يا طاهرة قد رحلت ..
أسمحي لي فقط بهذه السطور ..
وبعض البعثرة من هنا وهناك ..
يعم الصمت الأن في ذلك الرواق ..
وتجرني دموعي على الرحلة القادمة ..
مجرد الدخول في ذكرياتك تخر رجولتي بتمامها أمامك ..
ما عدت حتى أثق بمن حولي ..
وليس لدي غير ذلك الضعف الأن ..
أخبريني فقط كيف أخرج من هذا الموت الحي ..
أريد أن أمضي بخطائي الواثقة إلى حلة جديدة ..
حرريني من أسرك يا صافية ..
أخرجيني من مملكتك العميقة ..
دعيني أطلق بدون توقف وبدون حواجز صد خرسانية ..
لدي طاقة إيجابية أبعثها من جديد ..
لكن كيف أخرج من دائرة النيران هذه ..
قيودك بدأت تخنقني ..
وآمالك المعلقة قد حبستني في زاوية ..
أريد أن أعشق بجنون من جديد ..
وأعيش قصص الحب وأنشد لها ألف أغنية ..
ضعيني في قنينه وأحكميها جيداً بسدادة ..
وقذفيني في ذلك البحر الشاسع ..
لربما سيرجع نصيبي في يد أميرة أخرى ..
ما زالت الحياة أمامي ..
لكن كيف يمكن تحريري من قسماً عمرها بسنواتي التي عشتها ..
كلمة واحدة فقط منك ترفعني إلى العلو أو تجرني معها إلى هاوية النيران ..
لماذا هذا الصمت يا روحي المتعالية ..
السنا بالنسيان نؤمن ..
دعيني هذه المرة أرحل من غير عودة ..
ولا تحطمي مجدافي ولا تكسري شراعي ..
لم يبقى لي سوى صبر أخر لأيامي ..
ولا يوجد زاد لرحلة العودة ..
كنت صادقاً لك وأنتي تعلمين ..
كنت محباً لك وأنتي تدرين ..
فقط دعيني أمضي إلى رحلة أخرى وعشقاً جديد ..
وأنساب مع أمل أخر وبزوغ فجراً جديد ..
وأعيش ذلك العمر الباقي في أحضان عاشقة يتيمة ..
يكفيني حرماً ويكفي عمري دمعاً وإرهاق ..
قصة عشقاً قادمة سأمضي معها ..
وسأعيش ساعتها وراحتها ..
من ذلك الليل إلى الليل الأخر سأراقصها ..
وأمام البحر المنبسط ونور القمر المنعكس ..
سأحكي لها مشاعري وخيالي حتى تغمض عيني وأنام على صدرها ..
راحة وانسجام وتمام وسكينة ومملكة ساهرة ذلك سيكون طريقي ..