لندن (رويترز) حذر خبراء فى الصحة اليوم الأربعاء، من أن الإصابة بالسُل ستتسارع فى أنحاء العالم ما لم تتخذ خطوات للحد من الإصابة بمرض السكرى الذى يضعف جهاز المناعة فى الجسم، ويزيد خطر الإصابة بأمراض الرئة إلى ثلاثة أمثال. وأوضحوا أن هناك بكتيريا تبقى كامنة لدى الكثير من الأشخاص تتسبب فى الإصابة بالسُل الذى تقول منظمة الصحة العالمية "إنه قتل نحو 1.5 مليون شخص فى العام الماضى". وتابعوا "غير أن مرضى السكرى يصابون فى أحيان كثيرة بالسُل نتيجة البكتيريا الكامنة، نظرًا لضعف أجهزتهم المناعية وهو ما قد يؤدى إلى انتشار إصابة أشخاص بالمرضين فى وقت واحد، وذلك فى ظل تزايد معدلات الإصابة بالسكرى مع تزايد السمنة". وأضاف الخبراء أن هذه ليست المرة الأولى التى يواجه فيها العالم احتمال تفشى هذه الإصابة المزدوجة، إذ أدت الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) إلى زيادة نسبة الإصابة بالسل إلى أربعة أمثال فى الكثير من البلدان الأفريقية. الجدير بالذكر أن اليوم يخشى الأطباء تكرار ذلك مع إصابة المزيد من الأشخاص فى جميع أنحاء العالم بالسكرى، وخصوصًا فى الكثير من البلدان الفقيرة. وتابع الخبراء "لكن يبقى مصدر القلق الأكبر هو أن ستة من الدول العشر التى يتوقع أن تضم أكبر عدد من المصابين بالسكرى بحلول عام 2035 - وهى الصين والهند والبرازيل وإندونيسيا وباكستان وروسيا- هى من البلدان التى تصنفها منظمة الصحة العالمية أيضا بأنها دول مثقلة بعبء السُل". وقال أنتونى هاريس من الاتحاد الدولى لمكافحة السل وأمراض الرئة لرويترز "إن أكثر ما يقلقه هو الوضع فى الصين والهند لأن الهند سجلت أعلى معدل إصابة بالسُل فى العالم تليها الصين فى حين أن الصين تسجل أكبر عدد من حالات الإصابة بالسكرى فى العالم. وتابع هاريس "نريد أن ندق جرس الإنذار لأننا لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه مع السُل والسكرى". وأضاف أن السكرى أصاب 382 مليون شخص عام 2013 ويتوقع أن يرتفع العدد إلى 592 مليونًا بحلول عام 2035 وفقا للاتحاد الدولى للسكرى. ويرجح أن تكون معظم حالات الإصابة بالسكرى من النوع الثانى للمرض المرتبط بالبدانة. ومن جانبه قال أنيل كابور من مؤسسة السكرى العالمية "إذا لم نتصرف على الفور لتجنب ذلك سنواجه تفشيا مزدوجا للسُل والسكرى سيؤثر على الملايين ويحرم الأنظمة الصحية العامة من موارد كبيرة.. الحل هو منع هذا الأمر من الحدوث".
\