلاه من ( الجابيه )
وردة: مزون... مزوون قومي صلي
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
وبعد ما أدت وردة فرضها راحت للمزرعة وبدأت شغلها وهي تتمنى لو تسمع صوت أحمد الذي ينتظرها دائما فالمزرعة .. لكن لم تكن تسمع سوى صداه المتردد في أعماقها .. وكانت في كل وقتها تدعو الله وتتضرع له بأن يفرج كربها ويزيل همها
:::::::::::::::::::::::::::::::::
وبعد ما خلصت شغلها نزلت نتاج المزرعة فالسوق وراحت بيت أم أحمد
تأخذ لهم حصتهم من الثمار
وصلت وردة ووضعت ( الجحله ) الممتلئة بالمياه و( القفير ) الذي يحمل بداخله تمرا و بعض من منتجات المزرعة
أم أحمد بابتسامة وااسعة : وردة اخبارش يا بنتي والله فرحت بشوفتش
وردة وهي تسلم على أم أحمد : الحمد الله خالتي واخباركم انتو
ام أحمد : الحمد الله يا بنتي ... يا بنتي ما يحتاج اتعبي عمرش وتجي كل يوم تجيبيلنا رزقنا للبيت
وردة: لا يا خالتي لا تقولي ذا الكلام والله انتو غالين واخدمكم بعيوني
ام أحمد خذت نفس عميق : والله انش اصيله وبنت حلال ان شاء الله من يرجع الغالي من السفر بخطبلش اياه
استحت وردة وطلعت بسرعة من البيت وراحت بيتهم تطبخ الغدا
ومرت السنة الثانية والثالثة والرابعة وتزيد وردة في الدعاء والتضرع ولم تيأس يوما أبداّ وعلى مائدة الغداء :
مزون : لي متى يا وردة لي متى وابوي مسافر اشتقنا له
عامر : اها والله صدقها مزون صار اربع سنين والاحباب ما وصلوا
وردة تكتم عبراتها وتحسسهم ان كل شي بخير : ان شاء الله بيرجعوا ترى زنجبار بعيده ولازم يتأخرو .. وبعدين من باكر انته وياها بتروحوا مدرسه القرآن لي فتحها الشيخ منصور قال اليوم فالسوق انه كل الصغار من باكر يروحوا المدرسه ما يروحوا المسجد
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
مزون وعامر يتراقصون من الفرح وقد نسوا همومهم لانهم اطفال ولكن كبر الهم في قلب وردة
وفي صباح اليوم التالي ذهب الاطفال إلى الكتاتيب ليتعلموا
::::::::::::::::::::::::::::::::::
ووردة أنهت عملها في المزرعة ثم عادت للمنزل كي تحضّر الغداء
وهي ما بين هم وغم تقلب الرز تارة والحطب تارة أخرى وتدعو الله بأن يفرج همومها
ويدخل عامر مسرعاً وفيه نشوة من الفرح : وردة... وردة رجع ابوي رجعوا المسافرين رجعووا الغاليين تعالي
أسرعت ووردة وهي تجري مسرعةً وذهبت إلى السوق لأنه محطة العائدين الأولى
وقفت وهي تبحث بعيونها عن ثلاثة والدها وشقيقها وأحمد
التقت عيناها بعيني والدها .....أما شقيقها فكان معه طفل صغير في يده وبجانبه امرأة طويلة سمراء تمسك بيد ولد آخر
وردة ركضت لأبوها وشقيقها وهي تبكي : اخباركم يا الغالين الحمد لله على سلامتكم
الاب فرحان : الله يسلمش يا بنتي خلا البيت جوعانين والله
وردة: اخوي فهر اخبارك ؟؟
فهر : بخير يا وردة مشتاقنكم كلكم
وردة: انزين خلا البيت مجهزة لكم احلى غداء
وراحوا البيت ووردة قلبها يشعل نار والسؤال الوحيد بداخلها : وييين أحمد ؟؟؟
ووصلوا البيت وتعرفوا على زوجة أخوهم الزنجبارية وأولاد أخوهم
.... الأول سعود على اسم الوالد والثاني حامد
وبعد وجبه الغداء خلد الجميع إلى النوم ولكن وردة مشغولة على أحمد هل عاد أم لا
والعصر استيقظ أخوها ووالدها
الأب : وردة تعالي اريدش بسالفه
خافت وردة: ان شاء الله ابوي
الاب : أحمد ولد علي المداوي طلب انه يخطبش على سنه الله رسوله
والله يا بنتي هو ولد طيب ونشمي واصل وفصل ووقف معي طول الرحله ساير جاي وعاد انا ماعرفت كيف اردله جميله ووافقت عليه بدون ما اقولش ...
انصدمت وردة ليس حزنا بل فرحا ووقالت في خاطرها " يعني أحمد رجع الحمد لله وقالت بحيا :الي تشوفه يا ابوي
وركضت لغرفتها مستحيه
............
وفي يوم الملكة وبعد ما راحوا المعازيم جا أحمد ودق دريشة وردة وفتحت له وردة الدريشة وهي تبكي
أحمد خااااف : وش فيش يا وردة
وردة: خفت ما ترجع واموت من الحسره ..
أحمد : الله لا يحرمني منش .. انا معش للأبد بإذن الله
ابتسم أحمد وابتسمت وردة وبعدها ابتسمت حياتهم للأبد
عاشت وردة مع أحمد بقيه حياتها في حب وسعادة لا شي يفرق بينهم .... وابتسمت حياه أحمد الذي أصبح تاجرا كبيرا ومعروف وتخاف من هيبته الجبال
عاشت وردة سعيدة لا هم يشاغلها ولا كرب يضيق عليها عيشها
فعلمت أن الدعاء والتضرع إلى الله كان المخرج الوحيد من الهموم ولو طالت مدة الكروب سيأتي الفرج من عند الله ...........
وعسى أن تكون هذه نهاية كل مهموم قسي عليه الألم وكل قصة عشق طاهرة
ïپٹïپٹïپٹïپٹ ... ودمتم سالمين ...ïپٹïپٹïپٹïپٹ