يقال ان رساما تتلمذ على يد رسام كبير حتى غدا ماهرا في الرسم فأراد ان يتأكد من نفسه فرسم لوحة جميلة ورائعه ثم وضعها في طريق الماره وكتب عليها من رأى اي خطأ في اللوحه فعليه ان يضع اشارة x.
الشاهد انه عاد من الغد ليجد لوحته الجميلة قد انطمست تحت اشارات x ولم يعد يرى منها شيئا.
ذهب الى استاذه حزينا بائسا ليعترف امامه انه فاشل في الرسم والدليل هذه اللوحة التي انتقده فيها الناس.
فقال له معلمه اعد رسم اللوحه وضعها في نفس المكان الذي وضعتها فيه بالامس ثم اطلب من كل من ينتقد شيئا ما في اللوحه ان يحسنه ويصححه.
فلما عاد من الغد تفاجأ ان اللوحة في مكانها نظيفه ولم يتم اي تحسين او تعديل فيها.
من السهل ان ننتقد كل شي واي شي نراه او نسمع عنه او نلمسه ، لكن من الصعب ان نتأخذ القرار المناسب بالتحسين او التطوير.
ننتقد السياسات وننتقد القرارات وننتقد الاداء وننتقد الخدمات ننتقد التعليم والصحة والشؤون الاجتماعيه ننتقد المؤسسات والشركات ننتقد الافراد والجماعات ننتقد الدول والسياسات.
هل جربت يوما حينما تنتقد وجود قمامة على قارعة الطريق ان تنزل من سيارتك وتلتقطها وتضعها في الاماكن المخصصة لها.
هل جربت يوما كمسؤول تدير مؤسسة ما ان تذهب الى الموظف الذي تنتقده في ادائه لوظيفته فتعينه عليها وتساعده وتدربه وتحفزه.
هل جربت يوما كموظف وانت تنتقد المسؤول في السر والعلن وتتحدث عنه مع كل احد ان تعد نفسك يوما فتطلب منه ان يجربك في تحملك للمسؤولية فتحل محله اثناء غيابه لتريه عن قرب كيف تكون الادارة؟ وكيف عليه ان يتعلم اسلوب القيادة الامثل منك!.
هل جربت يوما ان تدير ازمة ما لترى قدراتك الابداعية وعبقريتك الفذة في ادارة الازمات قبل ان تنتقد الاخرين وهو يتحملون عنك عبأ الادارة وتحمل المسؤولية.
هل جربت يوما ان تكون معلما قبل ان تنتقد اداء المعلمين وقاضيا قبل ان تنتقد القضاة ومحاميا قبل ان تنتقد المحامين ومديرا قبل ان تنتقد المديرين ومواطنا عاديا قبل ان تنتقد المواطنين العاديين ووافدا قبل ان تنتقد الوافدين.
🔴تذكر جيدا..
ان النقد لا ينبغي ان يكون فاكهة حديث ولا لذة منطق بل النقد ينبغي ان يكون للتحديث والتطوير والتحسين فإن لم تستطع ان تقدم تحسينا ما ولو يسيرا للشىء الذي تنتقده فصمتك هنا وسكوتك هو الخير وفيه الخير.
بقلم : علي الحامدي
الجمعه: ١٩-٢-٢٠١٦
رد مع اقتباس
