....
ليس من قدير بئيس فيكم إلا وثم من هو أقدر منه وأشد بأساً.. وليس من غالب بالقوة اليوم إلا وهو مغلوب بها غداً، وهب القوة انتهت إلى أحدكم واجتمع له الحول والحيلة فهل أعطاه الدهر أماناً على نفسه أن لا تقهره الكثرة أو المكيدة يوماً فلا ترعى فيه عهداً لإحسان ولا ذماماً لحق؟ وتذره ينادى العدل فلا يجده، ويناشد قاهريه الذمة فلا تنجده، فإذا نسى الرحمة وهو قادر عليها فبأى وجه يذكّر بها سواه وهو محتاج إليها؟