السلام عليكم /
الحب :
من تلك الحروف :
تُبعث السكينة في قلوب من يتجشمون الصعاب ليلامسوا حقيقتها ، فالكثير يسمع عنه ولكن لا يرى أثره ،
ليكون الفكر والتفكر هو من يرسم مهيته وكنهه ، وفي هذا الزمان صعب أن يكون صافٍ من غير وجوده
خالٍ من الشوائب والمنفرات !
تلك العاطفة التي تربط بين البشر ليتقاسموا بها الحياة ،
لتكون في أبهى معناها وجميل مبناها ،
فحب الوالدين للأبناء هي غريزة فطرية فطر الله خلقه عليها،
ليكون بذلك الحب مهجة الفؤاد وبه تقر العينان ،
فالإنسان كما أنه مفتقر ومحتاج للغذاء والشراب ونحو ذاك ،
فهو في المقابل يحتاج لما يُشبع نفسه وعاطفته
من دفء الحنان وذاك الصدر الحاني الذي ينسيه نصب وهموم الحياة،
فالحب :
في معناه ومصدره :
الأمن
و
الأمان
و
الاستقرار النفسي للأبناء
وهي القاعدة الصلبة التي بها تُبنى شخصياتهم ليكونوا على صلاح والتزام ،
والتي بها يكون ذاك التفاعل بين أفراد المجتمع ليكون الاحتواءوالارتواء ،
ومن المشاهدات التي بها نرى ذاك الفطام الذي يكون منه التباينوالفراق بين من وجب عليهم
احتضانهم باشتياق ،
من هنا :
تكون نقطة الارتكاز عن الذي نُشاهده في واقع الحال حين نجد تلك الجموع من الشباب الذي يلهثون خلف عواطفهم
يرنون ويسعون ليجدو من يرويها لهم ويخفف عنهم ذاك الخواء وذاك العذاب !
ومن فرط ذاك لا يُميزون بين من لهم مصادق وصادق ، وبين من يُجاريهم ويجرهم للفساد ،
فمن الاباء :
من يهجر تلك الكلمات التي تُحرك الساكن على اليسار ليلقي بها ما ضاق به ذرعا
وأثقل لديهم كاهل الانتظار ،
يبخلون من ترديدها على اسماعهم ،
وعن احتضانهم وضمهم في بعاد ،
ذلك الجهل الذي لا يحتاج لتبديده قراءة كتاب ،
ولا دخول دورة ليعرف ما وجب عليه فعله في ذلك الحال ،
لأنها فطرة نالها وحاز عليها الإنسان بل قاسمه حظها حتى:
الطير
و
الحيوان
وأنا أكتب هذا المقال يُحلق في فكري ذلك الموقف لأعيشه في حضرة
المربي الأول " رسول الله عليه الصلاة والسلام" ،
فقد رُويَ أنَّ ولدًا مِنْ أولادِ بناتِه جاءَ إليه فقبَّله،فقال رجلٌ من الأعرابِ: أتُقبِّلون أبناءَكم؟!
إنَّ لي عشرةً من الولدِ ما قبَّلتُواحدًا منهم، فقال - عليه الصلاةُ والسلامُ -: ((أَوَ أملِكُ لكَ أنْ نزَع اللهُ الرحمةَمن قلبِكَ))؛
أي: ماذا أفعلُ إذا كان اللهُ نزعَ الرَّحمةَ من قلبِكَ .
بذلك الحنو والتقبيل للأبناء نزرع في قلوبهم الأمن والأمان،
ونملأ قلوبهم من معين وشهد القبول والاستيعاب .
ولعلني أقف هنا لأترك لمن يمر على ما سطرته ليُضيف لنا ما من شأنه تعزيز
تلكم الثقة التي تزعزعت في ظل هذا التهافت والتدافع ،
من وسائل تواصل والتي خلقت ذاك البون الشاسع بين الأبناء والآباء ،
أعلم بأن هناك من سبقني في طرح هذا الموضوع ،
غير أني بدأتفي الحاجة الماسة ليكون البيت هو اللبنة الأساس
للنهوض بالمجتمع في الأساس ،
ولنا أن نوسع الدائرة لتشمل أفراد المجتمع من حيث تقريب الشارد والمخطئ بالتي هي أحسن ،
من خلال جذبهم لما يُخرجهم من شرنقة الفراغ العاطفي الذي يأن الكثير
من وقع سياط ويلاته ليكون نتاجه الآهات والأنين ،
ولنا تسليط الضوء في علاقة :
" الأخ بأخته " ،
حيث نجد تلك الجسور التي تُهشم بين الأخوين !
ولن يكون هنالك نقطة التقاء أو حديث إلا
إذا تطلب لذاك الشقاق والنزاع في أحسن الأحوال !
والأمر أترك لكم خياره .
دمتم بخير ....