كانت هناك مدينةٌ مليئةٌ بالأمل بأهلها وسُكانها يعيشونَ حياةً فطريةً بدونِ حاكم ولا محكوم وحياتهم تَعُمُّ بالتسامحِ والوِفاق وذات مرة أتى إلى تلك المدينة رجلٌ يُدعى هَمَيون فرحبوا به أهلُ تلك المدينة فأقام بها شهور ودرسَ وضع أهل تلك المدينة فقرر أن يُنَصِّب نفسه حاكماً على أهالي تلك المدينة وشرح لهم الموضوع فوافقوا بالحال من باب الكرم فاختار من هو على ما يخطط له فاختار شاعراً وعيّنه وزيراً له ، واختار رجلاً كثيرَ الكلام يحكي قصص ويعمل القهوه وهو ونيسٌ بالأسفارِ والرحلات فعيّنه وزيراً عام ، واختار رجلاً مثقف ليعلمه الحِنكةَ والاستقبال ومسايرة الناس والملبس والمشوره وعيّنه وزيراً للثقافه ، واختار رجلاً يُؤيد الوزير بالصدق أم الكذب وعيّنه وزيراً للاستخبارات وأعطاه لقب ( مع الخيل يا شقراء )وأمضت الأيام والحالُ كما هو وذات يوم طرح وزير الثقافة فكرة على الحاكم بأن ينشأ مدرسة ومكتبه لأهل المدينة أمام الملأ بالمجلس ، الأديبُ أيّدَ الفكره والوزير العام ورِفاقه فضلوا السكوت حتى هاج الحاكم وصرخ بوجه وزير الثقافة وبلمحِ البصر قام الوزير العام يُردد ما قاله الحاكم ، أما عن الحاكم فهو يقول بما لا يعلم والوزير العام ورفاقه لا يُدرِكوا ما يقولون فقط يُرددوا عِبارات الحاكم بصيغةٍ أخرى فيبقى السُؤال لتلك المدينة إلى أين ؟
قصةٌ بقلمي...