(( على افتراض ما قرأته صحيح ..))
قبل فترة تعاطفت كما تعاطف قطاع واسع من المتابعين مع قصة الاستاذ عبدالله حبيب واستدعائه من قبل جهة أمنية على خلفية منشورات له تخل بالسلم العام و التلاحم الوطني وكانت كما توقعنا مجرد كبوة حصان ، و عاد الحصان يعدو بمقال أثبت صحيح اعتقادنا فلقد اعترف الاستاذ حبيب بخطأه و صححه بحذف ما كتبه عن قناعه ، وانتهت القصه بأفضل مما كنا نتمنى.
اليوم يتم تداول منشورات للاستاذ حبيب لا يمكنني إطلاقا ان أصنفها بكبوة حصان بل هي سقوط مكتمل النصاب سيحتاج اكثر من مجرد اعتذار لبشر فهذه المره يحتاج الامر لتوبه نصوح الى رب و خالق البشر .
فعندما تتحدث عن قصور في الله (تعالى وجل) بحيث انه يحتاج لنقاش مع مخلوقاته من الملائكه ،بغض النظر عن ماهية سياق حوارك، فأنت بحاجة الى البحث في عظمة الخالق و كماله وهذا اول ركن من أركان الإيمان ، و لن يهمني النتيجة التي ستصل إليها ( فمشيئة الله هي الحق ..ونسأل الله ان يجعل مشيئته في وصولك للإيمان و البعد عن الكفر) ، ما يهمني هو ان تدرك انك وسط مجتمع مسلم فإذا ما وصلت لنتيجة تتناسب مع اسلام و إيمان هذا المجتمع فمن الجيد لك قبل سواك ان تنشرها اما ان وصلت ما دون ذلك فأحتفط بها لنفسك حتى لا تضر بأيمان غيرك .
وصفك للأذان (بالصراخ) و الصلاة (بالتمارين الاكروباتية) هذه اهانة لمشاعر المسلمين لن يلغيها تأكيدك انك تصلي و انك تحب الله ، لا اعلم ما هو مقصدك من هذه الاوصاف و لا عن نواياك و لكني إنسان قاصر احكم بالظاهر و اعتبر هذه اهانة للركن الثاني من أركان الاسلام ، وهذه قبل ان يعاقب عليها القانون الوضعي للبشر فهي يعاقب عليها قانون الخالق ،فالصلاة بالأذان و الاقامه و طقوسها من ركوع و سجود و قيام و جلوس متفق عليها بين المسلمين ، فهل فكرت مليا قبل كتابتك لتلك السطور؟
سطورك الاخرى التي أهنت فيها الصائم الذي تكفل الله بالجزاء به و دخلت في نوايا البشر و انزلت حكما لا يحكم به الا القادر عز و جل ، وتلك التي تتساءل فيها عن مغزى وجودك في الحياة و انك مجرد ضحيه لمتعه لا اكثر كلها تكشف عن خطب اصاب فكر و قلم عبدالله حبيب !!
لا أنكر انك (كنت) من الاقلام النادره التي (ادعت الثقافه ) وكنت فعلا قلم مثقف مفيد يجد فيه القارئ سطور يحتاج اليها وسط بحر من سطور سطرها أؤلئك المنسوبين الى الثقافه و المثقفين وهم ثله من خفافيش الظلام التي تقتات على جهل الناس او تنتج سطور عن الغريزه بصوره وقحه او تكتب عن مجتمع غريب في عاداته غريب في قيمه ولا تتناسب مع مجتمعنا .
استاذنا عبدالله حبيب قد ابالغ اذا قلت بأنك اذا سقطت في هذا الوحل فأن الثقافه في عمان يتسقط ، اقصد ذلك المثقف الذي يتحدث بعلمه و ثقافته امام عامة الناس و يفهموه وليس وسط قاعه لا يحضرها الا ثلة و تعمل كدائرة مغلقه تتحدث عن ثقافة لا يفهمها احد سواهم.
فأدعوك الى العوده عن المسلك الذي تسلكه او التوقف عن الدخول في حوارات لا تخرج منها الا بما هو سيئ او على اقل تقدير لا تتحدث بكل ما تعتقده .
مقترحات من وحي الثقافه و المثقفين:
لا اعتبر الانسان مثقف ما لم يستفيد الناس مما لديه (وان كان تعريف المثقف شي عائم لا حدود له) ولأجل هذه الغايه يجب ان يتواصل او يجتهد المثقف في إيصال الثقافه للناس ،فالسلطنه و الحمد لله تمتلك عشرات الأندية الثقافية في كل الولايات و فيها آلاف الفرق الأهليه الثقافية ، ولكنها للأسف خاويه على عروشها (الا من رحم ربي) ما عدا الجانب الرياضي
فَلَو كل من يعتقد في نفسهم بانه مثقف توجه الى اقرب نادي في منطقته و احيى فيه الجانب الثقافي بحيث يجتهد في الدعوة لازدهار المكتبات و اقامة المحاضرات لأي حدث او خطب يهم المجتمع الذي بعيش فيه و يحدث الناس عن الطرق المثلى في التعامل و التحاوب مع الحدث لكان فعلا استحق لقب مثقف و استفاد الناس من علمه.
اما سوالف القاعات المغلقة و المقاهي فهي كصب الماء في الرمل و مصير من يتحدث في دائرة مغلقه ان يصطدم بواقع مختلف عما يعتقده كما يحدث الان مع الاستاذ عبدالله حبيب