إيمان الكافر
ربما احياناً لا نعلم قدرات واحوال الناس حولنا وان كانوا من المقربين لنا لأننا اعطينا قلوبنا للمسلسلات ذو القصص الوهمية .
شريفه هي ام حمد التي لا تتحدث العربية بطلاقه لكونها عاشت طفولتها في زنجبار ، لا تحاور ابنائها ونادرا ما تتحدث إليهم وهي مدمنه للمسلسلات على التلفاز .
حمد ظ،ظ¤ سنه يجيد كتابة الخواطر ورغم صغرة الا انه اكبر عقلاً ولكنه كان كئيباً طول الوقت لا يجد من يتحدث معه كأخ حقيقي , ولديه ثلاث اخوه اكبر من منه في السن , وطبعا لا يدركون معنى الأخوة
اخوة حمد الكبار يعاملون شقيقهم الاصغر كما لو كان غبياً فمثلاً لا يسمحون لحمد بمصاحبة الغرباء خوفا عليه يعاملونه باستخفاف دوما .
وبعد مده جاءت امرأة اجنبيه الى قريتهم واصبحت جارتهم وهي معلمه للغة الإنجليزية وتعمل في الجامعة القريبة للقرية وتعتنق المسيحية .
تعرف حمد اليها وتحدث معها كونها تجيد العربية قليلاً . فتعلق حمد بالمعلمة كثيراً فأصبحت تساعده في واجباته المدرسية بعكس امه الحقيقية المنهمكة في المسلسلات التلفزيونية .
اصبحت امه ذي الديانة المسيحية افضل من امه ذو الديانة المسلمة , حتى انها توصيه بالتسوق بدلاً عنها , حبه للمعلمة المسيحية دفعه للأمام وزادت ثقته بنفسه .
اصبح يؤلف القصص الكثير وواجه اخوته بإنجازاته اخوته الذين ينكرونه , عندما علم اخوته الكبار علاقته بالمسيحية قاموا بضربه وحبسه في المنزل لا نها مسيحية.. لقد نظروا اخوة حمد للأمر من ناحيه سلبيه لأنهم سلبيين .
مرت الايام واشتاقت المعلمة جوديث لابنها وتلميذها حمد . فقامت جوديث بزيارة شريفه ولم يكن استقبال شريفه لجوديث مرحباً بها بل كان استقبالاً فضاً. وتحدثت الى شريفه ام حمد وهي تعلم مسبقا حال حمد قبل ان تتعرف عليه , فأخبرت شريفه عن التغير الذي حدث لحمد طول بقائها في القرية وقالت جوديث لشريفه , بلغتها العربية الركيكة , اخبريني ماذا تعرفين عن ابنك والامور التي يجيدها .. فأجابت شريفه انه ابني وانا احبه؟!! .. فأجابت جوديث الم تعلمي ان ابنك موهوب ولكن كانت موهبته مدفونه داخل جدران هذا المنزل؟ فأخبرتها عن طيبة حمد ومواهبه, وقالت أنتي لا تعرفين شيئا عن ابنائك فقط تعرفين ابطال المسلسلات فكيف تريدين لابنك ان يبدع وهو لا يرى منكي اي اهتمام او ثقه فارتبكت الأم واحنت رأسها خجلا من هذا التوبيخ ,
عندما يكون غير المسلم اكثر ايمانا وانسانيه من المسلم , ينتصر الكافر على المسلم .
تأليف : احمد الغيثي