ادّعى بأنه مسحور؛ فـ “رقّ قلبها” ودفعت له نحو 9 آلاف ريال
أثير – ريـمـا الشـيخ
أحيانًا تأخذنا الطيبة وحب مساعدة الآخرين إلى مسار آخر لم يخطر ببالنا، ولا نعلم عندها لماذا نتشبث بصوت المجهول، ونحب تلك النبرة التي تقودنا لتلك المتاهات، ونصدق العثرة ونبكي للآه التي نسمعها بدون وعي.
قصتنا اليوم لفتاة قادتها الظروف للتعرف بالصدفة على شخص ادّعى بأنه مسحور ومريض، ليستدرجها رويدًا رويدًا للحصول على بعض المبالغ لعلاجه وفك السحر عنه وصلت إلى قرابة الـ 9 آلاف ريال.
الشابة التي انصاعت لتلك الكلمات تحكي اليوم قصتها عبر “أثير” حيث تقول في بداية حديثها: حكايتي مع هذا الغريب بدأت في عام 2018م حين انضممت لإحدى المجموعات الخاصة بإعلان الوظائف عبر منصة التواصل الاجتماعي ”الواتساب“، وفي إحدى الرسائل المرسلة عن الوظائف، لم يتم ذكر رقم الجهة المعلنة، فتواصلت مع مسؤول المجموعة للاستفسار، لم أكن أعلم حينها بأني سأقع ضحية لشباكه وبكل سذاجة، حيث بدأ بإعطاء النصائح والمعلومات، وبيّن لي مدى اهتمامه الشديد بي، لكن كان هذا الاهتمام والرغبة بالتعارف من جهته فقط.
وأضافت: كان يرسل لي ويسأل عني ”كيف حالكِ هل أنتِ بخير؟“ ولم أعر ذلك الانتباه له، وبعد فترة من الزمن انقطع عن إرسال الرسائل الخاصة بإعلان الوظائف، ودام هذا الانقطاع لمدة أسبوعين خلال فترة إعصار لبان، فأصابني الفضول، وقررت مراسلته للاستفسار، وهنا بدأت الحكاية تأخذ مجرى آخر لم أخطط له؛ فبدأ التعارف بيننا حيث حكى لي قصته وأسباب الانقطاع، فقال بأنه يعاني من مرض واستقر في مدينة صلالة لبعض الوقت بسبب تأثيرات الإعصار، وبعد عودته لمنزله لم يستطع الخروج، موضحًا بأنه تعرض للسحر والشعوذة.
تنطق بالكلمات الحزينة التي أخفتها حتى عن نفسها لتنسى ما مرت به لتضع حدًا لذلك السراب الذي كان يقودها إليه، حيث تقول: في البداية لم أصدق ما قاله، لكن اهتمامه الزائد بي جعلني أصدق كل ما قاله لي، كنا نتحاور كثيرًا عبر الرسائل والاتصال الهاتفي، كان مستمعًا جيدًا لي حيث كنتُ أشاركه أحزاني ومشاكلي التي أتعرض لها سواء في عملي أو مع أسرتي، وخلال تواصلي معه كان يختفي لمدة أسبوع أو أكثر ولا يوجد رد رغم كثرة رسائلي له وسؤالي عنه، وبعد غياب يعود مرة أخرى ويسرد لي سبب اختفائه وما يحصل معه بسبب مرضه، وهنا بدأت عاطفتي ومشاعري تأخذ منحنى آخر حيث بادرت بالاهتمام به والإصغاء إليه ومحاولة مساعدته.
وتضيف: كانت أول مساعدة مالية قمتُ بتحويلها لحساب بنكي لا يعود له تقدر بـ 2000 ريال عماني على دفعات مختلفة، حيث أكد لي بأن هذه الأموال هي لشراء أدوية معينة للعلاج، وجلب أحدهم لشفائه من الحالة التي يمر بها، وبعد انتهاء المبلغ طلب مني أخذ قرض من البنك باسمي وقدره 8 آلاف ريال عماني، وفعلا أعطيته ما يقارب الـ 7 آلاف ريال عماني للعلاج مرة أخرى.
وتوضح: مرت الأيام والشهور لكني لم أره حقيقةً، ولا أعلم اسمه بالرغم من التواصل المستمر بيننا الذي دام منذ عام 2018م حتى بداية عام 2021م بين ظهوره واختفائه، نعم لقد استغل مشاعري والطيبة التي تحتويني وضعفي اتجاه نبرة صوته، ومن الأمور التي شدتني إليه نصائحه لي في مجال عملي أو تعاملي مع الآخرين، وكانت تلك المشاعر تفرحني وتبقيني قريبة منه، فقد تكون نقطة ضعف مني استغلها لصالحه.
النور قد يضيء عتمتنا ونرى الحقيقة لنصحو من غفلتنا، وهذا ما حصل مع الشابة “شرحتُ لصديقتي ما مر بي فنصحتني بالابتعاد عنه والتوقف عن إرسال الرسائل والمبالغ له، وبالرغم من عودته من جديد ومحاولته لأخذ مبلغ آخر مني، لكني عزمتُ النية بالابتعاد عنه نهائيًا، ولم أشتكي به حتى الآن خوفًا من انكشاف أمري مع أهلي وعائلتي”.
هذه الشابة تنصح عبر “أثير” كل فتاة بألا تمر بهذه الطرق التي مرتْ وأوقعت نفسها به، وألا تصدق كل ما يُقال لها من حجج واهية للتلاعب بمشاعرها واستغلالها.