نص رقم ( 82 )
للكاتبه والاداريه الرائعه :
زهرة الاحلام
رابط النص :
http://omaniaa.co/showthread.php?t=87093
عنوان النص :
حُلميَ الذي لم يتحقق بعد !
سادَ الصمتُ على فاهِ الكون ..
و انسحبت الشمسُ لِتُعلنَ مغيبها ..
و قبل أن تسحبَ خيوطها المُمتدة على وجِهِ السماء
عادت العصافيرُ إلى أعشاشها و هي تهمسُ
آخر زقزقاتها ..
ثُم غادرت الشمس بِكاملِ نورها ..
مُختبئةً خلفَ الجِبال ..
و هنا .. اتخذت النجوم مواقع على وجهِ السماء
التي مالَ لونُها بينَ الأزرقِ الداكن و الأسودِ القاتم ..
و بدا يزحفُ القمر لِيتوسط بين تلك النجوم اللامعة ..
و ينشر نوره إلى كُل من يعشق الاغتسال بِنوره ..
أما حُلمي ..
صعدَ إلى الأعلى ليُشاركَ النجوم حفلتها الليلة ..
و يُشكِل مِنها ما يُبسمُ قلبيَ الغارق في بحرِ الاشتياق ..
و أنا هُنا .. على شُرفةِ غُرفتي أقِف ..
و وجهيَ قدِ امتلئ بسماتٍ تُشيرُ إلى روحِ التفاؤل
التي تجسدتْ بِداخلي ..
و لكن ..
سُرعانَ ما مرَ شِهابٌ و نشرَ بينَ النجوم الخوف ..
و جعل أضوائها خافتة .. على وشكِ البهتان ..
أغلقتُ نافذةَ الشُرفة .. و هُناكَ شعورٌ يختلجُ بِداخلي ..
و كأنما اليأس أرادَ أن يستوطنني ..
فأعطى للِأمل حبةَ منومٍ .. جعلهُ يغرق في سباتِ نومه ..
جلستُ أرضاً في منتصفِ ساحةِ غُرفتي و روحي قدِ
انتشرَ بِها الخوف و الرهبة ..
و أساً ، جعل مِن ظُلمةِ تِلكَ الليلة سِتارٌ حالِك يُحيطُ بي ..
سعيتُ بِكاملِ ما بقى بيَ مِن طاقة لِأزيحَ استحواذ الأسى عن روحي ..
و لكنني عجزتُ عن ذلكَ ..
فَاستقرتْ اشرعةُ اليأس على شُطئانِ جزيرةَ حُلمي ..
و غابَ كُلُ ما يتعلقُ بِفرحي في ليلةٍ ظننتُها حفلة وداعٍ لِأسى ..
كنتُ بِها الضحية ، مُلقاةٌ في وسطِ الوجع .. ينتهكُ روحيَ الألم ..
و تائهٌ هو حرفي في وسطِ سطورٍ منسية ..
و كأنما كانت سطورُ خاطرةَ حُلمي في كتاب
فَقُطعتْ صفحاته و كالرمادِ بُعثرتْ جُزيئاتهُ
حتى يسهل لِلرياح أخذها بعيداً ..
بعيداً عن عينايَ المُتلهفة ، بعيداً عن قلبيَ المُمتلئ بِالحنين ..
و قبلَ أن تُغمضَ عينايَ .. تراءت أماميَ الأحلام ..
ثُمَ تبعثرتْ كالرماد و تلاشت و كأنها لم تكُن يوماً ..
كُلُ الشموع التي كانت في الغُرفة باتَ يخبو نورها ..
و يلتهمُ الظلامُ ضوئُها ..
و مالَ فُستانيَ الوردي إلى البهتان ، الوردي الذي لطالما
جعلتهُ رمزاً لِكُلِ حُلمٍ استقرَ في حياتي ..
تسلطَ نورٌ مِن على نافذةِ الشُرفة ..
كانَ قلبي يتضورُ لهفةً لِضوءٍ يُعيدُ نبضاتهُ إلى قيدِ الحياة ..
ثُمَ نبضةٌ تليها نبضة ، جعلتني أستفيقُ مِن كابوسِ اليأس الذي
استحوذّ على قوايَ ..
أسرعتُ في الخروج مِن غُرفتي و تعديتُ عتبةَ المنزل
لِأُصبحَ في وسطِ المدينة ..
تلبدتْ السماءُ بِالغيوم ، و أمطرتْ قطرةً تليها قطرة
حتى صارَ يهطلُ بِغزارة ..
و هكذا روحي تشبعتْ أملاً بِتلكَ القطرات الباردة ..
رُحتُ أمشي بينَ شوارعِ المدينة ..
و كُلُ ما لامستْ جلديَ قطرة ، شعرتُ بِكمِ مِنَ الفرح
يقضي على كُلِ ألمٍ انتهكَ روحي ..
وقفتُ حينها أمامَ بابٍ مِن زُجاج ملئتها قطراتُ المطر
لِتُصبحَ لوحةً مِن بخارٍ بارد ..
فَكتبتُ عليها :
( حُلميَ الذي لم يتحقق بعد ، استودعتهُ الله بِدونِ أدنى شك ! )
ثُمَ مضيتُ أكملُ سيري و روحي تنسابُ بِكُلِ أريحية
بينَ شوارعِ الحُلم !
زهرة الأحلام
27/6/2016