[IMG]http://cdn.*******.net/i_b1ed57bf351.jpg[/IMG]
تتسم أيام الصيف بحرارة قاسية ورطوبة هائلة، خاصة في دول الخليج التي تتميز بطقس حار في فصل الصيف، ما يفرض الحاجة إلى الإكثار من شرب الماء أو المشروبات الطبيعية ذات الجودة العالية التي تعزز مستويات الترطيب في جسم الإنسان .
ويعد الجفاف واحداً من مشكلات عدة يواجهها المرء خلال فترة الصيف، وهو مشكلة قد تسبب تقلب المزاج واختلالاً في مستوى الطاقة والقدرة على التفكير السليم، فقد يشعر البعض بالانزعاج أو التعب، وهو أمر طبيعي، ولكن التوازن وتناول السوائل بشكل دوري مستمر، سواء كان الماء أو السوائل الأخرى، يحمي من الجفاف ويحدث اختلافاً في تلك الحالات، ولا جدال في أن الماء هو الصديق الأفضل خلال الفصل الحار .
بالنسبة إلى الصائمين، فإن خطر تعرضهم للجفاف يزداد عندما يوافق حلول الشهر الكريم فصل الصيف حيث يشتد الحر، ما يعرّض الصائم للتعب والاعياء .
وأكثر الفئات عرضة للجفاف هم الأطفال، والمسنون والأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الكلى، والأشخاص الذين يبذلون مجهوداً جسدياً، خصوصاً إذا كانوا يتعرضون لأشعة الشمس أثناء قيامهم بهذه النشاطات الجسمانية .
ومن عوامل الخطر الإضافية للجفاف هي الأمراض التي تكون مصحوبة بأعراض كالإسهال، التقيؤ، ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو زيادة في التبول . وتنعكس أعراض الجفاف الحادة على الصائم بشعوره بجفاف شديد في الفم، جفاف الجلد وتجعده، الخمول، عدم التركيز، ضعف عام، إفراط في النوم، قلة إدرار البول، الإمساك، واضطرابات في نظم ومعدل نبضات القلب .
وقد قام بعض الخبراء في الشرق الأوسط بدراسة العدد المتزايد من المرضى الذين يعانون الجفاف خلال أشهر الصيف، فوجدوا أن لديهم بعض أعراض مشكلات الكلى والقرحة والتهابات المسالك البولية وغيرها، وفي التحقيق التالي يتحدث عدد من الأطباء عن الجفاف وآثاره والوقاية منه خاصة مع تزامن شهر رمضان المبارك هذا العام مع ارتفاع درجة الحرارة في الشهرين المقبلين .
تأثير الحرارة في الجسم
يقول الدكتور مصطفى حبيب استشاري الأمراض الباطنية والقلب: "نتعرض هذه الأيام إلى ارتفاع شديد في درجات الحرارة والرطوبة، وهذا يؤثر في الكثيرين من الصغار والكبار، فتكثر الإصابة بمظاهر الإرهاق والتعب والأمراض الجلدية والتوتر والقلق وزيادة إفراز العرق، والتعرض للإصابة بضربات الشمس، وكثير من التأثيرات الضارة في المصطافين، حيث تزداد معدلات التعرض للشمس والأشعة الشديدة الضارة التي تنعكس على مياه البحر والرمال" .
وفي هذا الوقت من السنة يقوم الجسم بإفراز كميات كبيرة من العرق حتى يحافظ على درجة الحرارة، وهنا يعاني الشخص حالة جفاف نتيجة نقص السوائل والأملاح ما يؤدي إلى اختلال التوازن الملحي بالجسم، حيث إن الجسم يحتفظ بالتوازن في حالة وجود أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم، إضافة إلى المياه" .
وأكد أنه في حالة الاختلال يشعر الشخص بارتخاء في العضلات يؤدي إلى الإحساس الدائم بالهمدان، وعدم القدرة على التركيز، وعدم القدرة على بذل أي مجهود وانخفاض ضغط الدم، والشعور بالإرهاق وآلام في الجسم كله، وتظهر وتنتشر تلك الأعراض لدى كبار السن ومرضى ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والكلى والكبد .
وأوضح الدكتور مصطفى حبيب أن علاج هذه الحالات يكون بالحرص على الإكثار من تناول السوائل، فالشخص العادي يحتاج إلى 3 لترات يومياً تشمل المشروبات والمياه، وخلال هذه الأيام التي تصل فيها درجات الحرارة إلى معدلات مرتفعة مطلوب زيادة كميات السوائل التي يتناولها الشخص إلى 4 لترات، إضافة إلى تعويض الأملاح بتناول الفاكهة والخضراوات الطازجة وكميه قليلة من الملح الذي نحذر من زيادة استهلاكه، خاصة لمرضى القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم، وأفضل طريقة هي الحرص على تناول كافة أنواع الخضراوات والفاكهة بشكل مستمر .
أما الأشخاص الذين يتعرضون للإصابة بضربة الشمس أو حدوثها في الظل، وهي تحدث بسبب ارتفاع درجة الحرارة، فإنه في حالة حدوثها ينصح بالإكثار من تناول المشروبات المثلجة ووضع الماء المثلج على رأس الشخص المصاب .
تأثير أشعة الشمس في الجلد
من جهته قال الدكتور مأمون السيد شلبي أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة الأزهر:
"إن التعرض للشمس لفترات طويلة له تأثيرات خطرة في الجلد خاصة للبشرة البيضاء، ويفضل التعرض للشمس بالتدريج خوفا من حدوث حروق شديدة، كما يفضل للبعض عدم التعرض للشمس مثل مرضى الذئبة الحمراء، والمصابين بجفاف البشرة المبقع، وبعض أنواع البهاق أو الفقدان الكامل لصبغة الجلد، ويحذر من حدوث حروق بالجلد نتيجة تأثير التعرض للأشعة فوق البنفسجية" .
وينصح الدكتور مأمون باستخدام الكريمات الواقية من الشمس على أن تتوافر فيه عوامل الوقاية أكثر من 13 درجة وأن تكون مضادة للأشعة البنفسجية A وB كما ينصح بالمحافظة على نسبة المياه في الجلد بالإكثار من تناول السوائل لتعويض الأملاح المفقودة في العرق، وأفضل علاج هو المياه وليس المشروبات الغازية والتدرج في التعرض لأشعة الشمس .
حمو النيل
وأشار إلى أنه في فصل الصيف تزداد الإصابة ب"حمو النيل"، وهذا يعود إلى زيادة إفراز العرق، وينصح بتجنب المأكولات الساخنة والحارة، وتجنب الجلوس في درجات الحرارة والرطوبة العالية، والمحاولة قدر الإمكان عدم الخروج نهاراً أثناء فترات سطوع الشمس الشديدة، وارتداء الملابس القطنية البيضاء وذات الألوان الفاتحة العاكسة لضوء الشمس .
وقال: "أما في حالة تحول "حمو النيل" إلى صديد فيتم استخدام بعض المضادات الحيوية الموضعية، وتناول جرعات عالية من فيتامين "ج" الموجود بكثرة في عصير الليمون والبرتقال وغيرها من فواكه الصيف، كما يحذر من انتشار الأمراض الجلدية البكتيرية مثل الحصف الذي ينتشر سريعاً بين الأطفال، ويظهر في الأماكن المكشوفة من الجسد وحول الفم والأنف، ويعود سبب الإصابة إلى الاختلاط في حمامات السباحة، ولهذا فإنه من المناسب استخدام المضادات الحيوية في بداية ظهورها بحسب الطبيب المعالج" .
وأضاف، على المصطافين أن يحرصوا على استخدام واقيات الشمس لأصحاب البشرة الحساسة، حيث إن نشاط الأشعة البنفسجية الضارة يزيد منذ فترة العاشرة صباحاً وحتى وقت العصر، ويفضل نزول البحر في غير هذه الفترة، ويوضح أن الأشعة في المصايف يكون تركيزها أعلى لأنها تنعكس من الرمال ومن مياه البحر، والأشخاص يكونون معرضين لها بجرعات عالية، ويظهر ذلك في تلوين الجلد الذي يبدأ من الاحمرار ثم الاسمرار، حيث يقوم الجسم بإفراز كميات كبيرة من صبغة الجلد .
كما حذر الدكتور مأمون من تبادل الملابس أو الأدوات الشخصية مثل الفوط أو أدوات الحلاقة أو ملابس البحر، لأنها تعد سبباً رئيسياً لانتقال العدوى الجلدية خلال المصايف، والإصابة بالأمراض الفطرية والفيروسية .
جفاف الجلد
[IMG]http://cdn.*******.net/i_bc116c69b01.jpg[/IMG]
وعن تأثير الجفاف في الجلد قال الدكتور وسام جواد اختصاصي أمراض جلدية وطب التجميل، إن هناك اعتقاداً خاطئاً لدى الكثير بأن جفاف الجلد يأتي من قلة شرب الماء والسوائل، في حين أنه يأتي نتيجة تأثير الجو والعوامل الخارجية الطبيعية المحيطة بالجو، حيث يقوم الجلد بإفراز المواد الدهنية المسؤولة عن ترطيبه، بينما هناك من يلد بخلل في الخلايا الدهنية مما يؤدي إلى قلة إفراز الدهون والتسبب بالقشور وجفاف في الجلد، وهذه تعتبر حالة مرضية وراثية" .
وأوضح: هناك جفاف الجلد المتصل بالعوامل الجوية، وجفاف الفم الذي له علاقة بالغدد اللعابية والأغشية المخاطية في الأنف وفي هذه الحالة يجب على المريض الإكثار من شرب السوائل، فعند الشعور بالعطش تزداد لزوجة الجسم مما يؤدي إلى إرسال إشارة للدماغ بالحاجة إلى الماء، وتكثر هذه الحالة في شهر رمضان، لذلك ينصح بتناول الفواكه التي تحتوي على كمية سوائل كبيرة، والعصائر، والماء نحو 5 ليترات في اليوم .
وعن أعراض جفاف الجلد قال إنها تتمثل في الإحساس بحكة، زيادة في قشور الجلد ينتج عنها اخماج والتهابات، لذلك ينصح باستشارة الطبيب عند ظهور هذه الأعراض، ويتم علاج جفاف الجلد بالكريمات، والمرطبات، خاصة كريم نبتة "الأوليفيرا" التي تستخدم كمقاوم طبي للجلد، إضافة إلى كريمات اليوريا التي تقوم بزيادة طبقات الجلد حتى يصبح أكثر نعومة .
كما نصح الدكتور وسام بتجنب الوقوف تحت أشعة الشمس والتقليل من الخروج في فترة الظهيرة، خاصة للمقيمين في المناطق الحارة كدول الخليج العربي، والإكثار من السوائل قبل السحور، والإكثار من الفواكه التي تحتوي على سوائل، وعند الإحساس بالغثيان والإغماء يجب مراجعة الطبيب، واستخدام المرطبات والكريمات الخاصة بالجلد للحالات المرضية .
الأطفال وأشعة الشمس
وعن كيفية حماية الأطفال من هذه الأخطار قال الدكتور شريف عبد الرؤوف استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة: "إن أهم مشكلة تحدث للأطفال بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة هي فقدان السوائل عن طريق العرق ويعوض عن طريق المياه الكثيرة والكافية، ويحذر من الإقلال من تعاطي السوائل، وهذا يؤدي إلى إغماء سريع ويحتاج إلى التعويض بحسب الحالة، أما عن طريق الفم أو الوريد" .
وأضاف، هناك عادات خاطئة تحرص الأمهات على القيام بها، كارتداء الطفل ملابس كثيرة والجلوس في أماكن دافئة أو ذات حرارة مرتفعة من باب الحرص على الطفل، وهذا يسبب فقداناً سريعاً للسوائل ويشكل خطورة على حياتهم، لذلك ننصح بإعطاء الأطفال كميات مناسبة من السوائل خاصة المياه والعصائر والفاكهة والخضراوات الطازجة المفيدة لتعويض السوائل والأملاح المفقودة، وعدم التعرض للشمس خلال فترات الحر الشديد، وعدم ممارسة الألعاب الرياضية في أوقات الذروة، كما ينصح بالنسبة لحديثي الولادة بمتابعة الرضاعة الطبيعية في أوقات متقاربة، ووضع الأطفال في أماكن جيده التهوية، وتخفيف الملابس بما يتناسب مع حرارة الجو .
فيتامين "د"
وحول فوائد التعرض لأشعة الشمس قالت إيمان تركي مثقفة صحية بإدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى بالشارقة: "إن الاستفادة الكبيرة التي يحصل عليها من يتعرض لأشعة الشمس هي فيتامين "د" على أن يكون بشكل معتدل وغير مفرط وباستخدام واقي أشعة الشمس، وتعد الفترة الزمنية المناسبة للتعرض لأشعة الشمس والحصول على فيتامين "د" عشر دقائق في الصباح الباكر أو بعد الثالثة ظهراً، حيث تعتبر هذه المدة كافية للحصول على فيتامين "د" التي تحتاجها العظام" .
وأضافت، هناك اعتقاد خاطىء لدى الكثير ممن يشتكي من نقص فيتامين "د" بأن العلاج يكون في التعرض لأشعة الشمس بينما التعرض لأشعة الشمس وقاية حتى لا يتراجع الفيتامين عن المعدل الطبيعي، أما العلاج من نقص الفيتامين فيكون بالأدوية التي يصفها الطبيب، وعلى الإنسان الطبيعي التعرض لأشعة الشمس بما يعادل 3 أيام في الأسبوع، مع اصطحاب كميات كبيرة من الماء حتى يعوض المواد التي يفقدها، إضافة إلى تناول الفواكه التي تحتوي على نسبة من السوائل، ويجب أن يكون التعرض للأشعة تحت معايير صحة مع استخدام واقي شمس لحماية البشرة .
أضرار أشعة الشمس
وأوضحت أن أضرار التعرض لأشعة الشمس تكون في التعرض المفرط لأشعة الشمس بغية الحصول على بشرة سمراء اللون، وهذا عبارة عن حرق من الدرجة الأولى للبشرة عن طريق تحفيز الخلايا الصبغية للبشرة لإفراز وتكوين هذا اللون، وكثرة التعرض لأشعة الشمس قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان الجلد، أما الأضرار الوقتية للأشعة فهي الإصابة بضربة شمس، وجفاف البشرة والشعر، حيث يؤدي إلى حدوث تقصف للشعر، ويؤثر في البشرة بأن تصبح أكثر عرضة للتجاعيد بشكل أكبر، وتتعرض للميكروبات حيث تكون المسامات مفتوحة، إضافة التي التحسس من العرق والأملاح الموجودة فتصبح البشرة بيئة مناسبة للفطريات وتكاثرها .
وعن الأمراض التي يجب على من يعانيها عدم التعرض لأشعة الشمس قالت: "يجب على مرضى السكري عدم التعرض للشمس حتى لا يتسبب لهم بالجفاف وهبوط في سكر الدم، إضافة إلى الأطفال وكبار السن حيث تكون كمية السوائل لديهم أقل من الشباب، وينطبق الأمر ذاته على مرضى الحساسية والأكزيما والصدفية، فتعرضهم للأشعة يزيد من أمراضهم سوءاً، والحل الأمثل لهؤلاء المرضى أن يكون التعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر وفي الساعات التي لا تكون فيها الأشعة عمودية" .
الجفاف ورمضان
ولتجنب الجفاف في رمضان قالت، يجب الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، والمشروبات الغازية، والمسكرات، والأكلات السريعة، والتي تزيد امتصاص الماء في الجسم وتؤدي إلى الجفاف، مابين الفطور والسحور، ويجب تناول جرعات كبيرة من الماء والفواكه والخضار التي تقوم بحفظ كبيات المياه داخل الجسم، تناول التمر حيث يقوم بحماية الجسم من الجفاف ويقوم بترطيبه، وشرب اللبن الطازج والابتعاد عن المصنع، وتناول وجبة الأرز الأبيض لما يحتويه من نسبة عالية من المياه، والتخفيف قبل رمضان من القهوة واستبدالها بالشاي والأعشاب الطبيعية، والتقليل من شرب السوائل بعد الإفطار مباشرة حتى لا يصبح لديه فقد في السوائل من خلال التبول وتعويضها بالخضار والتمر اللذين يحفظان المياه في الجسم .
وحذرت إيمان من التعرض لأشعة الشمس وقت النهار أثناء رمضان، ومراعاة ارتداء الملابس واستعمال الخفيف والمناسب منها للصيف، وممارسة الرياضة في ال 45 دقيقة قبل الإفطار لتعويض ما فقد من السوائل بعد الافطار، وقالت إن على مرضى السكري والضغط الاستمرار بتناول الأدوية في حالة سماح الطبيب لهم بالصيام، والسماح للأطفال الذين لا يدركون معنى الصيام بعدم الصيام، وذلك لأن طبيعة الطفل اللعب والحركة وهذا يفقده كمية كبيرة من السوائل وقد يصاب بالجفاف في حال الصيام، وعلى مرضى السكري تأخير وجبات السحور بحيث تكون غنية بالألياف والنشويات للحفاظ على مستويات السكر في الدم، وضرورة تواجد الشوربة الوجبة الرئيسية والمهمة في المائدة لاحتوائها على كمية كبيرة من السوائل، ويفضل أن تصنع في البيت بالمواد الطازجة لضبط السوائل المفقودة .
جفاف العيون
من جهته، عرف الدكتور سعيد موافي دكتوراه أمراض وجراحة العيون جفاف العيون قائلاً، إنه السائل الذي تفرزه العين والغدد الدمعية، ويكون كلياً في ترطيب قرنية وملتحمات العين، وتتمثل أعراضه في الشعور بجفاف في العين، حكة، احمرار مستمر مع حرقان، إفرازات كتل دهنية على سطح القرنية مع تشويش في الرؤية، وفي بعض الحالات جفاف في الحلق والأنف والبلعوم .
وأضاف، يحدث جفاف العين نتيجة أسباب منها التبخير في السائل الدمعي، أو من انزيم "ميوسين"، أو من متلازمة "سيغرين سيندروم"، أو من حدوث خلل في الوظائف الدمعية، ويكون التبخير في حالة البروز في العين، وإما أن تكون هذه الحالة وراثية أو مرضية، وعندما تكون العين بارزة في المناطق الحارة فإن درجة التبخير تكون أعلى نتيجة الحرارة وبالتالي تكون درجة الجفاف أعلى من العين الطبيعية .
الماء والجفاف
يعد الماء محركاً لكل وظائف الجسم تقريباً، فالماء مادة مذيبة وبواسطة العصارات الهضمية تتحلل العناصر الغذائية من الأغذية، وعندها يمكن للجسم أن يستخدمها . كما يتميز الماء بقدرته على إذابة الأملاح كالبوتاسيوم والصوديوم ونقلها داخل الجسم .
ويقول الدكتور ميشائيل ناوبرايت اختصاصي الطب العام في بون: "تعود أهمية الماء إلى كونه مادة منظفة من الفضلات التي تتراكم في الجسم، فعن طريق الكلى والمثانة وبمساعدة الماء يتخلص الجسم من فضلات عملية الأيض، وتقوم الكليتان بتنقية نحو 180 لتراً من الماء يومياً، وحينها تطهر الدم من السموم والفضلات، كما أن الماء سائل للتبريد، وتنظيم درجة حرارة الجسم من الوظائف المهمة التي يقوم بها الماء، ففي الأيام الحارة أو عند بذل مجهود يتبخر الماء على سطح الجلد، وبواسطة التعرق يبرد الجسم، لتنتظم حرارته وتبقى ثابتة عند 37 درجة مئوية .
وأضاف إن الماء لا يخرج باستمرار عن طريق الجلد فقط وإنما من خلال الرئتين أيضاً . ويجب على الإنسان أن يحافظ على كمية كافية من السوائل في جسمه حتى تعمل وظائف الجسم بسلاسة، لذلك ينصح بعدم الانتظار حتى نشعر بالعطش، بل يجب تناول رشفة ماء من حين لآخر .
أسبابه وعلاجه
وأوضح الدكتور سعيد أن بروز العين يأتي أحياناً من خلل في الغدة الدرقية، وفي تواجد بعض الأمراض مثل "باركنسون"، أو نتيجة حدوث التهاب نقطي في القرنية، أما السبب الثاني المؤدي للجفاف وهو كلي في أنزيم "ميوسين" فيكون سببه حدوث نقص في الفيتامين نتيجة استخدام أدوية بكثرة مثل المضادات الحيوية المستخدمة للحساسية والأتروبين، بينما السبب الثالث المؤدي لجفاف العين الذي هو متلازمة "سيغرين سيندروم" يؤدي إلى حدوث جفاف كلي في العين لنقص فيتامين "أ" و"ب"، وحدوث التهاب في القرنية، ثم التهاب في المفاصل خصوصا عند النساء أثناء انقطاع الدورة الشهرية، وعندما يحدث جفاف يؤدي "سيغرين سيندروم" ايضا إلى حدوث حرقة، وإفرازات كتل دهنية على سطح القرنية واللحمية، وتشويش في الرؤية، كما يصاحبه جفاف في الفم والحلق والأنف والبلعوم، اضافة إلى قلة عصارة المعدة والأمعاء، والارتفاع في سرعة ترسيب الدم، وارتفاع في كريات الدم الحمراء، وتورم في الجفون، التهاب في الغدة الدرقية خصوصا عند النساء في سن مبكرة .
وأشار إلى أن السبب الرابع المؤدي إلى جفاف العين هو إفراز الغدة الدمعية، ويكون ذلك نتيجة التهاب الغدة مع تغيير النسيج الخارجي فتحصل بعض العمليات على الغدة الدمعية، ويحدث هذا نتيجة مرض "التراخوما" وتغيرات في الكيس الدمعي، أمراض الدم، مرض الذوابة الحمراء، التهاب القزحية والجسم الهدابي، التهابات الصلبة، إضافة إلى تقدم الشخص في العمر فوق الخمسين يؤدي إلى إفراز الدموع بشكل أكثر .
وقال: " يتم علاج جفاف العين عن طريق قطرات ترطيب العين، أما في الحالات المتقدمة فنعمل على غلق النقطة الدمعية لجمع أكبر قدر من الدموع في العين، ومعالجة الأسباب التي تسبب الجفاف في العين قدر الإمكان، علماً بأن التعرض للشمس يؤدي إلى الإصابة بجفاف جزئي لذلك ينصح بارتداء النظارة الشمسية لتفادي أشعة الشمس" .
رد مع اقتباس
