وتَـكَـلـَّمَ التـَّـاريـخُ والـوَطَــن !!
ولـقـد ثَـمِـلـتُ بكـلِّ حُـبـِّـكَ مَـوْطِـني
مـا ذَنـْبُ كـأسٍ إِذ بِحـُبـِّكَ مُـتـرَعَـةْ ؟!
في عُـنـفُـوانِ الكِـبـريـاءِ أنـَا هُـنـا
مِثـلُ الجـبـالِ الشُّـمِّ أوْ ذي الأشْــرِعَـةْ !!
إِنْ جِـئـتَ تـبـحـث عـن عُـمَـانَ وَجـَدَتـَهـا
شَـمـسُ الشُّـمـُوسِ بِـذيِ الجِـهـَاتِ الأربـَـعـةْ !!
مِن مـَـغـرَبِ الضـُّوءِ القـَصـِّي حـُدُودُنـَا
فـإلى المَـشـَارقِ نحـنُ أوَّلُ مَـطـلـَعـَـهْ
وَطـَنٌ بِحـَجـْمِ الكـونِ . هـذا قـلـبـُهُ
بِـهِ للمَـحـبَّـةِ ألـْفُ بــابٍ مُشْـرَعـَـةْ
هـذي بُـيـُوتـُكِ يـا بـِلادي . فحـَدِّثـي
إِنـَّا إِذا جــاءَ الضـُّـيـُوفُ لـَـفـي سَـعـَـةْ
ولـَـنـا المَـكـَارِمُ مِن صَـمِـيِـمِ خِـصَـالـِنـا
والحـُبُّ فِـيـنـا . بَـلْ ومِـنـَّا مَـنـْبـَـعـَـهْ
قـالـت لـَـكـُمْ أخـلاقـُنـا وأُعِـيـدُهـا :
تـَابـىَ الـرُّجُـوُلـَـةُ أنْ تَـعـيـشَ بـأقـنـِعـَـةْ
نحـنُ الـوُضـُوحُ إِذا النـَّهـارِ جـَـلاَ لـَـنـا
لـَسْـنـا الجـَبـَانَ المُـخـتَـفـي في بُـرْقـُـعـَـهْ
قـُـدتـُـمْ عـلى يَـمـَنـي الحـبـيـبِ حـُـرُوُبـُـكُـمْ
وعـلى العِـراقِ . الشـامِ ثـُـرْتـُـمْ زَوْبـَعـَـةْ
والشَّـرُّ كَـفٌّ ، لـيْـسَ أَوْسَـخَ مِـثـلـُـهُ
حـاشـا العُـمَـانِـيَ أنْ يُـلامِـسَ إِصـبـَـعـَـهْ
واهـاً وواهـاً . صـاحـَهـَـا لـَـهَـبُ الحـَـشَـا
مِن عُـمْـقِ جُـرحٍ صَـعَّـدَتْ مُـسْـتَـوِجِـعـَـةْ
جُـرْحٌ بِـقـلـبِ القـُـدْسِ يَـصـرَخ : أُمَّـتـي !!
فـيُـجِـيـبُ صَـوْتٌ للخِـيَـانـَةِ أنْ : دَعَــهْ !!
مـاتَ الـرِّجـالُ فـلا يـَـغُـرُّكَ مـا تَـرَىَ
شَـنـَـبٌ غَـلِـيـظٌ أوْ لـُحـىً مُـتـَـرَبـِّـعـَـةْ !!
سَـيـَـظـلُّ فِـيـنـا دَمُ العُـرُوُبـَـةِ فـائِـراً
وعـلى الثُّـغُـورِ مُـرابِـطُـونَ هُـنـا مَـعـَـهْ
يـا أحـمْـقَ الحـمْـقـىَ . أَغَـرَّكَ أَنـَّـنـا
إِمـا سَـكَـتـنـا خِـلْـتَ ذلِـكَ ضَـعـضَـعـَـةْ ؟!
نحـنُ الكِـبـارُ وإِنْ صَـمَـتـنـا تَـرَفُّـعـاً
إِنَّ الحَـديثَ مَـعَ الصِّـغـارِ لـَمَـضْـيَـعـَـةْ
والصَّـمْـتُ أَغْـمـادُ السُّـيُـوفِ ، فحـاذِرِوا
مـا بـَـعـدَ سَـلِّ سُـيـُوفِـنـا بـالمَـعـمَـعـَـةْ
مـا رَوَّعَ التـاريخُ ذِكْـرُ مُـهـَـلـَّبٍ
لـكـنَّ خَـلـْطـاً بـالحـَـقـائِـقِ رَوَّعـَـهْ
نُـمْ يـا مُـهـَـلـَّبَ في ضَـرِيـحِـكَ آمِـنـاً
مـا أنـتَ مَـن تَـخـشـىَ نـَـقِـيـقَ الضُّـفْـدَعَـةْ
نحـنُ الـذيـنَ هُـمُ هُـمُ . مـا هَـمَّـنـا
نَـبـْحُ الكِـلابِ ومَـن نَـراهُـمُ إِمَّـعـَـةْ
" رَوَّاسُـنـا " حَـسَـمَ القَـضِـيَّـةَ . فـاسْـكُـتُـوا.
لـنـا ذا المُـهَـلـَّبُ والأَدِلـَّـةُ مُـقْـنِـعـَـةْ
يـا مَـن أتَـيـتَ لِـنَـهْـبِ جـارِكَ عُـنـوَةً
إِقْـنـعْ بِـبَـعـرِكَ . ذاكَ أَحـرَىَ لـتَـجْـمَـعـَـهْ
مَنْ أَنـتَ ؟! يـا أشْـقـىَ الـرُّعـاةِ لِـتَـدَّعـي
مـا لـيسَ مُـلـكَـكَ يـا عَـدِيِـمَ المَـنْـفـَـعـَـةْ
كَـفىَ إِدَّعـاءً واخـتِـلاقـاً أجـوَفـاً
مَـشَـىَ بـالـوَقـاحَـةِ والـدَّنـاءَةِ والضَّـعـَـةْ
" نـَـقْـصُ الهُـوِيَّـةِ " داؤُكُـمْ . شَـخَّـصـتُـهُ
مَـرَضٌ عُـضـالٌ لـيـسَ يُـشْـفـىَ مَـوْضِـعـَـهْ
كُـنْ عِـندَ قَـدْرِكَ . مـا يَـراكَ مُـهَـلـَّـبٌ
إِلاَّ كَـقَـزْمٍ مـا تَـجـاوزَ إِصـبـَـعـَـهْ
كُـنْ عِـندَ قَـدْرِكَ . يـا وَلِـيِـداً لـَمْ تَـزَلْ
مِن فُـرْطِ جُـوعِـكَ تَـسـتَـحِـثُّ المـرضـعـَـةْ
طـاولـْتَ مَجـداً قد تَـعـاظَـمَ رَقْـمُـهُ
فـاقـنـعْ بـصِـفْـرِكَ . فـالحـقـائِـقُ تـصْـفـَـعـَـهْ
هـيـْـهـاتَ يـَرقـىَ مَـن مَـضَىَ في مَـكْـرِهِ
دَهْـراً يُحـاوِلُ أنْ يُحَـقِّـقَ مَـطـمَـعـَـهْ
الأربـعـونَ مِنَ ( القُـرونِ ) جُـذُوُرِنـا
وهُـبـابُـكُـمْ أَنـتـمْ ( عُـقُـودٌ ) أَربَـعـَـةْ
لا شـيءَ أَنـتُـم في حِـسـابِ حَـضـارَةٍ
مـا بَـيـنَ أَفـريـقـيـا وآسـيـا مُـوسَـعـَـةْ
صِـفْـرٌ أراكُـمُ عِـندَ ذِكْـرِ بِـلادِنـا
والصِّـفْـرُ دوْمـاً لـيسَ مِـثـل الأربـعـَـةْ
لا شَـعـبَ فِـيكُـمُ كيْ أقـولُ هُـوِيَّـةٌ .
لا إِرْثَ أُبْـصِـرُ هـاهُـنـا أوْ أسْـمَـعـَـهْ
أخـلاطُ أقــوامٍ . فـأيـنَ نَـقـاءَكُـمْ ؟!
هـاتُـوا لِـعَـقـلـِـيَ حُـجَّـةً كـيْ أُقـنِـعـَـهْ !!
لا تَـسْـرُقُـوا التـاريخَ . هذا حَـدُّكُـمْ .
نحـنُ المُـلـُوكُ . الأصـلُ نحـنُ وأَفْـرُعـَـهْ
سَـأَزِيدُكُـمْ بَـيـتـاً بِـشِـعـرِيَ عَـلــَّـهُ
كـالسَّـيـفِ يَـهْـوِي عـلى الظَّـلـُـوُمِ ويـصـرَعـَـهْ :
تـبْـقـىَ الأُصُـولُ لِـمَـن تَـأَصَّـلَ أصْـلـُـهُ
وبَـلا أُصُـوُلٍ لـَـيـسَ شـيْـئـاً يَـرفَـعـَـهْ
شِـعـر : سـعيد مصبح الغافري ____________________