تفاعل المشهد اليمني الساخن أمس، إذ سيطر تنظيم القاعدة على مديرية العدين في محافظة إب، ردّاً على سيطرة الحوثيين على مركز المحافظة، فيما حشد مئات المسلّحين القبليين، مطالبين بخروج المتمردين، ما دعا السلطات المحلية إلى طلب مهلة لإقناع أنصارهم بالمغادرة، في ظل سقوط عشرات القتلى في مدينة رداع بمحافظة البيضاء باشتباكات الحوثيين و«القاعدة».
وسيطر عناصر التنظيم أمس على مديرية العدين التابعة لمحافظة إب جنوب غربي اليمن، في أعقاب سيطرة الحوثيين على مركز المحافظة. وأكّد مصدر أمني أنّ «مسلّحين من القاعدة سيطروا على العدين، بعد أن شنّوا هجوماً على مديرية الأمن ومبنى السلطة المحلية ومركز البريد والبنك التجاري في المدينة، ما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الشرطة». وأفاد شهود عيان أنّه «سمع دوي انفجار في المدينة، وتبيّن أنّه تمّ تفجير وإحراق مركز مديرية الأمن». واعتبر مصدر محلي أنّ «سيطرة القاعدة على المدينة هو بمنزلة رد على تسليم مركز إب إلى الحوثيين»، على حد وصفه.
إب تحشد
في سياق الوضع الملتهب، احتشد المئات من المسلّحين في مدينة إب للمطالبة بخروج الحوثيين، ما ينذر باندلاع مواجهات مسلّحة وسط مساعي من محافظ المحافظة لاحتواء الموقف.
وقالت مصادر سياسية في المحافظة لـ«البيان» إنّ «لقاء جمع محافظ أب يحيى الأرياني وقيادة تكتّل اللقاء المشترك وحزب الرئيس السابق وقيادة الحوثيين في المحافظة، ناقش ميثاق الشرف الذي سبق أن وقعت عليه جميع الأحزاب، والذي نص على التعايش وحق ممارسة العمل السياسي ونبذ العنف وعدم اللجوء إلى القوة».
طلب مهلة
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ «اللقاء عقد وسط حشد المئات من المسلّحين من أبناء المحافظة للمطالبة بخروج المسلّحين الحوثيين وتهديدهم باللجوء إلى استخدام القوة لإجبارهم على مغادرة المدينة»، لافتة إلى أنّ «محافظ إب طلب مهلة لإقناع المسلّحين الحوثيين بمغادرة المدينة والالتزام بميثاق الشرف الموقع بين الأطراف الحزبية، وتجنيب المدينة والمحافظة عموماً مخاطر الدخول في الحرب».
وذكرت أنّ «مسلحي القبائل تجمّعوا في إب رفضاً لوجود الحوثيين وتعيينهم شخصاً من صعدة يدعى أبو علاء الطاحوس قائداً للمحافظة».
30 قتيلاً
على الصعيد الأمني، قالت مصادر قبلية إنّ «أكثر من ثلاثين مسلحاً حوثياً قُتلوا على يد مسلحي تنظيم القاعدة في مدخل مدينة رداع». وأشارت المصادر إلى أنّ «مسلحين من القاعدة اعترضوا طريق قافلة سيارات لمقاتلين حوثيين كانوا في طريقهم إلى رداع، لمساندة أتباع الحوثي، وأطلقوا على القافلة النار من الأسلحة الرشاشة وقذائف، ما أدى إلى سقوط هذا العدد من القتلى والجرحى».
قتلى الجنود
كذلك، قتل جنديان يمنيان في هجوم استهدف دورية عسكرية بمحافظة أبين جنوبي البلاد.
وذكر مصدر أمني مسؤول في بيان أن مسلحين يعتقد انتماؤهم إلى تنظيم القاعدة، هاجموا دورية تابعة للواء 111 أثناء مرورها بالقرب من مستشفى مدينة أحور بمختلف أنواع الأسلحة، ما أدى إلى مقتل جنديين كانا على متنها.
في السياق ذاته، قُتل جندي وأصيب عدد آخر في هجوم نفذه مسلحون من التنظيم، واستهدف نقطة عسكرية بمحافظة حضرموت شرقي البلاد.
وذكرت مصادر أمنية بالمحافظة أن المسلحين هاجموا نقطة عسكرية في منطقة جول مسحة بمدينة المكلا، وأسفر ذلك عن مقتل جندي وإصابة عدد آخر.
حماية تعز
في السياق، تعهّد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي بالحفاظ على مدينة تعز ومنع دخول المسلّحين إليها، بعد وصول طلائع الحوثيين إلى مشارف المدينة. ونُقل عن الصبيحي القول في اجتماع ضم وجهاء المحافظة وقادة الأحزاب السياسية، التعهّد بأن تتولى قوات الجيش والأمن حماية المواطنين اليمنيين، مؤكّداً أنّ «المحافظة لا تحتاج إلى لجان شعبية».
وشدّد الصبيحي على أنّ «تعز لا تحتاج إلى مجاميع مسلحة، وأمن المحافظة هو مهمة الجيش، وسيقوم به على أكمل وجه»، مضيفاً: «إذا كان هناك أي مشكلات أمنية، فإن الجيش والأمن هما المسؤولان عنها، وسنعمل على تأمين المواطنين».
اعتقال انفصالي
اعتقلت قوات الأمن اليمنية أمس قيادياً في الحراك الجنوبي، إلى جانب عدد من مرافقيه في مدينة عدن جنوبي البلاد. وقال ردفان الدبيس، الناشط في الحراك، إنّ «قوات الأمن المركزي قامت باعتقال القيادي في الحراك الشيخ حسن بنان، وعدد من مرافقيه من فندق زهرة المدائن في عدن»، مشيراً إلى أنّ «قوات الأمن أشهرت السلاح على العاملين في الفندق، وقامت بعدها باعتقال بنان واقتياده إلى مكان مجهول».
وأضاف: «تأكد لنا بعد ذلك أنه موجود حتى الوقت الراهن لدى قائد قوات الأمن المركزي في عدن الذي أعلن تأييده للحوثيين»، موضحاً أنّ «التهمة التي وجّهت إلى بنان هي تشكيل مجاميع مسلّحة للسيطرة على مدينة عدن، والمطالبة بانفصالها عن شمالي اليمن».
رد مع اقتباس
