السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الهروب من الهروب
عبد الله المغلوث
واجهت فاطمة مشكلات مع شقيقها الأكبر. كان يفرض سطوته وسلطته عليها. كانت تشعر أمام سلوكه معها كأنها طفل صغير على الرغم من أنها ابنة 25 عاما. تواصلت فاطمة مع أكثر من (خطابة)؛ ليساعدنها على الزواج والفرار من جحيم شقيقها الذي تولى مسؤولية إدارة المنزل بعد وفاة أبيهما. لكن لم يبتسم لها الحظ. إذ لم يأتها نصيبها مباشرة. وبعد عدة شهور من الاتصال والتواصل مع عدة (خطابات) عثرت لها إحداهن على رجل ثري كبير في السن يتطلع إلى الاقتران بها. رفض شقيقها زواجها به كون عمره 75 عاما وهي ما زالت شابة. فالفارق في السن كبير جدا. لكنها هددته إذا لم يوافق على زواجها سترفع عليه دعوى عضل. رضخ لرغبتها ووافق على مضض خوفا من الفضيحة والقيل والقال.
المخيب للأمل أن زوج فاطمة تعامل معها بفظاظة منذ اليوم الأول. لا يسمح لها بالخروج من المنزل نهائيا. ناهيك عن إعطائه لعاملته المنزلية تأشيرة خروج نهائي بعد أسابيع قليلة من انتقال فاطمة إلى منزله مرددا على مسامعها في شهر العسل: "تزوجتك لتصبحي خادمة لي. فلا تحلمين بالثراء معي".
شعرت فاطمة بقهر عظيم. استنجدت بشقيقها الذي هربت منه، لينقذها من زوجها المستبد.
تقول لي فاطمة في رسالة خاصة على حسابي في (السناب تشات): "ندمت كثيرا لأني هربت من مشكلة لأقع في مشكلة أخرى. المفروض أن أعالج مشكلتي بتأنٍ ورويّة قبل أن أفكر في بدائل".
صدقت فاطمة. كثير منا يرتكبون أخطاء فادحة من خلال اتخاذ قرار سريع وانفعالي أثناء مشكلاتهم أو بعد مشكلاتهم بفترة قصيرة. هذه القرارات ستكون سلبية ومؤلمة. القرارات الكبرى كالزواج واختيار التخصص والدخول في مشروع تحتاج إلى مناخ صافٍ بلا ضغوط حتى لا نقترف أخطاء نندم عليها.
يا أصدقائي، احترسوا من اتخاذ قرار في لحظة حزن حتى لا يستفحل الحزن جراء قراراتكم ويصبح هاجسكم هو الهروب من الهروب.
وكما قيل قديما: لا تعد أحدا وأنت سعيد ولا ترد على أحد وأنت غاضب ولا تتخذ قرارا وأنت حزين.
من هذا المنطلق هل قررت الهروب من معضلة ما لمعضلة أخرى ؟؟
هل أنت راضي عن قراراتك المصيرية ؟؟ وهل أنت مستعد لدفع ثمن النتائج لقراراتك ؟؟
هل تذمرت يوماً من حاضرك وبت في عزله ؟؟