https://www.gulfupp.com/do.php?img=66508

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 43

الموضوع: تحية الى اهل الامارات .. تاريخ عظيم .. اليس كذلك ؟

  1. #1
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    تحية الى اهل الامارات .. تاريخ عظيم .. اليس كذلك ؟

    27*صفر*1437هـ*-*09 ديسمبر 2015م

    بحث متقدم

    هنا كاسبة الطولات!

    عوض بن حاسوم الدرمكي

    التاريخ:*06 ديسمبر 2015

    يكون للفرح طعمٌ آخر في عالم مليء بالأحزان والمنغصات، ويكون للفخر بالمنجزات ألقٌ مختلف في منطقة تتعثر بها الأقدام وتـــكثر بها السقطات والخيبات..

    و يكون للوحدة مذاقٌ لا يوصف في أوساطٍ ممزقة وراياتٍ متقلبة الأهواء، ولئن مرّ الثاني من ديسمبر سريعاً بحُلّته واحتفاليته الزاهية إلا أنّ كل من يعيش على هذه التراب الطاهرة يعلم أننا نعيش ذات الفرحة كل يوم ونتشارك الفخر كل لحظة وننظر للمستقبل بقلوبٍ مطمئنة وخُطى واثقة تتناغم به الألوان والأعراق والأديان في سلام وتعايش وتكامل نَغْبِطُ أنفسنا عليه.

    44 عاماً من الوحدة ودولة الإمارات تغرّد وحيدةً في وسطها الإقليمي، ولست هنا في معرض ذكر الإنجازات فهي أعرَفُ من أنْ تُعَرَّفْ ومن أراد فعليه أن يختار من مؤشرات التنمية العالمية المختلفة ما شاء وينظر أين هي الإمارات ثم سيكون مثاباً إنْ أتْبَعَ ذلك بقول «ما شاء الله»، أمّا إن كان من الباحثين عن المثالب.

    فإن حسرته ستزداد وخيبته ستطولُ مُدّتها طويلاً بإذن الله، فنحن لم نخرج صدفة ولم نكُ ظِلاً لأحد ولسنا فقاعة ينتظرها الفاشلون لتتلاشى، بل نحن حاضرٌ لامع وتاريخ يُرغِم أنوف من يحاول تزوير الحقائق وهو لا يعي من التاريخ إلا اسمه!.

    بلادنا لم توجد في الثاني من ديسمبر عام 1971، فتلك عقلياتُ بعض الجماجم التي لا تملؤها إلا السطحية والقلوب التي لا تعرف غير السواد لوناً، نعم ذلك يومٌ من أيام المجد الخالدة لإعلان قيام وطن متّحد يوحّد القلوب قبل توحيد التضاريس والجغرافيا ويضمّ الأماني والأحلام قبل ضم الرايات تحت رايةٍ واحدة..

    لكن ذاك لا يعني أن ما قبل ذلك التاريخ لا يعدو أن يكون صفحة خالية إلا في العقول الخالية فقط، ولا نلومهم، فالجهل والحماقة تبدأ بصاحبها والحقد على نجاحــــات الإمارات تجعلهم يسقطون في مزالق مخجلة.

    هذه الأرض الخالدة تغنى بها الرحالة الإغريقي «ماغاسثينس» قبل قرنين من الميلاد وحكى عنها الكتّاب الرومان القدماء «بليني» و«سترابو» وأطنب عنها أعظمهم «هيرودوتس» وذائع الصيت «بطليموس»، هنا كانت حضارة «ماجان» ..

    والتي قامت على أراضي إمارة أبوظبي من العين حتى أم النار وشقيقتها زمنياً «ميلوخا» في منطقة مليحة بالشارقة عندما كانت سفنها تمخر عباب الخليج العربي محملة بالنحاس والرخام الأسود والمغر الأحمر والأخشاب والمطيبات إلى بلاد الرافدين قبل أربعة آلاف وخمسمئة سنة وبلغت من التألق مرتبةً جعلت الملك الأكادي الشهير سرجون الأول يغزوها مراراً لضمها لمملكته العظيمة..

    وقد حَدَّد سرجون بُعدها عن مصب الفرات بـ(120) بيرو أي ما يعادل 800 ميل وهي المسافة من البصرة إلى أبوظبي حتى لا يتفلسف أحدٌ من أشباه المثقفين بادّعاء خلاف ذلك، ماجان التي تغنى بها شاعر مدينة أور الآكادية في عصورٍ سحيقة بقوله: «إنّ سفن (دلمون) جلبت إلى (أور نانشه) عطوراً، عسى أن تجلب إليك العقيق الثمين، وعسى أن تجلب إليك بلاد (ماجان) النحاس الجبار، أوثقوا سُفن دلمون بالأرض، واحملوا سُفن ماجان إلى السماء»!.

    نحن لم نوجد قبل 44 ســــنة يا أشباه المثقفين، فجزيرتي دلما ومروّح بأبوظبي كانتا تعجّان بالتجمعات البشرية في أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد كما أثبتت ذلك التنقيبات، وجبل بحايص في الشارقة تعود آثاره لحضارةٍ قامت خلال العصر الحجري الحديث أي قبل 4000 سنة قبل الميلاد، وحضارة هيلي وجــــبل حفيت بالعين تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد بينما ازدهرت تجارة الحلي في منطقة القطارة في الألفية الثانية..

    وفي مسارٍ مهم للتوضيح تظهر تقنيات الزراعة إلى قيام سكان الإمارات منذ قديم الأزمنة بشق الأفلاج و بناء دهاليز سفلية للمياه تعود للعصر الحديدي ـ أي قبل ثلاثة آلاف سنة - في مويلح وسهل المدام وهيلي وبدع بنت سعّود ووادي الجبيب في بيان جليّ على تهافت ادعاء نقل تلــــك التــقنية قبل وقتٍ قريبٍ من آخرين.

    تذكر كتب التاريخ أيضاً أنّ أوائل العرب الذين سكنوا الأطراف الغربية من الإمـــارات هم طسم وجديس من العرب البائدة قبل أن تتوافد على أراضيها هجرات القبائل العدنانية على مرور السنين فاستقرت بها، ودلالة على بركة أهل هذه الديار تُشير الروايات التاريخية الموثقة أن أهلها بقوا ثابتين على دينهم خلال الردةّ وأقرّ خالد بن الوليد جيفر وعبد أبناء الجلندي حُكّام منطقة توام (العين حالياً) على فعلهم، وبقيت هذه الأرض بين خير رب السماء ونقاء وأنفة أهلها.

    إنّ المطقطقين على وتر الماضي لنبذ الإمارات يعلمون يقيناً أنهم لا يستطيعون انتقاص انجازات حاضرها، ولكن المضحك المبكي أنهم لا يملكون شيئاً يفاخرون به عندما يذكرون حضارات بلادهم التي ابتُليت بهم إلا فعل أناسٍ ماتوا منذ آلاف السنين، فهم لم يبنوا تلك المباني ..

    ولم يشيدوا تلك المآثر ولم يشاركوا ولا بـ(خوصة) أو حتى (كحة) في تأسيس تلك الامبراطوريات والممالك، فهم أفشل من أن يصنعوا فارقاً سوى تلك الجعجعة الجوفاء وما أقرب وصفهم لقوله تعالى: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات».

    نحن بلاد تصنع مجد حاضرها بسواعد ابنائها وفكرهم، يفتخر بنا اليوم كما افتخر بنا الأمس البعيد، منذ وطئ البشر هذه الأرض وهي حُرّةٌ ترسم مسارها بنفسها دون وصايةٍ من أحد، نحنُ كُلٌ مستقلٌ بنفسه منذُ كنّا، لم يُظلّنا أحدٌ بِمُلاءته ولم نَسِر في رِكابه ولَمْ تَرِفَّ فوق هاماتنا إلا راياتنا وحدها، إن قُلنا (نعم) فعن قناعة..

    وإن قلنا (لا) فعن مبدأ، أسميناه (عيد الاتحاد) لا عيد الاستقلال فلم يَجُس في الديار مُستعمِر ولم تنم عين أجدادنا على ضيمٍ أو غُبْن ولم تهنأ لمن أرادها بسوءٍ نَفْس، هي إمارات التاريخ الموغل في القدم وهي إمارات الحاضر المبهر وبعون الله هي إمارات رهان المستقبل و«كاسبة الطولات»!.
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 10-12-2015 الساعة 07:47 PM
    سلام للقلوب الصادقة

    •   Alt 

       

  2. #2
    إدارة السبلة العُمانية
    رئيسـة طاقم المـــرشحين
    الصورة الرمزية أفتخر عمانيه
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    Oman
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    21,824
    Mentioned
    93 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    1

    جيفر وعبد ابناء الجلندي هما حكام لتوام بدولة الإمارات _ ما رأيكم في هذا الكلام

    شكرا اخوي صدى صوت

    سبقني في الموضوع

    يا سبحان الله ويش بعد باقي من التاريخ لنسبه
    التعديل الأخير تم بواسطة أفتخر عمانيه ; 10-12-2015 الساعة 07:56 PM
    رحمك الله يا قائد عمان أنت دائما في قلوبنا

  3. #3
    عضو خاص الصورة الرمزية كل الحكايه اشتقتلك
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الدولة
    ..............
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    4,996
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    هناك مثل يقول ..
    ( من امن العقوبه اساء الادب ) وطالما ليس هناك من يردعهم ستظل سرقة التاريخ العماني مباحه للجميع واقصد بالردع ممن يحملون صفة صناع القرار اما اذا ظل الوضع انا اكتب وغيري من البسطاء لن يتحرك ساكن بل الامر سيكون اكثر تصعيدا من قبل سارقي التاريخ لانهم ببساطه لم يجدوا من يردعهم ويفضح افتراءاتهم ..
    مودتي
    مصيرك يوم تفقدني
    مثل ما افقدك واشتاق ❤

  4. #4
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    هذا اسمه تسلق على امجاد الآخرين .. هم يحاولون التسلق على تاريخ عمان سواء الفنون او الموروثات الشعبيه العمانية او الشخصيات التاريخية العمانية التي كان لها الاثر البالغ في تاريخنا .
    لكن لو رجعنا الى الحدود الجغرافية العمانية القديمة سنجد ان حدود عمان يصل الى ما بعد ابو ظبي يعني كانت ابو ظبي جزء من سلطنة عمان وبالتالي عادي العمانيين كانوا في حدود دولتهم يعني ما دولة الامارات انما سلطنة عمان الممتده من ظفار الى مسندم بما فيها راس الخيمة والفجيرة الى ابو ظبي .
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 10-12-2015 الساعة 10:07 PM
    سلام للقلوب الصادقة

  5. #5
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    كان عبد وجيفر يحكمان عمان جيفر يحكم صحار وتوابعها من الشريط الساحلي وعبد يحكم البريمي وكانت تسمى اقليم "توام" وماتابعها من العين وابو ظبي وغيرها وكان صاحب نفوذ انذاك.
    فعندما جاء عمرو بن العاص رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل رسالة رسول الله اجتمعت معظم كتب التاريخ على ان جيفر لم يعلن اسلامه مباشرة الا بعد ان ارسل الى اخيه عبد بما انه الاكبر وصاحب النفوذ فاسلم عبد واسلم معه اخيه جيفر سلميا .. عشان كذا هم ينسبو ان عبد وجيفر من سكان الامارات..��

    ارجو تصحيح المعلومة ان كانت غير دقيقة
    سلام للقلوب الصادقة

  6. #6

    نائب المديــر العـام للشؤون الإدارية

    الصورة الرمزية اطياف السراب
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    الدولة
    🇴🇲
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    239,254
    Mentioned
    761 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    22
    هذا رد على الكاتب الاماراتي... لعلهم يستفيدو من الدرس.

    اليوم قرأت مقالاً كتبه عوض الدرمكي في جريدة البيان الإماراتية بتاريخ ٦ ديسمبر ٢٠١٥م بعنوان : هنا كاسبة الطولات.
    الكاتب تحدث عن حضارة (مجان أو ماجان ) بإعتبارها حضارة لدولة الإمارات ، الحضارة التي سيجلب منها النحاس حسبما تغنى بها شاعر مدينة ( أور ) الأكادية ..

    وبعيداً عن هرطقات الكاتب ، وينسب ما يكتبه المؤرخون في غير موضعه ، نتيجة لجهلٍ منه بالمصادر الموثوقة والمراجع المرموقة ، فأصبح يهرف بما لا يعرف ، ويدَّعي ما لا يعلم ، فإني وجدت نفسي أن أكتب رداً على كاتب المقال فيما أدعاه وتفوه به بما أساء في تاريخ دولة عظيمة وشعب أبيّ.. عمان ..

    وليعلم القارئ الكريم أنني أعمل على كتابة هذا الرد ليس إنتقاصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولا في شعبها الكريم ، فلهم مني كل التقدير والإحترام ، راجياً لهم كل التوفيق والتقدم والرقي والإزدهار وتحقيق الأمن والأمان.

    وعلى كل حال يقول الكاتب :
    (نحن لم نوجد قبل 44 ســــنة يا أشباه المثقفين، فجزيرتي دلما ومروّح بأبوظبي كانتا تعجّان بالتجمعات البشرية في أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد كما أثبتت ذلك التنقيبات.)

    إذا كانتا هاتان الجزيرتان تعجان بالتجمعات البشرية قبل ٨ ألاف سنة من الآن .. فيا ترى كم عدد سكان أبو ظبي نفسها في تلك الفترة طالما أن الجزيرتان تعجان بالسكان؟! .. وهل كان أسم المدينة أبو ظبي التي تتبع لها هذه الجزيرتين كما هو الأسم عليه الحال ؟!
    عندما قرأت جملة ( الجزيرتان تعجان بالتجمعات البشرية ) شعرت أن عدد السكان فيهما يصل بالملايين .. وواقع الحال حسب الإحصائيات المتداولة أن شعب الإمارات - حالياً - في حدود ٨٠٠ ألف ..

    يقول الكاتب :
    (إنّ المطقطقين على وتر الماضي لنبذ الإمارات يعلمون يقيناً أنهم لا يستطيعون انتقاص انجازات حاضرها، ولكن المضحك المبكي أنهم لا يملكون شيئاً يفاخرون به عندما يذكرون حضارات بلادهم التي ابتُليت بهم إلا فعل أناسٍ ماتوا منذ آلاف السنين، فهم لم يبنوا تلك المباني ..

    ولم يشيدوا تلك المآثر ولم يشاركوا ولا بـ(خوصة) أو حتى (كحة) في تأسيس تلك الامبراطوريات والممالك، فهم أفشل من أن يصنعوا فارقاً سوى تلك الجعجعة الجوفاء وما أقرب وصفهم لقوله تعالى: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات )

    وهنا اقول للكاتب :
    لم أجد يوماً من الأيام أحداً ينبذ الإمارات في الحاضر .. ولكن الذي وجدته من ينبذ تاريخ تلك البلاد على إعتبار أنها من صنع الإمارات ، وكأن إتحاد الإمارات موجود منذ ألاف السنين .. يا اخي العزيز ، قبل ٤٤ سنة فقط لم تكن هناك دولة أسمها الإمارات بل كانت عبارة عن مناطق ومدن وقرى ، وأهلها يرجعون لشيوخ هذه المناطق الذين هم أصلاً تحت راية الدولة العمانية ، هذه الدولة القائمة سياسياً فكانت قبائلها وشيوخها يرجعون إلى سلطانها أو إمامها بحسب الفترات الزمنية لنظام الحكم في عمان ، والوثائق موجودة بما لا تدع مجالاً للشك في هذا الأمر ، ولك أن تبحث عنها في المتاحف أو المراكز التاريخية أو بطون أمهات الكتب من خلال ضغطة زر على هاتفك النقال.

    ثم إنك تصف أبناء هذا الوطن العزيز أنهم لا يملكون شيئاً يتفاخرون به سوى تلك الحضارة والأمبراطورية التي بناها وانشأها أناس ماتوا منذ مئات السنين ... إلخ

    وهنا أرد عليك بالمثل .. ما هي حضارتكم ؟ وما هو تاريخكم ؟ تاريخكم وحضارتكم ليس هو ملككم بل هو ملك وصناعة دولة قائمة منذ ألاف السنين فينسب الشيء إلى أصله لا فرعه .. ثم أرجع لك وأسألك هل ذلك التاريخ الحضاري الذي كتبته في مقالك هو من صنع الإمارات ( كدولة بكيانها السياسي الحالي ) .. كيف تنسب حضارة سابقة وتاريخ دولة إلى دولة حديثة نشأت قبل ٤٤ سنة ؟! أي عاقل يقول هذا ؟
    كلامك وحديثك في أمور التاريخ يذكرني بنفس كلام المغني محمد عبده عندما كان يتحدث في أحد اللقاءات عن تاريخ الفن في الجزيرة العربية وقال : يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان سعودي !! .. واأسفاه

    ثم أنه لا يوجد الآن رجل عاقل في العالم يقول أن الحضارة السابقة أو التاريخ الحضاري الفلاني هو من صنعه أو هو الذي أنشأهُ ، وإنما ما يقوله أبناء عمان في الوقت الحالي أن تلك الحضارة هي من صنع أجدادهم بإعتبارهم عمانيين الأصل وليس من صناعتهم الحالية .. وهذا الفرق الذي يجب أن تعرفه وتعيه.
    والآية كريمة تنطبق على الكاتب ، قال تعالى : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)

    أما عن الإنجازات التي تقيمونها الآن لتكون تاريخاً عريقاً لكم في المستقبل .. فأسمح لي أن أتخيل السيناريو التالي :
    عمارات وناطحات سحاب ، أسواق ومولات ، مدن سياحية .. ثم سنقرأ بعد (٥٠ سنة مثلاً ) في مناهجكم الدراسية القول التالي:
    (وقد تكاتف الآباء والأجداد الإماراتيين وبجهودهم وبعرق جبينهم وبسواعدهم في بناء هذه المنجزات الشامخة ، هذه المنجزات التي يفتخر بها أبناء الإمارات ..)

    وبعد فترة يظهر لك أبناء المهندس ( أدرين سميث ) ويقولون أن أباهم هو مصمم برج خليفة مثلاً ، ويظهر لك أبناء ١٠٠٠ عامل هندي ويضعون صور أبائهم في الإنترنت وهم يشيّدون ذات البرج .. ماذا حينها ستقولون لأبناكم فيما كتبتوه في المناهج ؟!

    يا أخي ما تقومون به الآن ليس إنجازات بالمعنى الحقيقي لإنشاء حضارة لكم .. أنتم تملكون نعمة النفط فقط ، وبهذه الأموال إستقطبتم العمالة الوافدة لبناء هذه البنية التحتية ، ثم أن عدد العمالة لديكم وصل تعدادها إلى ٨ مليون بينما عدد المواطنين ٨٠٠ ألف فقط ، أي أن عدد المواطنين يمثل ١٠ ٪‏ من عدد السكان الإجمالي .. فكيف ستقولون لأبناءكم في المستقبل بأنكم أنتم من صنعتم هذه المنجزات الحضارية ؟! لو أجتمع عدد المواطنين الإماراتيين الرجال البالغين لبناء برج خليفة لما أستطاعوا بناءه .. فعن أي إنجازات تتحدث ؟!!
    دوائركم ووزاراتكم الحكومية ومستشفياتكم ومدارسكم كلها عمالة وافدة تعمل بها.. أنتم لم تصنعوا ولم تفعلوا شيئاً ، كل ما في الأمر أن غيركم يصنع لكم ، وتأتون آخر المطاف وتضحكون على أنفسكم بأنكم صانعي حضارة .. عن أي حضارة تتحدثون وهويتكم الوطنية تكاد أن تندثر .. قبل عدة سنوات كان يظهر على قنواتكم التلفزيونية (فاصل تلفزيوني) يقول : إماراتي وأفتخر ، وهذا دليل بسيط على شعوركم بغياب هويتكم الوطنية .. وهذا من حقكم طبعاً أن تبثوا ذلك على الشاشات .. لانه ربما سيأتي يوماً وسنقرأ على شاشاتكم ( هندي وأفتخر )

    لاحظت في مقالك أنك لم تتحدث عن التاريخ الثقافي لحضارتكم .. هل لك أن تُطلعنا عن المؤلفات والكتب والموسوعات الأدبية والإسلامية والعلمية والتاريخية التي ألفها رجالات - الإمارات مجازاً - في العصور الماضية ؟! بالطبع لا نجد ذلك ، والسبب بسيط جداً هو أن الرجال في نطاقكم الجغرافي لم يكونوا متعلمين ولم يبادروا بالتعليم ، وربما نحن كنا مقصرين آنذاك في نقل العلم والمعرفة إلى آباءكم وأجدادكم بإعتبار أنهم تحت تبعيتنا وسلطة الدولة الأم ، ولكن ربما يكون مبرر ذلك التقصير بأن الدولة الأم كانت تسعى إلى بناء الشخصية الإنسانية لهم والخروج بهم من التقاتل والتناحر القبلي بين أطياف المجتمع في ذلك النطاق الجغرافي الذي تعيشون فيه.


    يقول الكاتب وهو يتحدث عن المناطق الغربية من الإمارات :

    (أن أهلها بقوا ثابتين على دينهم خلال الردةّ وأقرّ خالد بن الوليد جيفر وعبد أبناء الجلندي حُكّام منطقة توام (العين حالياً) على فعلهم، وبقيت هذه الأرض بين خير رب السماء ونقاء وأنفة أهلها.)

    وهنا يتضح جهل الكاتب فيما كتب .. حيث ظن أن عبد وجيفر أبناء الجلندى هم حكام على منطقة توام ، والحقيقة التي يجهلها الكاتب بأنهم كانوا ملوكاً وليس حكاماً لمنطقة معينة كما يتوهم .. والدليل على ذلك هي رسالة الرسول صلى عليه وسلم التي جاء نصها :

    (بسم الله الرحمن الرحيم
    من محمد رسول الله ، إلى جيفر وعبد ابني الجلندي : السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوكما بدعاية الإسلام ، أسلما تسلما ، فإني رسول الله إلى الناس كافة ، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما. وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام ، فإن ملككما زائل ، وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما. )

    فالرسول كان يعلم أنهم ملوكاً على عمان التي تشمل جميع النطاق الجغرافي لعمان والتي من ضمنها الإمارات حالياً .. فجاء في خطاب الرسول ( ملككما ) ولم يأتي ( حكمكما ) والفرق بينهما شاسع .. ثم انه لو أفترضنا أن رسالة الرسول جاءت لحكام ( توام - عبد وجيفر ) حسب ما يدعيه الكاتب .. أليس هذا يقتضي أن تكون هناك رسائل أخرى من الرسول للحكام الآخرين في المناطق الأخرى التي يملكونها ؟! فأين هي رسائل الرسول آنذاك على حكام أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان ؟!
    وأين هي رسالة الرسول على حكام عمان إذا لم يكونا عبد وجيفر هم حكام عمان أساساً بما تتضمنه دولة الإمارات حالياً ؟

    فرسائل الرسول توجه للملوك الذين يملكون دولهم بنطاقها الجغرافي مثلما أرسل الرسول رسالة إلى ملك الحبشة ( النجاشي ) وكذلك ( كسرى ) ملك فارس .. فهكذا كانت رسائل الرسول صلى عليه وسلم ..

    وقبل الختام .. الشيخ محمد بن راشد قال مرة في أحد لقاءاته بالمسؤولين ( فنحن ما نبغى أحد يمدحنا على غيرنا ) وكلامه هذا عين الصواب ، ويقصد به أنه يجب أن تذكر الأمور على حقيقتها.

    ثم انني لم أجد عمانياً كتب مقالاً يستهزئ فيه بدولة الإمارات أو ينتقص من شأنها كما يفعل هذا الجاهل وأمثاله من الكتاب ضعاف النفوس ، وظني أن حكماء وعقلاء الإمارات لا يقبلون مثل هذه الترهات والسخافات.


    وفي الختام لا أجد قولاً آخراً للكاتب إلا هذا المثل : عمية وتطل من الدريشة النقيض.

    عبدالله بن مهنا الخروصي
    وقل للشامتين صبراً *** فإن نوائب الدنيا تدور !

  7. #7
    عضو نشيط الصورة الرمزية سجن مؤبد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2015
    الدولة
    مسقط
    المشاركات
    924
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    يا ساده يا كرام يا ابناء عمان الاوفياء

    هذه فتنه فلا تردوا عليهم و كونوا أعلى مستوى منهم ثقافيا و وعيا و حضاريا ..
    الفرق بين العرب والغرب هو فقط بالنقطة ؟
    فهم غرب ، ونحن عرب.. أرأيتم ؟
    فقط بالنقطة .
    وهم شعب يختار ، ونحن شعب يحتار ، نفس النقطة مجدداً !! وهم تحالفوا ، والعرب تخالفوا عادت النقطة مرة أخرى .
    هم وصلوا لمستوى الحصانة ، والعرب مازالوا في مستوى الحضانة وما زال العرب يعاني من النقطة .

  8. #8
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجرم بريء مشاهدة المشاركة
    يا ساده يا كرام يا ابناء عمان الاوفياء

    هذه فتنه فلا تردوا عليهم و كونوا أعلى مستوى منهم ثقافيا و وعيا و حضاريا ..
    اهلا وسهلا اخي مجرم .
    لا بالعكس .. بل يجب الرد عليهم .. الامور هذي كثرت من جانبهم .. والسكوت معناته موافقتهم على تبجحهم ..
    السكوت يعني اقرار بأن كلامهم صحيح .. وان كان كذلك لماذا لم نجد من حكامهم من يسكتهم او يأمرهم بعدم التطرق لامور كلها تجني ؟
    هل حكامهم لا يقرأون ؟ السكوت له عدة معان منها تجنب الفتنه ومنها الخنوع ومنها عدم الاكتراث ومنها الاقرار . وسكوتنا الدائم عن افتراءاتهم معناه الاقرار بأن ما يقولونه حق .
    سلام للقلوب الصادقة

  9. #9
    عضو نشيط الصورة الرمزية سجن مؤبد
    تاريخ التسجيل
    Jun 2015
    الدولة
    مسقط
    المشاركات
    924
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اهلا عزيزي صدى ..
    لم اقصد في مشاركتي السابقة الخنوع و الانصياع ..
    لما قلت نكون اعلى مستوى منهم بالرد عليهم بردود لها عمق تاريخي و مثقف و بأساليب محترمة و عدم الالتفات بردودهم الهمجية ..
    ففي هذه مواضيع يستغلها المريض نفسيا و الضعيف وطنيا ..
    و تاريخنا و الحمدلله ما يحتاج يكتب و يناقش فهو معروف لدى الجميع ، و يبقى دور الاعلام ان يضاعف من حلقات تاريخ الوطن ..
    فيا صدى لو كان عندي ابن و مسجل بالتاريخ و بمعرفة الناس و العالم انه ابني و جاء شخص اخر و قال انه ابنه فهل سيفعل شيء كثير، لا طبعا فهي جعجعه مؤقته و تنتهي ، فبالاخير هو ابني و الحمدلله و هو مثال ضربته لك فالفرع دائما يعود للأصل ..
    و ملاحظة : دائما في الاحداث الوطنية تخرج هذه المواضيع اللي اشوفها انا مصدر فتنه و قتل العمل لدى المواطنين و اهمالهم لمقالات اكثر فائدة ، فلسنا ناقصين للنزاعات و المنطقة تدور وسط حروب لا نعرف عقبها الا رب العالمين هو العليم .
    الفرق بين العرب والغرب هو فقط بالنقطة ؟
    فهم غرب ، ونحن عرب.. أرأيتم ؟
    فقط بالنقطة .
    وهم شعب يختار ، ونحن شعب يحتار ، نفس النقطة مجدداً !! وهم تحالفوا ، والعرب تخالفوا عادت النقطة مرة أخرى .
    هم وصلوا لمستوى الحصانة ، والعرب مازالوا في مستوى الحضانة وما زال العرب يعاني من النقطة .

  10. #10
    إدارة السبلـة العُمانية
    رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية نـــــــقــــــــاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    عمان العز
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    78,901
    Mentioned
    120 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اطياف السراب مشاهدة المشاركة
    هذا رد على الكاتب الاماراتي... لعلهم يستفيدو من الدرس.

    اليوم قرأت مقالاً كتبه عوض الدرمكي في جريدة البيان الإماراتية بتاريخ ٦ ديسمبر ٢٠١٥م بعنوان : هنا كاسبة الطولات.
    الكاتب تحدث عن حضارة (مجان أو ماجان ) بإعتبارها حضارة لدولة الإمارات ، الحضارة التي سيجلب منها النحاس حسبما تغنى بها شاعر مدينة ( أور ) الأكادية ..

    وبعيداً عن هرطقات الكاتب ، وينسب ما يكتبه المؤرخون في غير موضعه ، نتيجة لجهلٍ منه بالمصادر الموثوقة والمراجع المرموقة ، فأصبح يهرف بما لا يعرف ، ويدَّعي ما لا يعلم ، فإني وجدت نفسي أن أكتب رداً على كاتب المقال فيما أدعاه وتفوه به بما أساء في تاريخ دولة عظيمة وشعب أبيّ.. عمان ..

    وليعلم القارئ الكريم أنني أعمل على كتابة هذا الرد ليس إنتقاصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولا في شعبها الكريم ، فلهم مني كل التقدير والإحترام ، راجياً لهم كل التوفيق والتقدم والرقي والإزدهار وتحقيق الأمن والأمان.

    وعلى كل حال يقول الكاتب :
    (نحن لم نوجد قبل 44 ســــنة يا أشباه المثقفين، فجزيرتي دلما ومروّح بأبوظبي كانتا تعجّان بالتجمعات البشرية في أواخر الألفية السادسة قبل الميلاد كما أثبتت ذلك التنقيبات.)

    إذا كانتا هاتان الجزيرتان تعجان بالتجمعات البشرية قبل ٨ ألاف سنة من الآن .. فيا ترى كم عدد سكان أبو ظبي نفسها في تلك الفترة طالما أن الجزيرتان تعجان بالسكان؟! .. وهل كان أسم المدينة أبو ظبي التي تتبع لها هذه الجزيرتين كما هو الأسم عليه الحال ؟!
    عندما قرأت جملة ( الجزيرتان تعجان بالتجمعات البشرية ) شعرت أن عدد السكان فيهما يصل بالملايين .. وواقع الحال حسب الإحصائيات المتداولة أن شعب الإمارات - حالياً - في حدود ٨٠٠ ألف ..

    يقول الكاتب :
    (إنّ المطقطقين على وتر الماضي لنبذ الإمارات يعلمون يقيناً أنهم لا يستطيعون انتقاص انجازات حاضرها، ولكن المضحك المبكي أنهم لا يملكون شيئاً يفاخرون به عندما يذكرون حضارات بلادهم التي ابتُليت بهم إلا فعل أناسٍ ماتوا منذ آلاف السنين، فهم لم يبنوا تلك المباني ..

    ولم يشيدوا تلك المآثر ولم يشاركوا ولا بـ(خوصة) أو حتى (كحة) في تأسيس تلك الامبراطوريات والممالك، فهم أفشل من أن يصنعوا فارقاً سوى تلك الجعجعة الجوفاء وما أقرب وصفهم لقوله تعالى: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشهوات )

    وهنا اقول للكاتب :
    لم أجد يوماً من الأيام أحداً ينبذ الإمارات في الحاضر .. ولكن الذي وجدته من ينبذ تاريخ تلك البلاد على إعتبار أنها من صنع الإمارات ، وكأن إتحاد الإمارات موجود منذ ألاف السنين .. يا اخي العزيز ، قبل ٤٤ سنة فقط لم تكن هناك دولة أسمها الإمارات بل كانت عبارة عن مناطق ومدن وقرى ، وأهلها يرجعون لشيوخ هذه المناطق الذين هم أصلاً تحت راية الدولة العمانية ، هذه الدولة القائمة سياسياً فكانت قبائلها وشيوخها يرجعون إلى سلطانها أو إمامها بحسب الفترات الزمنية لنظام الحكم في عمان ، والوثائق موجودة بما لا تدع مجالاً للشك في هذا الأمر ، ولك أن تبحث عنها في المتاحف أو المراكز التاريخية أو بطون أمهات الكتب من خلال ضغطة زر على هاتفك النقال.

    ثم إنك تصف أبناء هذا الوطن العزيز أنهم لا يملكون شيئاً يتفاخرون به سوى تلك الحضارة والأمبراطورية التي بناها وانشأها أناس ماتوا منذ مئات السنين ... إلخ

    وهنا أرد عليك بالمثل .. ما هي حضارتكم ؟ وما هو تاريخكم ؟ تاريخكم وحضارتكم ليس هو ملككم بل هو ملك وصناعة دولة قائمة منذ ألاف السنين فينسب الشيء إلى أصله لا فرعه .. ثم أرجع لك وأسألك هل ذلك التاريخ الحضاري الذي كتبته في مقالك هو من صنع الإمارات ( كدولة بكيانها السياسي الحالي ) .. كيف تنسب حضارة سابقة وتاريخ دولة إلى دولة حديثة نشأت قبل ٤٤ سنة ؟! أي عاقل يقول هذا ؟
    كلامك وحديثك في أمور التاريخ يذكرني بنفس كلام المغني محمد عبده عندما كان يتحدث في أحد اللقاءات عن تاريخ الفن في الجزيرة العربية وقال : يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان سعودي !! .. واأسفاه

    ثم أنه لا يوجد الآن رجل عاقل في العالم يقول أن الحضارة السابقة أو التاريخ الحضاري الفلاني هو من صنعه أو هو الذي أنشأهُ ، وإنما ما يقوله أبناء عمان في الوقت الحالي أن تلك الحضارة هي من صنع أجدادهم بإعتبارهم عمانيين الأصل وليس من صناعتهم الحالية .. وهذا الفرق الذي يجب أن تعرفه وتعيه.
    والآية كريمة تنطبق على الكاتب ، قال تعالى : ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)

    أما عن الإنجازات التي تقيمونها الآن لتكون تاريخاً عريقاً لكم في المستقبل .. فأسمح لي أن أتخيل السيناريو التالي :
    عمارات وناطحات سحاب ، أسواق ومولات ، مدن سياحية .. ثم سنقرأ بعد (٥٠ سنة مثلاً ) في مناهجكم الدراسية القول التالي:
    (وقد تكاتف الآباء والأجداد الإماراتيين وبجهودهم وبعرق جبينهم وبسواعدهم في بناء هذه المنجزات الشامخة ، هذه المنجزات التي يفتخر بها أبناء الإمارات ..)

    وبعد فترة يظهر لك أبناء المهندس ( أدرين سميث ) ويقولون أن أباهم هو مصمم برج خليفة مثلاً ، ويظهر لك أبناء ١٠٠٠ عامل هندي ويضعون صور أبائهم في الإنترنت وهم يشيّدون ذات البرج .. ماذا حينها ستقولون لأبناكم فيما كتبتوه في المناهج ؟!

    يا أخي ما تقومون به الآن ليس إنجازات بالمعنى الحقيقي لإنشاء حضارة لكم .. أنتم تملكون نعمة النفط فقط ، وبهذه الأموال إستقطبتم العمالة الوافدة لبناء هذه البنية التحتية ، ثم أن عدد العمالة لديكم وصل تعدادها إلى ٨ مليون بينما عدد المواطنين ٨٠٠ ألف فقط ، أي أن عدد المواطنين يمثل ١٠ ٪‏ من عدد السكان الإجمالي .. فكيف ستقولون لأبناءكم في المستقبل بأنكم أنتم من صنعتم هذه المنجزات الحضارية ؟! لو أجتمع عدد المواطنين الإماراتيين الرجال البالغين لبناء برج خليفة لما أستطاعوا بناءه .. فعن أي إنجازات تتحدث ؟!!
    دوائركم ووزاراتكم الحكومية ومستشفياتكم ومدارسكم كلها عمالة وافدة تعمل بها.. أنتم لم تصنعوا ولم تفعلوا شيئاً ، كل ما في الأمر أن غيركم يصنع لكم ، وتأتون آخر المطاف وتضحكون على أنفسكم بأنكم صانعي حضارة .. عن أي حضارة تتحدثون وهويتكم الوطنية تكاد أن تندثر .. قبل عدة سنوات كان يظهر على قنواتكم التلفزيونية (فاصل تلفزيوني) يقول : إماراتي وأفتخر ، وهذا دليل بسيط على شعوركم بغياب هويتكم الوطنية .. وهذا من حقكم طبعاً أن تبثوا ذلك على الشاشات .. لانه ربما سيأتي يوماً وسنقرأ على شاشاتكم ( هندي وأفتخر )

    لاحظت في مقالك أنك لم تتحدث عن التاريخ الثقافي لحضارتكم .. هل لك أن تُطلعنا عن المؤلفات والكتب والموسوعات الأدبية والإسلامية والعلمية والتاريخية التي ألفها رجالات - الإمارات مجازاً - في العصور الماضية ؟! بالطبع لا نجد ذلك ، والسبب بسيط جداً هو أن الرجال في نطاقكم الجغرافي لم يكونوا متعلمين ولم يبادروا بالتعليم ، وربما نحن كنا مقصرين آنذاك في نقل العلم والمعرفة إلى آباءكم وأجدادكم بإعتبار أنهم تحت تبعيتنا وسلطة الدولة الأم ، ولكن ربما يكون مبرر ذلك التقصير بأن الدولة الأم كانت تسعى إلى بناء الشخصية الإنسانية لهم والخروج بهم من التقاتل والتناحر القبلي بين أطياف المجتمع في ذلك النطاق الجغرافي الذي تعيشون فيه.


    يقول الكاتب وهو يتحدث عن المناطق الغربية من الإمارات :

    (أن أهلها بقوا ثابتين على دينهم خلال الردةّ وأقرّ خالد بن الوليد جيفر وعبد أبناء الجلندي حُكّام منطقة توام (العين حالياً) على فعلهم، وبقيت هذه الأرض بين خير رب السماء ونقاء وأنفة أهلها.)

    وهنا يتضح جهل الكاتب فيما كتب .. حيث ظن أن عبد وجيفر أبناء الجلندى هم حكام على منطقة توام ، والحقيقة التي يجهلها الكاتب بأنهم كانوا ملوكاً وليس حكاماً لمنطقة معينة كما يتوهم .. والدليل على ذلك هي رسالة الرسول صلى عليه وسلم التي جاء نصها :

    (بسم الله الرحمن الرحيم
    من محمد رسول الله ، إلى جيفر وعبد ابني الجلندي : السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإني أدعوكما بدعاية الإسلام ، أسلما تسلما ، فإني رسول الله إلى الناس كافة ، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين. وإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما. وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام ، فإن ملككما زائل ، وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما. )

    فالرسول كان يعلم أنهم ملوكاً على عمان التي تشمل جميع النطاق الجغرافي لعمان والتي من ضمنها الإمارات حالياً .. فجاء في خطاب الرسول ( ملككما ) ولم يأتي ( حكمكما ) والفرق بينهما شاسع .. ثم انه لو أفترضنا أن رسالة الرسول جاءت لحكام ( توام - عبد وجيفر ) حسب ما يدعيه الكاتب .. أليس هذا يقتضي أن تكون هناك رسائل أخرى من الرسول للحكام الآخرين في المناطق الأخرى التي يملكونها ؟! فأين هي رسائل الرسول آنذاك على حكام أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان ؟!
    وأين هي رسالة الرسول على حكام عمان إذا لم يكونا عبد وجيفر هم حكام عمان أساساً بما تتضمنه دولة الإمارات حالياً ؟

    فرسائل الرسول توجه للملوك الذين يملكون دولهم بنطاقها الجغرافي مثلما أرسل الرسول رسالة إلى ملك الحبشة ( النجاشي ) وكذلك ( كسرى ) ملك فارس .. فهكذا كانت رسائل الرسول صلى عليه وسلم ..

    وقبل الختام .. الشيخ محمد بن راشد قال مرة في أحد لقاءاته بالمسؤولين ( فنحن ما نبغى أحد يمدحنا على غيرنا ) وكلامه هذا عين الصواب ، ويقصد به أنه يجب أن تذكر الأمور على حقيقتها.

    ثم انني لم أجد عمانياً كتب مقالاً يستهزئ فيه بدولة الإمارات أو ينتقص من شأنها كما يفعل هذا الجاهل وأمثاله من الكتاب ضعاف النفوس ، وظني أن حكماء وعقلاء الإمارات لا يقبلون مثل هذه الترهات والسخافات.


    وفي الختام لا أجد قولاً آخراً للكاتب إلا هذا المثل : عمية وتطل من الدريشة النقيض.

    عبدالله بن مهنا الخروصي
    ما قصر
    كفى ووفى
    اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م