شد انتباهي في هذه الأيام ظاهرة معينة كنت أعتقد بانها لا تنطبق على العمانيين بحكم طيبتهم ورحابة صدورهم وأخلاقهم الحميدة، وهي ظاهرة "النظرة السلبية" للأمور، ربما أكون مبالغاً في هذه الصفة، ولكنه أمر ملاحظ جدا خصوصا عندما يظهر إنجاز معين في الساحة العمانية.
فلنضرب المثل بالإنجاز الحالي وهو إنجاز عالمي للطب العماني في النجاح في عملية زراعة صمام داخل صمام في صمامين نسيجيين في القلب لامرأة حامل في جامعة السلطان قابوس والتي قام بها الدكتور هلال السبتي وفريقه الطبي، ووصفه بالإنجاز العالمي ليس من المبالغة في أمر، ولكن ردة الفعل بين العمانيين في هذا الجانب تبدو ضعيفة جدا بالمقارنة فيما لو حدث خطأ طبي مثلاً، أو أي أمر فيه نوع من التعثر من قبل الحكومة أو جهة من الجهات المحسوبة عليها، لوجدت الجميع منشغل به والهشتاجات تملأ التويتر والفيسبوك، وترى التهكم والاستهزاء والسخرية بكل أنواعها، سيكتب المثقف والحقوقي والعامي عنها، ولكن في الإنجازات الكبيرة لا تجد هذه القوة في ردة الفعل! هذا هو ما أقصده بـ"النظرة السلبية"، ولا يقتصر الأمر عند البعض بأن لا يتفاعل بإيجابية مع مثل هذه الأخبار بل يسعى للتقليل من شأنها وآخرين يصلون لدرجة التشكيك فيها!!
مثل هذه التصرفات والنظرة السوداوية والسلبية للأمور لم تكن بتاتاً من طباع العمانيين فلماذا طغت علينا هذه النظرة السلبية!!؟
رد مع اقتباس
