مرور شهرين على الحرب في اليمن أتى على القطاع الصحي، وهو ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية، وبحسب أطباء ومنظمات إغاثة دولية فإن الحرب تحرم ملايين الأشخاص من تلقي المساعدات الطبية العاجلة وتهدد بتفشي أمراض، مثل شلل الأطفال والحصبة، والأدوية واللقاحات والمعدات الطبية الأساسية في انخفاض حاد، وذلك بينما تتراجع خدمات المستشفيات ويتم إغلاق بعضها، والمليشيات والقذائف أتت على المرافق الطبية. وأكدت ماري إليزابيث إينغرس، التي تتولى رئاسة مهام منظمة أطباء بلا حدود في اليمن أن «النظام الصحي في اليمن على شفير الانهيار».
وتعاني اليمن ذات الخمسة والعشرين مليون نسمة، في الأساس، من تزايد الفقر ونقص الرعاية الصحية، وعلى الرغم من أن عمال الإغاثة غير قادرين على الحصول على معلومات دقيقة بسبب القتال، أشارت إينغرس إلى أن الأزمة خلفت عددا غير محدد من الوفيات التي كان من الممكن تجنبها، بشكل تضمن طفلة تبلغ من العمر أربعة أعوام لم تتمكن من الحصول على دواء لمعالجة التهاب اللوزتين.
إحصاءات رسمية
وبحسب منظمة الصحة العالمية، توفي منذ مارس الماضي قرابة ألفي شخص وجرح نحو ثمانية آلاف آخرين، وبلغ عدد الأشخاص الذين احتاجوا إلى الرعاية الصحية في تلك الفترة 8.6 ملايين شخص، وتتزايد ندرة الرعاية الصحية بسبب عدم توفر أبسط أنواع الأدوية، مثل أدوات الولادة، وأوضحت منظمة العفو الدولية أن البرنامج الوطني لمكافحة السل قد عطل، وأن «الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الضنك تشكل أيضا خطراً على الإنسان».
وقال صادق الجابري، رئيس قسم غسيل الكلى في المستشفى العسكري في العاصمة صنعاء، إن المرافق الطبية بالكاد تقدم الخدمات الأساسية، وتركز المستشفيات حاليا على الحالات الطارئة، وتحول بقية الحالات إلى مراكز أخرى بفعل نقص المواد الطبية، بدءا من الأوكسجين والأنسولين وصولا إلى علاجات الكلى والعلاج الكيميائي.
وتتمثل المشكلة الرئيسية المتعلقة بالمرافق الصحية في النقص الحاد في الوقود المطلوب للمولدات والمحولات الموجودة في المستشفيات اليمنية.
تدمير المناطق
ودمر القتال مصانع الكهرباء وخطوط الطاقة التي تغذي معظم المراكز الحضرية، مما حرم سكان تلك المناطق من إمدادات الطاقة. ويؤثر نقص الطاقة على دعم المولدات، التي لا يمكنها بالتالي مد المراكز الصحية بالطاقة مما يتسبب بتلف كميات كبيرة من اللقاحات في مرافق التخزين، كما يحول نقص الوقود دون وصول المرضى والطواقم الطبية إلى المستشفيات.
وقال مأرب المحويت، جراح الأوعية الدموية في المستشفى العسكري في صنعاء: «إن نقص المواصلات يجبر الأطباء على اتخاذ تدابير جذرية، وبسبب هذه المعوقات أصبحنا مضطرين بشكل متزايد إلى قطع أيدي وأرجل الناس لأن هؤلاء الأشخاص يصلون إلى المستشفيات مصابين بأعيرة نارية وبشظايا ولأنهم ظلوا بدون علاج لفترات طويلة».
تداعيات
قال علي المهداوي، كبير المستشارين في وزارة الصحة اليمنية إن أعداداً كبيرة من المستشفيات في اليمن أغلقت أبوابها بسبب القتال، ويأتي ذلك نتيجة الهجمات على المنشآت الطبية من قبل مقاتلين من كلا طرفي الحرب، وفي جنوبي مدينة تعز نهبت ميليشيات الحوثيين المستشفيات .
رد مع اقتباس
