https://www.gulfupp.com/do.php?img=66508

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 34

الموضوع: هنا لادراج اسئلة واجابات المسابقة فقط

  1. #11
    إدارة السبلة العُمانية
    كاتبة خواطر والخبيرة الإدارية بالسبلة الإسلامية
    الصورة الرمزية تباشيرالأمل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    63,012
    Mentioned
    161 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    السلام عليكم
    الكاتب ..الشاعره العراقية..نازك الملائكة

    عنوان القصيدة..شجرة القمر...

    1

    على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ

    وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر ْ

    وترسو الفراشاتُ عند ذُرَاها لتقضي المَسَاءْ

    وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ

    هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ

    إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ

    ويشربُ عطْرَ الصنوبرِ والياسمين الخَضِلْ

    ويملأ أفكارَهُ من شَذَى الزنبقِ المُنْفعلْ

    وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ

    وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ

    وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ

    ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ

    وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ ويَحْلُمْ

    يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ

    ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ

    وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ

    وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ

    على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ

    وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا

    أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى

    2

    وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ

    خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَ الدماءْ

    وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ

    وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ

    وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ

    وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ

    وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ

    ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ

    وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما

    على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما

    ... وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ

    وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ

    وعاد به: ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ

    بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ

    وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ

    أذلكَ حُلْمٌ? وكيف وقد صاد.. صادَ القَمرْ?

    وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ

    وكلّلَهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ

    3

    وفي القريةِ الجبليّةِ, في حَلَقات السّمَرْ

    وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون: "أين القمر?!"

    "وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا?"

    "وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا?"

    ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُ القَمَرْ!"

    فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُ القَمَرْ"

    "مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا"

    "وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا"

    "مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ"

    "وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍ بَرودْ"

    "يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِ القَرَارْ"

    "ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليها النُّضَارْ"

    "ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْنا القَمَر?"

    "ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا? مَن يغذّي السّمَرْ?"

    ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ

    فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ

    وثاروا وساروا إلى حيثُ يسكُنُ ذاكَ الغُلامْ

    ودقّوا على البابِ في ثورةٍ ولَظًى واضطرامْ

    وجُنّوا جُنُونًا ولم يَبْقَ فوق المَرَاقي حَجَرْ

    ولا صخرةٌ لم يُعيدا الصُّرَاخَ: "نُريدُ القَمَرْ"

    وطاف الصّدَى بجناحَيْهِ حول الجبالِ وطارْ

    إلى عَرَباتِ النجومِ وحيثُ ينامُ النّهَارْ

    وأشرَبَ من نارِهِ كلّ كأسٍ لزهرةِ فُلِّ

    وأيقَظَ كلّ عبيرٍ غريبٍ وقَطْرةِ طلِّ

    وجَمّعَ مِن سَكَراتِ الطبيعةِ صوتَ احتجاجْ

    ترددَ عند عريش الغلامِ وراء السياجْ

    وهزَّ السكونَ وصاحَ: "لماذا سَرَقْت القَمَرْ?"

    فجُنّ المَسَاءُ ونادى: "وأينَ خَبَأْتَ القَمَرْ?"

    4

    وفي الكوخِ كان الغلامُ يضُمّ الأسيرَ الضحوكْ

    ويُمْطرُهُ بالدموع ويَصْرُخُ: "لن يأخذوك?"

    وكان هُتَافُ الرّعاةِ يشُقّ إليهِ السكونْ

    فيسقُطُ من روحه في هُوًى من أسًى وجنونْ

    وراح يغنّي لملهِمه في جَوًى وانْفعالْ

    ويخلطُ بالدَّمْع والملح ترنيمَهُ للجمالْ

    ولكنّ صوتَ الجماهيرِ زادَ جُنونًا وثورهْ

    وعاد يقلِّبُ حُلْمَ الغلامِ على حدِّ شفرهْ

    ويهبطُ في سَمْعه كالرّصاص ثقيلَ المرورْ

    ويهدمُ ما شيّدتْهُ خيالاتُهُ من قصور

    وأين سيهرُبُ? أين يخبّئ هذا الجبينْ?

    ويحميهِ من سَوْرة الشَّوْقِ في أعين الصائدين?

    وفي أيّ شيء يلفّ أشعَّتَهُ يا سَمَاءْ

    وأضواؤه تتحدّى المخابئَ في كبرياءْ?

    ومرّتْ دقائقُ منفعِلاتٌ وقلبُ الغُلامْ

    تمزِّقُهُ مُدْيةُ الشكِّ في حَيْرةٍ وظلامْ

    وجاء بفأسٍ وراح يشقّ الثَّرَى في ضَجَرْ

    ليدفِنَ هذا الأسيرَ الجميلَ, وأينَ المفرْ?

    وراحَ يودِّعُهُ في اختناقٍ ويغسِلُ لونهْ

    بأدمعِه ويصُبّ على حظِّهِ ألفَ لعنَهْ

    5

    وحينَ استطاعَ الرّعاةُ المُلحّون هدْمَ الجدارْ

    وتحطيمَ بوّابةِ الكوخ في تَعَبٍ وانبهارْ

    تدفّقَ تيّارهم في هياجٍ عنيفٍ ونقمهْ

    فماذا رأوا? أيّ يأسٍ عميق وأيّة صَدْمَهْ!

    فلا شيءَ في الكوخ غيرَ السكون وغيرَ الظُّلَمْ

    وأمّا الغُلامُ فقد نام مستَغْرَقًا في حُلُمْ

    جدائلُهُ الشُّقْرُ مُنْسدلاتٌ على كَتِفَيهِ

    وطيفُ ابتسامٍ تلكّأ يَحلُمُ في شفتيهِ

    ووجهٌ كأنَّ أبولونَ شرّبَهُ بالوضاءهْ

    وإغفاءةٌ هي سرّ الصَّفاءِ ومعنى البراءهْ

    وحار الرُّعاةُ أيسرقُ هذا البريءُ القَمَرْ?

    ألم يُخطِئوا الاتّهام ترى? ثمّ... أينَ القَمَرْ?

    وعادوا حَيارى لأكواخهم يسألونَ الظلامْ

    عن القَمَر العبقريّ أتاهَ وراءَ الغمامْ?

    أم اختطفتْهُ السَّعالي وأخفتْهُ خلفَ الغيومْ

    وراحتْ تكسّرُهُ لتغذّي ضياءَ النجومْ?

    أمِ ابتلعَ البحرُ جبهتَهُ البضّةَ الزنبقيّهْ?

    وأخفاهُ في قلعةٍ من لآلئ بيضٍ نقيّهْ?

    أم الريحُ لم يُبْقِ طولُ التنقّلِ من خُفِّها

    سوى مِزَقٍ خَلِقاتٍ فأخفتْهُ في كهفها

    لتَصْنَعَ خُفّينِ من جِلْدِهِ اللّين اللَّبَنيّ

    وأشرطةً من سَناهُ لهيكلها الزنبقي

    6

    وجاء الصباحُ بَليلَ الخُطَى قمريّ البرُودْ

    يتوّجُ جَبْهَتَهُ الغَسَقيَّةَ عِقْدُ ورُودْ

    يجوبُ الفضاءَ وفي كفّه دورقٌ من جَمالْ

    يرُشّ الندى والبُرودةَ والضوءَ فوق الجبالْ

    ومرَّ على طَرَفَيْ قدمَيْه بكوخ الغُلامْ

    ورشَّ عليه الضياءَ وقَطْرَ النَّدى والسَّلامْ

    وراح يسيرُ لينجز أعمالَهُ في السُُّفُوحْ

    يوزِّعُ ألوانَهُ ويُشِيعُ الرِّضا والوضوحْ

    وهبَّ الغلامُ مِنَ النوم منتعشًا في انتشاءْ

    فماذا رأى? يا نَدَى! يا شَذَى! يا رؤى! يا سماءْ!

    هنالكَ في الساحةِ الطُّحْلُبيَّةِ, حيثُ الصباحْ

    تعوَّدَ ألاَّ يَرَى غيرَ عُشْبٍ رَعَتْهُ الرياحْ

    هنالكَ كانت تقومُ وتمتدّ في الجوِّ سِدْرَهْ

    جدائلُها كُسِيَتْ خُضْرةً خِصْبةَ اللون ِثَرَّهْ

    رعاها المساءُ وغذَّت شذاها شِفاه القَمَرْ

    وأرضَعَها ضوءُه المختفي في الترابِ العَطِرْ

    وأشربَ أغصانَها الناعماتِ رحيقَ شَذَاهُ

    وصبَّ على لونها فضَّةً عُصِرَتْ من سَناهُ

    وأثمارها? أيّ لونٍ غريبٍ وأيّ ابتكارْ

    لقد حار فيها ضياءُ النجومِ وغارَ النّهارْ

    وجُنّتْ بها الشَّجَراتُ المقلِّدَةُ الجامِدَهْ

    فمنذ عصورٍ وأثمارُها لم تَزَلْ واحدهْ

    فمن أيِّ أرضٍ خياليَّةٍ رَضَعَتْ? أيّ تُرْبهْ

    سقتْها الجمالَ المفضَّضَ? أي ينابيعَ عذْبَهْ?

    وأيةُ معجزةٍ لم يصِلْها خَيالُ الشَّجَرْ

    جميعًا? فمن كلّ غُصْنٍ طريٍّ تَدَلَّى قَمَرْ

    7

    ومرَّتْ عصورٌ وما عاد أهلُ القُرى يذكرون

    حياةَ الغُلامِ الغريبِ الرُّؤى العبقريِّ الجُنون

    وحتى الجبالُ طوتْ سرّه وتناستْ خطاهُ

    وأقمارَهُ وأناشيدَهُ واندفاعَ مُناهُ

    وكيف أعادَ لأهلِ القُرى الوالهين القَمَرْ

    وأطلَقَهُ في السَّماءِ كما كانَ دونَ مقرْ

    يجوبُ الفضاءَ ويَنْثرُ فيه النَّدَى والبُرودهْ

    وشِبْهَ ضَبابٍ تحدّر من أمسياتٍ بعيدهْ

    وهَمْسًا كأصداء نبعٍ تحدّر في عمْق كهفِ

    يؤكّدُ أنَّ الغلامَ وقصّتَهُ حُلْمُ صيفِ


    .
    يارب ..
    واجعلنا من الذين يُبقون أثرًا طيباً في قلوب الناس بعد الرحيل 🌿🕊



    •   Alt 

       

  2. #12
    عضو مهم في السبلة الصورة الرمزية ريحة الجنة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    الجنة بإذن الله
    المشاركات
    15,962
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    صباح الخير

    القصيدة لـ نازك الملائكة

    اسم القصيدة شجرة القمر

    على قمّةٍ من جبال الشمال كَسَاها الصَّنَوْبَرْ
    وغلّفها أفُقٌ مُخْمليٌّ وجوٌّ مُعَنْبَر ْ
    وترسو الفراشاتُ عند ذُرَاها لتقضي المَسَاءْ
    وعند ينابيعها تستحمّ نجومُ السَّمَاءْ
    هنالكَ كان يعيشُ غلامٌ بعيدُ الخيالْ
    إذا جاعَ يأكلُ ضوءَ النجومِ ولونَ الجبالْ
    ويشربُ عطْرَ الصنوبرِ والياسمين الخَضِلْ
    ويملأ أفكارَهُ من شَذَى الزنبقِ المُنْفعلْ
    وكان غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ
    وكان يطارد عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ
    وكانت خلاصةُ أحلامِهِ أن يصيدَ القَمَرْ
    ويودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ
    وكان يقضِّي المساءَ يحوك الشباكَ ويَحْلُمْ
    يوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ
    ويسْهَرُ يرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ
    وقد عكستْهُ مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ
    وما كان يغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ
    على شَفَتيهِ ويسقيهِ إغماءَ كأسِ نبيذْ
    وما كان يشربُ من منبع الماء إلاّ إذا
    أراق الهلالُ عليه غلائلَ سكرى الشَّذَى
    2
    وفي ذات صيفٍ تسلّل هذا الغلامُ مساءْ
    خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَ الدماءْ
    وسار وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ
    وخبّأ هيكلَهُ في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ
    وراح يعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ
    وينتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ
    وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ
    ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ
    وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما
    على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما
    ... وطوّقَهُ العاشقُ الجبليّ ومسّ جبينَهْ
    وقبّلَ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ
    وعاد به: ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ
    بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ
    وأخفاه في كُوخه لا يَمَلّ إليه النَّظَرْ
    أذلكَ حُلْمٌ? وكيف وقد صاد.. صادَ القَمرْ?
    وأرقَدَه في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ
    وكلّلَهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ
    3
    وفي القريةِ الجبليّةِ, في حَلَقات السّمَرْ
    وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون: "أين القمر?!"
    "وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا?"
    "وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا?"
    ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُ القَمَرْ!"
    فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُ القَمَرْ"
    "مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا"
    "وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا"
    "مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ"
    "وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍ بَرودْ"
    "يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِ القَرَارْ"
    "ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليها النُّضَارْ"
    "ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْنا القَمَر?"
    "ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا? مَن يغذّي السّمَرْ?"
    ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ
    فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ
    وثاروا وساروا إلى حيثُ يسكُنُ ذاكَ الغُلامْ
    ودقّوا على البابِ في ثورةٍ ولَظًى واضطرامْ
    وجُنّوا جُنُونًا ولم يَبْقَ فوق المَرَاقي حَجَرْ
    ولا صخرةٌ لم يُعيدا الصُّرَاخَ: "نُريدُ القَمَرْ"
    وطاف الصّدَى بجناحَيْهِ حول الجبالِ وطارْ
    إلى عَرَباتِ النجومِ وحيثُ ينامُ النّهَارْ
    وأشرَبَ من نارِهِ كلّ كأسٍ لزهرةِ فُلِّ
    وأيقَظَ كلّ عبيرٍ غريبٍ وقَطْرةِ طلِّ
    وجَمّعَ مِن سَكَراتِ الطبيعةِ صوتَ احتجاجْ
    ترددَ عند عريش الغلامِ وراء السياجْ
    وهزَّ السكونَ وصاحَ: "لماذا سَرَقْت القَمَرْ?"
    فجُنّ المَسَاءُ ونادى: "وأينَ خَبَأْتَ القَمَرْ?"
    4
    وفي الكوخِ كان الغلامُ يضُمّ الأسيرَ الضحوكْ
    ويُمْطرُهُ بالدموع ويَصْرُخُ: "لن يأخذوك?"
    وكان هُتَافُ الرّعاةِ يشُقّ إليهِ السكونْ
    فيسقُطُ من روحه في هُوًى من أسًى وجنونْ
    وراح يغنّي لملهِمه في جَوًى وانْفعالْ
    ويخلطُ بالدَّمْع والملح ترنيمَهُ للجمالْ
    ولكنّ صوتَ الجماهيرِ زادَ جُنونًا وثورهْ
    وعاد يقلِّبُ حُلْمَ الغلامِ على حدِّ شفرهْ
    ويهبطُ في سَمْعه كالرّصاص ثقيلَ المرورْ
    ويهدمُ ما شيّدتْهُ خيالاتُهُ من قصور
    وأين سيهرُبُ? أين يخبّئ هذا الجبينْ?
    ويحميهِ من سَوْرة الشَّوْقِ في أعين الصائدين?
    وفي أيّ شيء يلفّ أشعَّتَهُ يا سَمَاءْ
    وأضواؤه تتحدّى المخابئَ في كبرياءْ?
    ومرّتْ دقائقُ منفعِلاتٌ وقلبُ الغُلامْ
    تمزِّقُهُ مُدْيةُ الشكِّ في حَيْرةٍ وظلامْ
    وجاء بفأسٍ وراح يشقّ الثَّرَى في ضَجَرْ
    ليدفِنَ هذا الأسيرَ الجميلَ, وأينَ المفرْ?
    وراحَ يودِّعُهُ في اختناقٍ ويغسِلُ لونهْ
    بأدمعِه ويصُبّ على حظِّهِ ألفَ لعنَهْ
    5
    وحينَ استطاعَ الرّعاةُ المُلحّون هدْمَ الجدارْ
    وتحطيمَ بوّابةِ الكوخ في تَعَبٍ وانبهارْ
    تدفّقَ تيّارهم في هياجٍ عنيفٍ ونقمهْ
    فماذا رأوا? أيّ يأسٍ عميق وأيّة صَدْمَهْ!
    فلا شيءَ في الكوخ غيرَ السكون وغيرَ الظُّلَمْ
    وأمّا الغُلامُ فقد نام مستَغْرَقًا في حُلُمْ
    جدائلُهُ الشُّقْرُ مُنْسدلاتٌ على كَتِفَيهِ
    وطيفُ ابتسامٍ تلكّأ يَحلُمُ في شفتيهِ
    ووجهٌ كأنَّ أبولونَ شرّبَهُ بالوضاءهْ
    وإغفاءةٌ هي سرّ الصَّفاءِ ومعنى البراءهْ
    وحار الرُّعاةُ أيسرقُ هذا البريءُ القَمَرْ?
    ألم يُخطِئوا الاتّهام ترى? ثمّ... أينَ القَمَرْ?
    وعادوا حَيارى لأكواخهم يسألونَ الظلامْ
    عن القَمَر العبقريّ أتاهَ وراءَ الغمامْ?
    أم اختطفتْهُ السَّعالي وأخفتْهُ خلفَ الغيومْ
    وراحتْ تكسّرُهُ لتغذّي ضياءَ النجومْ?
    أمِ ابتلعَ البحرُ جبهتَهُ البضّةَ الزنبقيّهْ?
    وأخفاهُ في قلعةٍ من لآلئ بيضٍ نقيّهْ?
    أم الريحُ لم يُبْقِ طولُ التنقّلِ من خُفِّها
    سوى مِزَقٍ خَلِقاتٍ فأخفتْهُ في كهفها
    لتَصْنَعَ خُفّينِ من جِلْدِهِ اللّين اللَّبَنيّ
    وأشرطةً من سَناهُ لهيكلها الزنبقي
    6
    وجاء الصباحُ بَليلَ الخُطَى قمريّ البرُودْ
    يتوّجُ جَبْهَتَهُ الغَسَقيَّةَ عِقْدُ ورُودْ
    يجوبُ الفضاءَ وفي كفّه دورقٌ من جَمالْ
    يرُشّ الندى والبُرودةَ والضوءَ فوق الجبالْ
    ومرَّ على طَرَفَيْ قدمَيْه بكوخ الغُلامْ
    ورشَّ عليه الضياءَ وقَطْرَ النَّدى والسَّلامْ
    وراح يسيرُ لينجز أعمالَهُ في السُُّفُوحْ
    يوزِّعُ ألوانَهُ ويُشِيعُ الرِّضا والوضوحْ
    وهبَّ الغلامُ مِنَ النوم منتعشًا في انتشاءْ
    فماذا رأى? يا نَدَى! يا شَذَى! يا رؤى! يا سماءْ!
    هنالكَ في الساحةِ الطُّحْلُبيَّةِ, حيثُ الصباحْ
    تعوَّدَ ألاَّ يَرَى غيرَ عُشْبٍ رَعَتْهُ الرياحْ
    هنالكَ كانت تقومُ وتمتدّ في الجوِّ سِدْرَهْ
    جدائلُها كُسِيَتْ خُضْرةً خِصْبةَ اللون ِثَرَّهْ
    رعاها المساءُ وغذَّت شذاها شِفاه القَمَرْ
    وأرضَعَها ضوءُه المختفي في الترابِ العَطِرْ
    وأشربَ أغصانَها الناعماتِ رحيقَ شَذَاهُ
    وصبَّ على لونها فضَّةً عُصِرَتْ من سَناهُ
    وأثمارها? أيّ لونٍ غريبٍ وأيّ ابتكارْ
    لقد حار فيها ضياءُ النجومِ وغارَ النّهارْ
    وجُنّتْ بها الشَّجَراتُ المقلِّدَةُ الجامِدَهْ
    فمنذ عصورٍ وأثمارُها لم تَزَلْ واحدهْ
    فمن أيِّ أرضٍ خياليَّةٍ رَضَعَتْ? أيّ تُرْبهْ
    سقتْها الجمالَ المفضَّضَ? أي ينابيعَ عذْبَهْ?
    وأيةُ معجزةٍ لم يصِلْها خَيالُ الشَّجَرْ
    جميعًا? فمن كلّ غُصْنٍ طريٍّ تَدَلَّى قَمَرْ
    7
    ومرَّتْ عصورٌ وما عاد أهلُ القُرى يذكرون
    حياةَ الغُلامِ الغريبِ الرُّؤى العبقريِّ الجُنون
    وحتى الجبالُ طوتْ سرّه وتناستْ خطاهُ
    وأقمارَهُ وأناشيدَهُ واندفاعَ مُناهُ
    وكيف أعادَ لأهلِ القُرى الوالهين القَمَرْ
    وأطلَقَهُ في السَّماءِ كما كانَ دونَ مقرْ
    يجوبُ الفضاءَ ويَنْثرُ فيه النَّدَى والبُرودهْ
    وشِبْهَ ضَبابٍ تحدّر من أمسياتٍ بعيدهْ
    وهَمْسًا كأصداء نبعٍ تحدّر في عمْق كهفِ
    يؤكّدُ أنَّ الغلامَ وقصّتَهُ حُلْمُ صيفِ
    عفوا
    عفوا.....
    عفوا فأنا ......................
    لا اجيد الالتفات الى الخلف


  3. #13
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    صديقتي ..
    أجلس هذا المساء في شرفتي لأن البدر الليلة من التمام وفي السماء
    بعض غمام يوهمنا في سيرة أن القمر هو الذي يسير ..
    ما لهذا القرص من النور يركض هكذا في الفضاء ! ترينه على موعد مع حبيب !
    إن القاهرة الساعة هادئة نائمة ، أشرف عليها من مكتبي القصي ، بيوتها متساندة ..
    متعانقة في حضن " المقطم " كأنها فراخ طير في وكر أمها ، بعض قد أغلق عينيه أو نوافذه
    واستسلم للنعاس والبعض ساهر قد فتحتها تلمع مضيئة في ظلام الليل ..

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  4. #14
    روح السبلة الصورة الرمزية زهرة الأحلام
    تاريخ التسجيل
    Mar 2014
    الدولة
    ربما في الخيال !
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    19,845
    Mentioned
    4 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اسم النص : من رواية الرابط المقدس
    اسم الكاتب : توفيق الحكيم

    النص كاملاً ::

    صديقتي ..
    أجلس هذا المساء في شرفتي لأن البدر الليلة من التمام وفي السماء
    بعض غمام يوهمنا في سيرة أن القمر هو الذي يسير ..
    ما لهذا القرص من النور يركض هكذا في الفضاء ! ترينه على موعد مع حبيب !
    إن القاهرة الساعة هادئة نائمة ، أشرف عليها من مكتبي القصي ، بيوتها متساندة ..
    متعانقة في حضن " المقطم " كأنها فراخ طير في وكر أمها ، بعض قد أغلق عينيه أو نوافذه
    واستسلم للنعاس والبعض ساهر قد فتحتها تلمع مضيئة في ظلام الليل ..
    ترى وماذا أنت الساعة تصنعين .؟
    صديقتي .. لا أنتهي من تعنيف نفسي على مسلكي معك ..
    كيف عميت ..؟ فلم أرى في مجرد مجيئك مغزى رائعاً !
    إن الرغبة في الدنو من رجل يعيش مع الكتب هي في ذاتها فكرة جديرة بامرأة رقيقة ..
    ليس من السهل دائماً على كل امرأة أن تأنس إلى رجل يعيش كما أعيش ..
    ومن عجب أنه لم يبد عليك لحظة واحدة أنك ضقت ذرعاً بي ..
    بل أنا الذي كان خالياً من الرزانة والتؤدة ..
    بعجل يقطع تلك الصلة الجميلة التي لم يكن بها خليقاً ...
    وها أنا ذا قد حرمت نفسي - كما ترين – ذلك الحسن الوحيد
    الذي كان له الشجاعة أن ينفذ إلى حجرتي المغبرة بتراب المجلدات ..
    ها أنا ذا .. قد أغلقت بنفسي نافذة حياتي عن شعاعك ..
    فلو دريت أي خلال أحيا فيه الآن .. !
    تصوري القمر .. قد انفصل عن الأرض فجأة في يوم من الأيام
    وسبح في الفضاء حتى وجد كوكب آخر جذبه إليه وتركنا إلى الأبد بدون نوره ؟..
    كيف تكون الحياة على سطح أرضنا .. ؟
    إن استطعنا أن نحيا بعد ذلك ، ثقي أنها ستكون حياة بلا جمال ولا حتى شعر ..
    وما قيمتها إذن مثل هذه الحياة !
    أدركت الآن ... ما ذا خسرت بفقدك ..


    صديقتي ..
    أنقى الأزهار في بُستانِ الصداقة .. (
    حُلم ) !



    ♥♥

    " قُل لن يُصيبنا إلا ما كتبَ اللهُ لنا "


    يا الله ..
    راحةً تملئُ قلبي ، و قلوبَ أحبتي ..
    و قلبَ كُلُ مَن يعيش في الجانبِ المُظلمِ مِنَ الحياة !






  5. #15
    إدارة السبلـة العُمانية
    رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية نـــــــقــــــــاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    عمان العز
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    78,901
    Mentioned
    120 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    من رواية الرابط المقدس
    الكاتب : توفيق الحكيم

    صديقتي ..

    أجلس هذا المساء في شرفتي لأن البدر الليلة من التمام وفي السماء
    بعض غمام يوهمنا في سيرة أن القمر هو الذي يسير ..
    ما لهذا القرص من النور يركض هكذا في الفضاء ! ترينه على موعد مع حبيب !
    إن القاهرة الساعة هادئة نائمة ، أشرف عليها من مكتبي القصي ، بيوتها متساندة ..
    متعانقة في حضن " المقطم " كأنها فراخ طير في وكر أمها ، بعض قد أغلق عينيه أو نوافذه
    واستسلم للنعاس والبعض ساهر قد فتحتها تلمع مضيئة في ظلام الليل ..
    ترى وماذا أنت الساعة تصنعين .؟
    صديقتي .. لا أنتهي من تعنيف نفسي على مسلكي معك ..
    كيف عميت ..؟ فلم أرى في مجرد مجيئك مغزى رائعاً !
    إن الرغبة في الدنو من رجل يعيش مع الكتب هي في ذاتها فكرة جديرة بامرأة رقيقة ..
    ليس من السهل دائماً على كل امرأة أن تأنس إلى رجل يعيش كما أعيش ..
    ومن عجب أنه لم يبد عليك لحظة واحدة أنك ضقت ذرعاً بي ..
    بل أنا الذي كان خالياً من الرزانة والتؤدة ..
    بعجل يقطع تلك الصلة الجميلة التي لم يكن بها خليقاً ...
    وها أنا ذا قد حرمت نفسي - كما ترين – ذلك الحسن الوحيد
    الذي كان له الشجاعة أن ينفذ إلى حجرتي المغبرة بتراب المجلدات ..
    ها أنا ذا .. قد أغلقت بنفسي نافذة حياتي عن شعاعك ..
    فلو دريت أي خلال أحيا فيه الآن .. !
    تصوري القمر .. قد انفصل عن الأرض فجأة في يوم من الأيام
    وسبح في الفضاء حتى وجد كوكب آخر جذبه إليه وتركنا إلى الأبد بدون نوره ؟..
    كيف تكون الحياة على سطح أرضنا .. ؟
    إن استطعنا أن نحيا بعد ذلك ، ثقي أنها ستكون حياة بلا جمال ولا حتى شعر ..
    وما قيمتها إذن مثل هذه الحياة !
    أدركت الآن ... ما ذا خسرت بفقدك ..
    اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا

  6. #16
    كاتبة ومتذوقة قصص وروايات الصورة الرمزية قائد الغزلان
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    أحب وطني!!
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    23,156
    Mentioned
    8 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)



    من رواية الرابط المقدس


    للكاتب:.توفيق الحكيم


    صديقتي ..
    أجلس هذا المساء في شرفتي لأن البدر الليلة من التمام وفي السماء
    بعض غمام يوهمنا في سيرة أن القمر هو الذي يسير ..
    ما لهذا القرص من النور يركض هكذا في الفضاء ! ترينه على موعد مع حبيب !
    إن القاهرة الساعة هادئة نائمة ، أشرف عليها من مكتبي القصي ، بيوتها متساندة ..
    متعانقة في حضن " المقطم " كأنها فراخ طير في وكر أمها ، بعض قد أغلق عينيه أو نوافذه
    واستسلم للنعاس والبعض ساهر قد فتحتها تلمع مضيئة في ظلام الليل ..
    ترى وماذا أنت الساعة تصنعين .؟
    صديقتي .. لا أنتهي من تعنيف نفسي على مسلكي معك ..
    كيف عميت ..؟ فلم أرى في مجرد مجيئك مغزى رائعاً !
    إن الرغبة في الدنو من رجل يعيش مع الكتب هي في ذاتها فكرة جديرة بامرأة رقيقة ..
    ليس من السهل دائماً على كل امرأة أن تأنس إلى رجل يعيش كما أعيش ..
    ومن عجب أنه لم يبد عليك لحظة واحدة أنك ضقت ذرعاً بي ..
    بل أنا الذي كان خالياً من الرزانة والتؤدة ..
    بعجل يقطع تلك الصلة الجميلة التي لم يكن بها خليقاً ...
    وها أنا ذا قد حرمت نفسي - كما ترين – ذلك الحسن الوحيد
    الذي كان له الشجاعة أن ينفذ إلى حجرتي المغبرة بتراب المجلدات ..
    ها أنا ذا .. قد أغلقت بنفسي نافذة حياتي عن شعاعك ..
    فلو دريت أي خلال أحيا فيه الآن .. !
    تصوري القمر .. قد انفصل عن الأرض فجأة في يوم من الأيام
    وسبح في الفضاء حتى وجد كوكب آخر جذبه إليه وتركنا إلى الأبد بدون نوره ؟..
    كيف تكون الحياة على سطح أرضنا .. ؟
    إن استطعنا أن نحيا بعد ذلك ، ثقي أنها ستكون حياة بلا جمال ولا حتى شعر ..
    وما قيمتها إذن مثل هذه الحياة !
    أدركت الآن ... ما ذا خسرت بفقدك ..




    نبذة حول الأديب: توفيق الحكيم


    اسمه : حسين توفيق الحكيم ، والده إسماعيل وجده أحمد الحكيم ( 1898- 1987م )

    مولده: ولد في الإسكندرية في حي محرم بك سنة 1898 م

    تعليمه :
    تلقى علومه الابتدائية في مدرسة محمد علي ثم المحمدية بالقاهرة ثم دمنهور الابتدائية والثانوية بالإسكندرية رأس التين ، ثم العباسية الثانوية بالإسكندرية ثم القاهرة حيث حصل على ليسانس الحقوق سنة 1925 م .
    ولما كان والد توفيق من رجال النيابة والقضاء فقد حرصت الأسرة على أن ينهج توفيق نهج والده ، لكنه إلى الأدب أميل وبه أعلق ، وعشق مع الأدب الموسيقى والمسرح والتمثيل .
    أقبل توفيق على كتاب ( فلسفة الفن / للكاتب هيبوليت تي ) وكتاب ( تاريخ الفن / للكاتب سالمون ريناخ ) وعلى ضوئهما استشرف إلى متحف اللوفر فغاص في قاعاته وآثاره وأسلمه هذا إلى العصر الروماني ، إلى عصر النهضة ، فمضى متتبعاً كل عناصر التفكير ، ذلك أنه أيقن أن معنى الثقافة التي يجب أن يتزود بها الأديب وفق المفهوم الأوربي هو أن يحيط ويتفهم ويتذوق كل آثار النشاط العقلي الإنساني من فلسفة وأدب وفنون مختلفة من موسيقى وعمارة ونحت على مدار العصور ، بل يراد له الإلمام ببعض مظاهر العلم الحديث ونظرياته ، وكان يحاول جاهداً أن يتفهم شيئاً عن أينشتاين وأخير كتاب في هذا الميدان ترك في نفسه أثراً كبيراً ووسم تفكيره هو عمل كبير من ثلاثة أجزاء للعالم الرياضي ( هنري بوان كاريه / العلم والفرد ، التفكير والعلم ، العلم والمنهج ) .
    ومع أن هذه الموضوعات لا تهم الأديب في التأليف الأدبي أو القصصي أو المسرحي إلا أنه أعطت توفيق القدرة على التفكير في الأشياء التي يدرسها والتطور في الفكرة القصيرة وتنميتها قدراً من النمو.. وهنا يبدو فضل الأدباء المتصلين بعلوم ومعارف أوسع من مجرد المهنة الأدبية .. وبمثل هذا بز الجاحظ الأصمعي في الأدب العربي والأمثلة كثيرة .
    قرأ الحكيم كتاب الجاحظ ( المحاسن والأضداد ) مرات وعاش الكتاب معه طفولته وشبابه ، وكان له تأثير معنوي لا لفظي فحسب فهو ممن يتأثرون بالكتب من الناحية الفكرية أكثر من الناحية اللفظية ، تأثر بمنطق الجاحظ وتفكيره .
    تأثر بـ ( شكسبير ) و ( مولير ) و ( وجوته ) و ( ترلنج ) و ( ابسن ) و ( وبراندلن )

    ما قاله النقاد :
    -يقول ( شوقي ضيف ): كان طه حسين قد أشاد بهذا الكاتب الفذ حين أخرج أول آثاره المسرحية : (أهل الكهف ) سنة1933م فقال : إنها حَدَث في تاريخ الأدب العربي وإنها تضاهي أعمال فطاحل أدباء العرب .

    يقول (زكي مبارك ): توفيق الحكيم هو أديب بالفطرة ، ولكن تعوزه أدوات الأديب ، فاطلاعه على الأدب العربي عدم من العدم ، فهو لم يجد في غير كتاب ( عصفور من الشرق ) وإنما أجاد في هذا الكتاب لأنه نسي أنه كاتب مشهور ، وتذكر أنه الإنسان يحس حيال الشرق والغرب ، فأجاد إجادة لم يكن لها بأهل .

    - كتب عدد من نقاد الغرب تعليقاتهم في الصحف الأوربية عام 1937 حين نشرت رواية ( عودة الروح ) باللغة الفرنسية في مقتطفات منها :
    كل شيء يسحرنا في هذه الرواية التي ترسم لنا من جديد عظمة روح شعب

    ( فردبيرلوبلتييه )

    إن رواية الحكيم ، وهو من أكبر كتاب العالم العربي ، لتفيض حياةً وتشتمل على كثير من الأسانيد الحقيقة .
    (مارك دي لا فورج )

    إن قيمة هذه الرواية المصرية ، هي في تلك الصورة التي عبرت عن خلق وعوائد وروح مصر الحاضرة ، وفي ذلك التباين بين ترتخي الفلاح الظاهر ، وقوة روحه العظيمة الكامنة
    ( شارل بوردون )

    محطات :
    -سمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي وكان الحكيم يدرك ذلك جيدا حيث قال في إحدى اللقاءات الصحفية : "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة.

    -كان الحكيم أول مؤلف استلهم في أعماله المسرحية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية .

    - منح أرفع وسام في الدولة وهو ( قلادة الجمهورية ) تقديراً لما أسداه إلى العلم والأدب والفكر .
    - منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب .

    مؤلفاته :
    - أهل الكهف
    - عودة الروح
    - شهرزاد
    - أهل الفن
    - القصر المسحور
    - يوميات نائب الأرياف
    - مسرحيات –المجلد الأول – (ويشمل قصص : سر المنتحرة ، نهر
    الجنون ، رصاصة في القلب ، جنسنا الطيف )
    والمجلد الثاني ( ويشمل القصص : الخروج من الجنة أو الملهمة ، أمام شباك التذاكر ، الزمار ، حياة تحطمت )
    - عصفور من الشرق
    - تحت شمس الفكر
    - عهد الشيطان
    - تاريخ حياة معدة ( أشعب )
    - بركسا أو مشكلة الحكيم
    - راقصة المعبد
    - نشيد الإنشاد
    - حمار الحكيم
    - سلطان الظلام
    - تحت المصباح الأحمر
    - بجماليون
    - من البرج العاجي
    - سليمان الحكيم
    - زهرة المعمر
    - الرباط المقدس
    - رصاصة في القلب
    - شجرة الحكيم
    - الملك أوديب
    - قصص توفيق الحكيم
    - مسرح المجتمع
    - فن الأدب
    - ذكريات الفن والقضاء
    - عصا الحكيم
    - ارني الله
    - دقت الساعة
    - تأملات في السياسة
    - حماري قال لي
    - التعادلية
    - إيزيس
    - المسرح المنوع
    - الصفقة
    - رحلة إلى الغد
    - الأيدي الناعمة
    - لعبة الموت
    - أشواق السلام
    - أدب الحياة
    - السلطان الحائر
    - يا طالع الشجرة
    - الطعام لكل فم
    - رحلة الربيع الخريف
    - سجن العمر
    - شمس النهار
    - مصير صرصار
    - الورطة

    كتب نشرت في لغة أجنبية :
    - شهر زاد
    - عودة الروح
    - يوميات نائب في الأرياف
    - أهل الكهف
    - عصفور من الشرق
    - عدالة وفن قصص
    - بجماليون
    - الملك أوديب
    - سليمان الحكيم
    - نهر الجنون
    - الشيطان في خطر
    - بين يوم وليلة
    - المخرج
    - بيت النمل
    - الزمار
    - براكسا أو مشكلة الحكم
    - السياسة والسلام
    - شمس النهار
    - صلاة الملائكة
    - الطعام لكل فم
    - الأيدى الناعمة
    - شاعر على القمر
    - الورطة ترجم
    - العش الهادئ
    - أريد أن اقتل
    - الساحرة
    - لو عرف الشباب - الكنز
    - دقت الساعة
    - أنشودة الموت
    - رحلة إلى الغد
    - الموت والحب
    - السلطان الحائر
    - ياطالع الشجرة
    - مصير صرصار
    - الشهيد
    - المرأة التى غلبت الشيطان
    وفاته : 29 من ذي الحجة 1407هـ = 27 من يوليو 1987م


  7. #17
    vip السبلة الصورة الرمزية جُمانه
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    الدولة
    قَصُرنَآ ☺♥
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    47,779
    Mentioned
    3 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مقالات المدونة
    1
    آسم آلكآتب /
    توفيقْ آلحَكيمْ
    ،
    عنوآن آلمَقآل /
    روآية آلرآبط آلمُقدسسْ
    ،
    آلمقآل كآملآ
    /
    صديقتي ..
    أجلس هذا المساء في شرفتي لأن البدر الليلة من التمام وفي السماء
    بعض غمام يوهمنا في سيرة أن القمر هو الذي يسير ..
    ما لهذا القرص من النور يركض هكذا في الفضاء ! ترينه على موعد مع حبيب !
    إن القاهرة الساعة هادئة نائمة ، أشرف عليها من مكتبي القصي ، بيوتها متساندة ..
    متعانقة في حضن " المقطم " كأنها فراخ طير في وكر أمها ، بعض قد أغلق عينيه أو نوافذه
    واستسلم للنعاس والبعض ساهر قد فتحتها تلمع مضيئة في ظلام الليل ..
    ترى وماذا أنت الساعة تصنعين .؟
    صديقتي .. لا أنتهي من تعنيف نفسي على مسلكي معك ..
    كيف عميت ..؟ فلم أرى في مجرد مجيئك مغزى رائعاً !
    إن الرغبة في الدنو من رجل يعيش مع الكتب هي في ذاتها فكرة جديرة بامرأة رقيقة ..
    ليس من السهل دائماً على كل امرأة أن تأنس إلى رجل يعيش كما أعيش ..
    ومن عجب أنه لم يبد عليك لحظة واحدة أنك ضقت ذرعاً بي ..
    بل أنا الذي كان خالياً من الرزانة والتؤدة ..
    بعجل يقطع تلك الصلة الجميلة التي لم يكن بها خليقاً ...
    وها أنا ذا قد حرمت نفسي - كما ترين – ذلك الحسن الوحيد
    الذي كان له الشجاعة أن ينفذ إلى حجرتي المغبرة بتراب المجلدات ..
    ها أنا ذا .. قد أغلقت بنفسي نافذة حياتي عن شعاعك ..
    فلو دريت أي خلال أحيا فيه الآن .. !
    تصوري القمر .. قد انفصل عن الأرض فجأة في يوم من الأيام
    وسبح في الفضاء حتى وجد كوكب آخر جذبه إليه وتركنا إلى الأبد بدون نوره ؟..
    كيف تكون الحياة على سطح أرضنا .. ؟
    إن استطعنا أن نحيا بعد ذلك ، ثقي أنها ستكون حياة بلا جمال ولا حتى شعر ..
    وما قيمتها إذن مثل هذه الحياة !
    أدركت الآن ... ما ذا خسرت بفقدك ..
    ،

  8. #18
    إدارة السبلة العُمانية
    كاتبة خواطر والخبيرة الإدارية بالسبلة الإسلامية
    الصورة الرمزية تباشيرالأمل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    63,012
    Mentioned
    161 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    السلام عليكم
    الكاتب..الروائي المصري.توفيق الحكيم
    عنوان النص.. الرباط المقدس


    صديقتي ..
    أجلس هذا المساء في شرفتي لأن البدر الليلة من التمام وفي السماء
    بعض غمام يوهمنا في سيرة أن القمر هو الذي يسير ..
    ما لهذا القرص من النور يركض هكذا في الفضاء ! ترينه على موعد مع حبيب !
    إن القاهرة الساعة هادئة نائمة ، أشرف عليها من مكتبي القصي ، بيوتها متساندة ..
    متعانقة في حضن " المقطم " كأنها فراخ طير في وكر أمها ، بعض قد أغلق عينيه أو نوافذه
    واستسلم للنعاس والبعض ساهر قد فتحتها تلمع مضيئة في ظلام الليل ..
    ترى وماذا أنت الساعة تصنعين .؟
    صديقتي .. لا أنتهي من تعنيف نفسي على مسلكي معك ..
    كيف عميت ..؟ فلم أرى في مجرد مجيئك مغزى رائعاً !
    إن الرغبة في الدنو من رجل يعيش مع الكتب هي في ذاتها فكرة جديرة بامرأة رقيقة ..
    ليس من السهل دائماً على كل امرأة أن تأنس إلى رجل يعيش كما أعيش ..
    ومن عجب أنه لم يبد عليك لحظة واحدة أنك ضقت ذرعاً بي ..
    بل أنا الذي كان خالياً من الرزانة والتؤدة ..
    بعجل يقطع تلك الصلة الجميلة التي لم يكن بها خليقاً ...
    وها أنا ذا قد حرمت نفسي - كما ترين – ذلك الحسن الوحيد
    الذي كان له الشجاعة أن ينفذ إلى حجرتي المغبرة بتراب المجلدات ..
    ها أنا ذا .. قد أغلقت بنفسي نافذة حياتي عن شعاعك ..
    فلو دريت أي خلال أحيا فيه الآن .. !
    تصوري القمر .. قد انفصل عن الأرض فجأة في يوم من الأيام
    وسبح في الفضاء حتى وجد كوكب آخر جذبه إليه وتركنا إلى الأبد بدون نوره ؟..
    كيف تكون الحياة على سطح أرضنا .. ؟
    إن استطعنا أن نحيا بعد ذلك ، ثقي أنها ستكون حياة بلا جمال ولا حتى شعر ..
    وما قيمتها إذن مثل هذه الحياة !
    أدركت الآن ... ما ذا خسرت بفقدك ..

    .
    يارب ..
    واجعلنا من الذين يُبقون أثرًا طيباً في قلوب الناس بعد الرحيل 🌿🕊



  9. #19
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    ليلٌ بهيم، وسماءٌ غضبَى، وأرضٌ في وجوم.
    وفي الرأس سباقُ أفكار لا تنام،
    وفي القلب حفيفُ أشواق وارفة، نديَّة،
    وفي العين رسومُ أشباح تتساوم على بني الإنسان وتتصافق،
    وفي الأذن جلبةٌ من صلوات وعربدات، وزفرات وقهقهات، وأنين شيوخ، وانتحاب أطفال، ودمدمة براكين، وهدير بحور كثيرة.
    وعلى الشفاه دبيبُ حروف ومقاطع وكلمات تنتظم وتنتثر تسابيحَ خافتةً حَيِيَّة لاسمك القدوس، يا مَن تعالى عن الأسماء والتسبيح.

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  10. #20
    إدارة السبلـة العُمانية
    رئيسة طاقم الإداريين والمراقبين والخبراء
    الصورة الرمزية نـــــــقــــــــاء
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    عمان العز
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    78,901
    Mentioned
    120 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    مناجاة
    ل ميخائيل نعيمة

    ليلٌ بهيم، وسماء غضبى، وأرض في وجوم, وفي الرأس سباقُ أفكار لا تنام، وفي القلب حفيفُ أشواق وارفة ندية، وفي العين رسوم أشباح تتساوم على بني الإنسان وتتصافق، وفي الأذن جلبة من صلوات وعربدات وزفرات وقهقهات، وأنين شيوخ وانتحاب أطفال، ودمدمة براكين وهدير بحور كثيرة
    وعلى الشفاه دبيب حروف ومقاطع وكلمات تنتظم وتنتثر تسابيح خافتة حيية لاسمك القدوس يا من تعالى عن الأسماء والتسبيح
    متى يتهلهل ليلٌ كثيف نشرَته فوق أرض حسيرة عشواء، فيرفع إليك كلُّ ابن أنثى قلبه الملفوح ويهتف عالياً :
    " أهّلني، يا مالك النهار والليل، أن أعرف أخي وأكون له حارساً نشيطًاً، يقظاً، أميناً ومحباً، كيما يكفَّ دمه في أذني عن الصراخ، ودمي عن الغليان والفوران "
    مـ . ن ... // مناجاة //
    اللهم حنانا من لدنك يؤنس ارواحنا

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م