وكالات ( صدى ) :
في قرية آمنة مطمئنة، وجدت الفتاة الإيزيدية (شيرين – 19 عامًا)، وطنًا واسعًا شمال العراق، قبل أن تتحول الطمأنينة إلى جحيم بين الأذرع الأخطبوطية لتنظيم داعش الإرهابي.
بين سطور كتاب (شيرين.. سأبقى ابنة النور)، روت الفتاة الإيزيدية مأساتها التي مرت بها على يد مقاتلي التنظيم، ونجحت في توثيق الانتهاكات العرقية والجنسية التي تعرض لها جميع الإيزيديين على يد الدواعش.
استغلت ابنة الـ19 ربيعًا، إقامتها الحالية في ألمانيا لفضح جرائم (داعش)، بعد لقائها بمجموعة من الصحفيين الألمان، في أغسطس 2014، وفقًا لما نشره موقع “بيزنس إنسيدر”، السبت (27 فبراير 2016).
على صفحات الكتاب الذي يحمل اسمها، تحدثت المراهقة الإيزيدية عن حياتها الآمنة مع قبيلتها في قرية حردان، إحدى القرى الواقعة شمالي العراق، قبل أن يهاجمهم الدواعش، مطالبين إياهم بتسليم أنفسهم، وعدم المقاومة.
شيرين ذكرت أن التنظيم وأعضاءه أعطوهم الأمان مقابل تسليم أنفسهم، مضيفة: “كنا نظن أنهم يكرهون الشيعة ولا يريدون منا سوى التسليم والإذعان فقط ولكننا كنا مخطئين.. فسرعان ما تبدل الوضع حين انتشر في القرية خبر مطالبة الدواعش بإخراج جميع نساء وبنات القرية وتسليمهن للمقاتلين، حينها حاول سكان القرية الفرار ببناتهم إلا أن كل ذلك فشل”.
وأضافت ابنة الـ14 عامًا: “سرعان ما قام التنظيم بسبي جميع النساء والبنات، بينما تم اعتقال جميع الرجال لتتم عملية قتل عشوائية لهم.. وعند هذه المحطة تحولت حياتي إلى جحيم”، لافتة إلى إجبارها على الإقامة 9 أشهر لدى التنظيم، تنقلت خلالها بين ما لا يقل عن تسعة رجال تبادلوا بيعها وشرائها كـ”عبدة” تُباع وتُشترى بغرض الاستمتاع الجنسي.
واصلت الفتاة الإيزيدية روايتها بالإشارة إلى أنها تعرضت، خلال التسعة أشهر، للضرب والاغتصاب من قبل رجال مغيبين بالمخدرات، وفي كثيرٍ من الأحيان للتجويع والعطش أيضًا.
كان تنظيم داعش ينظر لنقل ملكية (شيرين) على أنها مجرد مكافأة لعناصره مقابل شجاعتهم وصمودهم في القتال، وفقًا لما روته الفتاة للصحفيين الألمان، موضحة أن جميع من اعتدوا عليها كانوا ملثمين، ولم تر واحدًا منهم قط، ولكن أشد ما آلمها هو رؤية بعض جيرانها ينضمون إلى التنظيم ويتحولون إلى دواعش جدد، يتعمدون إذلالها والاعتداء عليها.
رغم مرارة التجربة، إلا أن (شيرين) تؤمن بأنها كانت محظوظة بانتقالها إلى مالكها التاسع الذي تبين لها أنه مسلم سني سلفي طيب القلب، قائلة: (هذا الرجل اعتقها وتزوج منها بعد ذلك ليساعدها على الانتقال إلى ألمانيا، حيث تقيم حاليًا).
واختتمت (شيرين) فصول تجربتها المريرة بالتأكيد على أن الداعشي التاسع، هو الوحيد الذي تزوجها وفقا للشريعة الإسلامية، ومع ذلك لم يقرب منها قط حتى تمكنت من الخروج من المناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش) إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد، ومنها إلى ألمانيا، قائلة: (كانت الرحلة طويلة ومخيفة وخطيرة).