عوائق تحول دون تحمل الشباب للمسؤولية
أن هذا العصر هو من أهم العصور التي تدفع الأمة لاستثمار طاقات الشباب وذلك لكثرة المخاطر التي أحيطت بالأمة من كل جهةٍ وجانب.*
الشباب يمتلك ميزاتٍ عديدة تؤله للقيام بأرقى الأدوار التي لا يُمكن لكبار السن تحملها، وأهم تلك الميزات: أن الشباب يمتلك قوة في الذهن والفكر، وقوة في النفس، وقوة في الطاقة البدنية
: وإن المجتمعات المتطورة هي التي تفسح لمجال تجاه الشباب من أجل تفعيل طاقاتهم واستثمارها، وإلا فإن النتيجة لا تعدوا أحد أمرين:
أولاً- إما أن تتجمد طاقات الشباب.
ثانياً- أو تتفجر طاقاتهم ولكن في الطريق غير السليم.
أهم عائق يحول دون تحمل الشباب للمسؤولية هو عدم تعاملهم مع معطيات الحياة بجدية إذ أنهم ألفوا حالة اللعب واللهو في مرحلة الصغر، وبتفتق الأحاسيس والعواطف عندهم ببلوغهم سن التكليف تجد أن الكثير من الشباب تُعجبه حالة الاسترسال والاستمرار على الحالة التي اعتاد عليها في صغره.
ومن العوامل التي تؤثر في دفع الشباب وأهم تلك العوامل:
أولاً- العائلة والتربية الصالحة.
للعائلة دورٌ كبيرٌ جداً في صنع الشاب الذي يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه، ولكن إذا كان الأب والأم في العائلة متحملين للمسؤولية الملقاة على عاتقهما، ليس فقط تجاه الأسرة وإنما تجاه المجتمع كذلك.
إن من أبرز العوامل التي صنعت شخصية أمير المؤمنين**هو أنه ينتمي للأسرة تتحمل مسؤوليتها.
ثانياً- القرين الصالح.
الشاب يتأثر بقرنائه، وفي بعض الحالات قد يتأثر الشاب بقرنائه أكثر من تأثره بعائلته. عليهم بأن لا ينغلقوا على بعضهم، وإنما عليهم أن ينفتحوا على جميع الشباب في المجتمع لاستقطابهم وتفعيل طاقاتهم في مجال الخير.*
إذا لم يُبادر الشباب المتدينون بالانفتاح على نُظرائهم في المجتمع فإن التيارات المنحرفة ستقوم باستقطابهم إليهم وبالتالي ستضيع هذه الطاقات الشابة. يقول الرسول الأكرم*:*«عليكم بالشباب فإنهم أرق أفئدة وأسرع إلى كل خير. إن الله بعثني بالحق نبيا فحالفني الشباب وخذلني الشيوخ»،
ثالثاً- البيئة التي يعيش فيها الشاب.
قد يكون في بعض الأحيان أن البيئة لا تحترم الشاب، وذلك على مختلف المستويات سواءً سياسية، دينية، أو اجتماعية.
فقد تجد شاباً مظاهر تدينه قليلة ولكن شيمته وهمته عالية، وتجد رجالاً من الطبقة المؤمنة ولكن لا تُعوّل عليها كثيراً في النهوض الاجتماعي.