الأُسرة ومعاملتها للخادمة
كما هو معلوم ومتعارف عليه لدى كثير من الناس والعوائل والأُسر بأن إستقدام الخادمات للمنازل أصبح في يومنا هذا ضرورة ملحة جدآ تهدف إلى مساعدة ربة البيت في إنجاز وتخليص أمور البيت من نظافة وطبخ وإهتمام بالاطفال حيث أنه أصبح شر لا بد منه وبسبب بعض الظروف التي قد تمر بها بعض الاسر ، بالتالي أصبح لزامآ على بعض أولياء الأمور إستقدام خادمات كلآ حسب إمكانياته الماديه وما شابة .
الموضوع هنا بالتحديد يتحدث عن ظاهرة تعامل بعض من ربات البيوت أو أحد أفراد الأسرة فيها مع هذه الفئة من الخدم ، بالأحرى التعامل اللإنساني واللأخلاقي إن صح التعبير والمتمثل في قيام بعض من أفراد هذه الأسر بما يُسمى بــ إستعباد الخدم من حيث سوء المعاملة لها والمتمثل في أوجه كثيره وعديده تختلف حسب توجهات تلك الاسر ، فـ البعض من الخادمات يتعرضن للحبس في المنزل كـ عقاب لها دونما مراعاة لمشاعرها الإنسانيه ومعاملتها وكأنها آله وليس إنسانه لها مشاعر وأحاسيس كـ غيرها من البشر ، والبعض الاخر يتعرض للخادمات بالضرب والاهانات والشتم وقد يصل الأمر ببعض الأسر إلى قيام بعض من أفرادها بالإعتداءات الجنسية والجسدية على هذه الخادمة ، ناهيك عن عدم الإحساس بما تعانيه هذه الخادمة وهي بعيده عن أسرتها وأطفالها وقيام البعض بإحراج الخادمة بالكلام البذيء والجارح وغيره ، وهم في الحقيقة تناسو بأن هذه الخادمة ما جاءت وتركت أهلها وأطفالها ووطنها إلا من أجل لقمة العيش ولظروف معينه التي أجبرتها على ذلك ، حيث أنها في بعض المجتمعات تُعتبر هي المصدر الوحيد لإعالة أسرتها وأطفالها وبيتها ولهذا هي ضحت من أجل ذلك بالسفر والغربة والإبتعاد عن أهلها وعائلتها لسنوات طويلة .
الأمر الأخر هو أن بعض الأسر في الحقيقه لا تقوم بدفع رواتب الخادمات بإنتظام بحجة معاقبتها على تقصيرها إن وجد ، أو كـ عقاب لها بالتالي كل تلك المعاملة اللإنسانية واللأخلاقية تكون في الغالب سبب من أسباب هروب الخادمات وعزوفهن عن العمل لدى تلك الاسرة ، ومن وجهة نظري أجد بأن كل هذه الاسباب التي من شأنها إستعباد الأسره للخادمة ومعاملتها وكأنها عبده لهم وليس خادمة تقوم بمهام معينه في المنزل هو نوع من أنواع الاتجار بالبشر ولكن بصورة مختلفة عن تعريفه الحقيقي المتعارف عليه .