أن البعض يتسرب إلى حياتنا كرائحة العطر
فتمتلئ بهم حواسنا
وتبقى صورهم منقوشة في الذاكرة وأطيافهم تعبُــــــر كسحابة صيف أمام أعيننا
نشتاقهم في القرب والبعد
هم في المستقبل واقع وفي الواقع أمنية وحلم يتبخر مع الأيام
نراهم كل شيء بحياتنا
ولكن في هذا المساء وبعيدا عن الضجيج
جئت لأغفو معك يا حرفي
اوراقي ذبلت فجئت ارويها بدمع عيني
ايها الحرف الساكن بين حنايا ابجدياتي
هل لي أن استحضر طيف غائبي وأسامره معك
هواجس وهلوسات تسكنني ملاذها أنت
فتعال لأخبرك عن أحلامي وأمسي وغدي
وعن أطياف سافرت عني وأخرى سافرت بي
ايها الغائب
سأسرد لك حكاية يومي الذي اشرقت فيه الشمس بعز الظلام
عن مطر روى قلوبا عطشى بلا غيم
عن غربة وطن وانا في وطني
سأحكي لك عن رحلة أنهتني وبعثرتني وما بدأت السفر بها
عن .. فقدك يا طيف فكاد غيابك يخنقني
اتعلم
لقد ملئت رئتي بالفقد ..وعبئت حقائبك بأكسجيني
وانتعلت الغياب ورحلت
ليتك لم تترك قلبي يستقي من ينابيع الألم
ويحتسي بقايا ذكريات لا تسمن ولا تغني من جوع !
فلم يعد المساء يسرد حكايات سوى عنك
وعن مواعيدك المكبوتة هنا في مذكرتي
والتي لا تزال تستجدي حضورك
سيـــــــــــــدي
حتى لو جف الحبر وتكسرت الأقلام وبهتت الألوان
فإن حرفي لن يكتب إلا عنك ولك وفيك .