جُثّة!
أسقُطُ مغشيّا عليّ
تُحلّقُ صفحاتُ اليومِ بدونهم
رَعشَة خفيّة تَنسلُّ بينَ أغلِفة الجدران..
على أهبَةِ البوح!
يَعلَقُونَ في الذَاكِرَة
يتكاثرونَ بينَ المَسَامَات المشروخة
يتزَاحَمون..
ثمة فراغٌ بائس.. أَنجَبَهُم
وثمةَ صلاةٌ تُتلى فوقَ جُثّتي،
تُنبِتُ أصواتهم عبرَ مِئذَنَةِ التمرّد
والعِصيان
.
.
أيتحتمُ عليّ الآن..
أن أرسُمُكَ أُحجيةٌ من قُصَاصَات لتمرَّ مِن خلالي
والمَسَافَات المُتثائبَة.. تنتحِبُ تفاصيلك في رقةِ الفنجان
تُكبّل الحُلم المَعطُوب على النافِذَة،
توقِظُ الظلام تحتَ جلدي..
أنْ هُزِّ بجذع النَبَضَات.. يتساقطنَ عليّ أصَابع مَبتُورَة
.
.
أيتحتمُ عليّ الآن..
أنْ أُبعثر هذه الليلة الفَارِغة
وكائنات الشوقِ المُقيّدة تحت قِباب سمفونية حزينة..
تُقْدِمُ الفجرَ زاحِفاً على وَهَن
هُنا وحدي.. أفترشُ حصيرَ الذكريات
أعدّ الشموع
والنبيذ
والورود
وأرتَكِبُ الهَزيمَة!
وهذه الجثث الطافية في بؤبؤي الواسع،
تَرُفُّ بأجنحتها نحوَ قِبلَة التائهين،
وسماءٌ تراجيديّة كم تتدلى!
وكم توصدُ عَينَاكَ فراشاتٌ تَقَاذَفَها الربيع..
نحوَ انطِفائها الأخير
نحوَ صَوتِكَ تَحمِلُهُ رائحة النهايات النتنه..
كم أشتَهيك!
.
.
اغرس كبريائكَ الآن
صبّ لي..
بعضُ فُتات النسيان
تكفي بأن تمنحني قلادةٌ أخرى..
فوقَ عُنُقي
فوقَ هشيم الحَمَاقَات المُندَلِعَة من نوافذ صمتي
الثَامِنَة والثلاثونَ بعد المئة مُنذُكَ الغِيَاب
عَارمَةٌ أنا بالوجع
أَنفُثُ سم الذَاكِرَة على بضع أوراقي المُثَقّلة.. بالبُكَاء