رفع علم فلسطين للمرة الأولى في الفاتيكان عقب لقاء جمع أمس البابا فرنسيس مع الرئيس محمود عباس، بعد أيام على إعلان الفاتيكان استعداده لتوقيع أول اتفاق له مع دولة فلسطين، فيما وصف البابا فرنسيس الرئيس الفلسطيني بـ«ملاك السلام».
وتناول الاجتماع العلاقات الثنائية بين فلسطين والكرسي الرسولي وعلاقة الصداقة التاريخية والقوية بين الطرفين. واستمر اللقاء الخاص بين عباس والبابا فرنسيس 20 دقيقة حيث تبادلا الهدايا. ووصف البابا فرنسيس الرئيس الفلسطيني بـ«ملاك السلام»، فيما أشاد عباس بمواقف البابا التاريخية.
ومن المفترض أن يشارك الرئيس الفلسطيني اليوم الأحد في احتفال إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيين اللتين تركتا بصماتهما على الأراضي المقدسة من خلال عملهما في المجال الرعوي والنشاط الاجتماعي والخيري.
اتفاق ثنائي
وأعلن الفاتيكان أنه يستعد للتوقيع على أول اتفاق مع دولة فلسطين بعد عامين على الاعتراف بها رسمياً في 2013. ويتعلق الاتفاق الذي يجري التفاوض بشأنه منذ 15 عاماً بوضع الكنيسة الكاثوليكية وأنشطتها في الأراضي الفلسطينية، كما أعلن الفاتيكان في بيان الأربعاء. وسيجري توقيعه في مستقبل قريب بعد طرحه على السلطات المختصة لدى الجانبين.
وأثار الإعلان عن الاتفاق الغضب في إسرائيل. وقال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية إن «إسرائيل استمعت بخيبة أمل لقرار الحبر الأعظم الموافقة على صيغة نهائية للاتفاق مع الفلسطينيين تتضمن استخدام مصطلح دولة فلسطين». وتابع أن «تطوراً من هذا النوع لا يؤدي إلى تقدم عملية السلام، ويبعد القيادة الفلسطينية عن المفاوضات الثنائية المباشرة».
ومن جهته، قال رئيس وفد الكرسي الرسولي المونسنيور أنطوان كاميلري إن الاتفاق يعرب عن أمل الفاتيكان في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية والنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين في إطار صيغة الدولتين.
نهج دبلوماسي
ويعتمد الفاتيكان نهجاً دبلوماسياً دقيقاً بين إسرائيل والفلسطينيين، فمن جهة يريد الفاتيكان تفادي إغضاب إسرائيل، لكنه ينشط أيضاً من أجل حل الدولتين، ومن أجل وضع خاص معترف به للقدس مدينة الديانات السماوية الثلاث، ومن أجل حقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
عقوبات
ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية على موقعها الإلكتروني أن الزيارة المزمع أن تجريها مفوضة العلاقات الخارجية الأوروبية فيدريكا موغريني للأراضي الفلسطينية الأربعاء المقبل، تأتي بعد اتخاذ الاتحاد الأوروبي موقفه من معاقبة إسرائيل بالوسائل السياسية والاقتصادية في حال عدم تجديد العملية السلمية مع الفلسطينيين، حيث إن أوروبا تحمّل تل أبيب المسؤولية عن ذلك.
ومن ثم، فالأخيرة هي من ستتضرر في حال عدم إجراء المفاوضات.
وحذّرت من أن العقوبة الأخطر ستتمثّل بسحب الجنسيات الأوروبية من جميع الإسرائيليين الذين يقيمون في المستوطنات اليهودية الجاثمة على أراضٍ فلسطينية.
رد مع اقتباس
).
