هــي إنســـانة رائعـــــــة .. صــديقـــة وفيّـــة .. تمتـــــلك جمـــالا داخليــــا .. روحهـــا نقيـــة ..
منـــذ فتـــرة بـــدأت تشعـــر بأعـــراض معينــــة فـــذهبـــت إلــى الطبيــــب
وظلـــت أيامــا تنتظـــر نتائـــج الفحــوصـــات .. حتــى جـــاء ذاك اليـــوم الـــذي
أخبـــرهــا فيـــه الطبيـــب أنهــا تعانـــي ورمـــا خبيثــــا .. انهـــارت حيـــن عـــرفـــت ذلك ..
فكـــرت أن تسافـــر إلــى إحـــدى الـــدول المتقـــــــدمة فــي مجــال الطـــب
بحثـــا عـــن أمـــل يبـــدد ذاك الخـــوف الـــذي سكـــن قلبهـــا ..
ولكــن أخبـــرهــا الأطبـــاء هنـــاك أن نتائـــج الفحــوصـــات صحيحـــة ..
عــــادت إلــى الديـــار وهــي تجـــر أذيال اليـــــأس والخيبــــــــــــــــة ..
حيـــن علمـــتُ بصحـــة الفحـــوصـــات صُعقــــتُ ولــم أستطــــع التــواصـــل معهـــا ..
ذهبــت بعــض الزميـــلات لزيارتهــا ولكنـــي اعتـــذرت عــن الذهـــاب ..
لأننـــي أعلــم كــم هـــي مؤلمـــة نظــرات الشفقـــــــــــــــة ..
ولأننـــــي لا أريـــدهـــا أن تسمـــع أو تــرى ضعفـــي فتنهـــار أكثـــر ..
اكتفيـــت بالتــواصـــل معهـــا عــن طـــريق الرســــائل ..
كـــنت أبعـــث لهـــا رســـائـــل فــي محـــاولــة منـــي لإحيــــاء الأمـــــــــل بــداخلهـــا ومواساتهــــا ..
ولــم أشعـــر إلا بــدمعـــات تســـاقطــــت علــى شاشـــة جـــوالــــي
أخبـــرتنـــي كــم اشتـــاقــت إلـــيّ وإلــى جلساتنـــــــا وضحكاتنـــــــــــا
انفجـــرتُ باكيــة حينهــــــــا .. شعـــرتُ وكأنهـــــــــــا لــن تعـــــــــود مــــجــــددا ..
قلـــت لهـــا ستعـــودين بإذن اللــــه وسنكمـــــــل جلساتنـــــــــــا وسنضحــــــــك كمــا كنــــا ..
لا تعلمـــون مــدى الــوجــع الـــذي أشعــر بـــه حيــن أنظـــر إلــى مكتبهــا المقابــل لمكتبــــي ..
وأراه فارغــــــا .. ولا أدري إلـــى متـــى سيظــــــــــل كـــــــــــذلك ..
الآن هـــي تتلقــى العــلاج فــي إحــــــــــدى المستشفيــــات ..
أكتـــب لكـــــــــــــم ودمـــوعــــي تتناثــــــــــــــر علـــى خـــــــــــــــــدي وغصــة ألـــم بـــداخلـــي تكـــاد تخنقنــــي ..
أســـألكـــــــــــــــم أخــوتــي وأخــواتــــي أن تشــاركـــونـــي الدعــــاء لهـــا ولكـــل مــــــــــــريض بالشفـــــاء ..
دمتــــم بعافيـــــــــــــــة