[
حين يملئون فمك بالطمى وريقك مر لا تكون الكلمات إلا لزجه
لا حرية لك سوى ببعثرة ظلمهم بطفرات كالقئ تزفرها رغما
وتاتيك اللطمة بين الحين والأخر ان أصمت .
قبل أكثر من عقد
المكان
مدينة مغضوب عليها كقرى ال لوط وسدوم
الوقت العاشرة ليلا
طرق الباب وكأن ملهوفا قد قدم بعد معاناة , تلمست الطريق للخروج من غرفتها لتحمل
فانوسا كان يوضع في ممر البيت فالمدينه منذ فتره وهي بلا كهرباء ليلها بائس مظلم
وسكانها ينامون بعد المغرب
وقفت خلف الباب وقلبها يكاد ينخلع من مكانه قالت من على الباب
أجابها عمك عيدان
كانت دمعاتها تسابق كفها الذي يرفع مزلاج الباب
العم عيدان مشتبه به يقال انه سياسي وهو مالا تصدقه فقد جاوز الرجل الثمانين
ولم يكن غير بقال لا يعتني سواء بالبيع والشراء
هو زوج عمتها ومدينته بعيده والحاج عيدان كان مسجونا بتهمه
رحبت به وأعتذرت منه ان لا شباب في البيت فالكل مجنديين ولا يوجد غيرها وزوجة عمها
جلسن إليه وكن يردن معرفة كيف تم الأفراج عنه وقد قيل انه اعدم كحال البقيه
قال لم يفرج عني لكن هناك ثوره في الخارج لقد فتح ابواب السجن شباب مسلحين وقالوا لنا انتم احرار فقط سقطت الدوله وأستدرك سقط النظام
كانت حالته يرثى لها اعددن له عشاءا وجلبن له ثيابا واخذت أحلام ثياب عمها لتغسلها كادت
تشهق وهي ترى القمل على الكندوره البيضاء قالت له ياعم هل لك بالخروج بغيرها او
الأنتظارحتى شراء جديد لك قال لا يجب ان اغادر غدا وستكونين معي سنستقل تاكسيا لنذهب
لمدينتي هناك ينتظرون ميتا وهم قلقون , ترددت كيف لها ان تصاحبه وهو متعب بطريق
طوله تسع ساعات هورجل عجوز ومريض وهي غضه لم تزل في الثامنه عشر كانت قادمه للدوله لأكمال دراستها الجامعيه حين وقعت الحرب ومنع السفر واغلقت ابواب الجامعات والمدارس
أستجمعت قواها قالت على بركة الله ياعم
أوصلته لمدينته ولبيته وكانت كصلاح الدين وهو فاتح حين حملها الكل على الكفوف
وشكروها لأنها كانت بطله لم يخفها وضع مرتبك لكي تصل بالأمانه ذلك الشيخ الذي
أذلوا شيبته واهانوا هيبته.
مرت السنين وتوفى الحاج عيدان وصار أولاده مسؤولين في دوله جديده
لم يزالوا يتذكرون اختهم احلام ويتذكرون ايام الشقاء التي مرت بها عائلتهم حين
كانت الشبهه تطال الطفل والشيخ والمهم ان يبقى المهيب على كرسي لو مات كل الناس وإذلوا.
العبره ان الظلم لا يمكن له ان يدوم والحق يمضي رضي الخلق ام أبوأ