أكّد الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي قرب إتمام آخر خطوات «خريطة المستقبل» بإجراء الانتخابات البرلمانية خلال مارس المقبل، معرباً عن تطلع بلاده لاستمرار تفهّم إسبانيا للتطوّرات التي تشهدها مصر والداعم لها في المحافل الأوروبية، وأن تأخذ في الاعتبار التحدّيات الأمنية التي تهدّد الأمن القومي المصري، عند تناول المؤسّسات الأوروبية والدولية للتطورات على الساحة الداخلية في مصر.
وشدّد السيسي خلال استقباله بمقر الرئاسة وزير الخارجية الإسباني خوسيه مارجايو على حرص مصر دعم علاقات التعاون بين البلدين.
مشيراً إلى توجّه الحكومة المصرية نحو تسوية المشكلات التي تواجه بعض الشركات الإسبانية العاملة في مصر، والسعي لإيجاد حلول ودية للمنازعات والجدية في التعامل مع تلك القضية، بما ينعكس بالإيجاب على صورة مصر أمام المستثمرين الأجانب ويصب في مصلحة مناخ الاستثمار الأجنبي في البلاد.
دعوة
ووجّه السيسي الدعوة للإسبان لبحث فرص الاستثمار في مصر، معرباً عن الترحيب بكل الشركات الإسبانية الراغبة في الاستثمار والوجود داخل السوق المصري، داعياً الحكومة الإسبانية لحضور المؤتمر الاقتصادي المقرّر عقده في شرم الشيخ مارس المقبل.
تعزيز علاقات
في السياق، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، إنّ «وزير الخارجية الإسباني نقل للسيسي تعازي بلاده في استشهاد ضابط ومجند إثر الحادث الإرهابي الذي وقع في سيناء، مؤكداً وقوف بلاده إلى جانب مصر في مواجهة الإرهاب، مضيفاً أنّ الوزير الإسباني شكر مصر على مساندتها ترشيح بلاده للعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن.
معرباً عن تطلّع إسبانيا لتعزيز العلاقات بين البلدين وزيادة التنسيق المشترك في المرحلة المقبلة، لاسيما عقب انضمام إسبانيا إلى مجلس الأمن اعتباراً من أول يناير 2015، وفي ضوء دور مصر كدولة محورية في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب المتوسط.
ولفت الناطق الرسمي إلى أنّ السيسي أكد متانة العلاقات بين البلدين والأهمية التي توليها مصر لزيادة التنسيق والتواصل بينهما.
بدوره، أعرب الوزير الإسباني عن دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، مؤكداً حرص بلاده على تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والمشاركة بفاعلية في مؤتمر شرم الشيخ.
تطوّرات إقليمية
على صعيد آخر، بحث السيسي مع وزير الخارجية الإسباني التطورات الإقليمية والدولية ومن بينها الأزمة الليبية، إذ توافق الجانبان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأوضاع في ليبيا ودعم مؤسسات الدولة، ووقف تدفّق السلاح والمقاتلين بما يهدّد استقرار الإقليم.
كما ناقش الجانبان التطورات في سوريا، إذ أوضح السيسي خطورة استمرار الأوضاع بصورتها الراهنة، مشيراً إلى التأثيرات السلبية للتدخلات الإقليمية والدولية على الملف، لافتاً إلى أنّ الموقف المصري يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسي سلمي يراعي مصالح الشعب السوري ويُنهي المعاناة الإنسانية، مبدياً استعداد بلاده للعب دور إيجابي وبنّاء من أجل التوصل إلى حل للأزمة السورية.
وأبان السيسي حرص مصر على التوصّل إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، تعيش جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل مع استعداد مصر للمساهمة في ضمان تحقيق هذه الأهداف.
السيسي والغانم
كما استقبل الرئيس المصري رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي محمد الغانم الذي أعرب عن تطلع الجانب الكويتي لزيارة السيسي المقبلة للكويت.
وفي هذا الصدد، أعرب السيسي عن ترحيبه بزيارة دولة الكويت لتسجيل تقديره وامتنانه للمواقف الداعمة والمساندة التي أبداها كل من قيادة وشعب الكويت إزاء مصر ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيو.
وطلب الرئيس المصري نقل تحياته وتقديره لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، موجهاً التهنئة بنجاح جهود الوساطة التي بذلها سمو الأمير لتهدئة الأجواء الخليجية – الخليجية، وكذا مساعيه الحثيثة لتقريب وجهات النظر بين كلٍ من مصر وقطر.
تعاون أورو متوسطي
استعرض الجنابان المصري والإسباني عدداً من القضايا من بينها التعاون الأورو متوسطي انطلاقاً من أهمية دور مصر في حوض المتوسط، والعلاقات الوثيقة التي تربط بين إسبانيا ودول جنوب المتوسط. كما أعرب الرئيس المصري عن تطلع بلاده لدعم إسبانيا ترشيح بلاده لشغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي.
رد مع اقتباس
