الولايات المتحدة
المناخ
يتباين منــاخ الولايــات المتحــدة من مكـان لآخر تبــاينًا كبيرًا؛ فالمــدى السـنوي للحرارة يتـراوح بين 13°م في بارو بألاسكا و 25,7°م في وادي الموت بولاية كاليفـورنيا. وقـد سجلت أعلى درجــة حــرارة تسجل على الإطلاق في وادي المـوت بتـاريخ العـاشر من يونيـو عــام 1913م؛ حيث بلغت في ذلـك اليــوم 57°م، كما سجلت أقــل درجة حـرارة وهي -62°م قـرب مدينـة بـارو بألاسكا بتاريخ 23 يوليو 1971م.
معدل درجات الحرارة خلال شهر يناير. يكون الشتاء في الأقسام الجنوبية والغربية البعيدة من الولايات المتحدة أكثر اعتدالاً من الأجزاء الأخرى من البلاد. وتوضح الخريطة كيف أن معدل الحرارة في شهر يناير يتناقص كلما اتجهنا من الجنوب إلى الشمال.
يتراوح المعدل السنوي لتساقط الأمطار بين أقل من 5سم في وادي الموت و 1,170سم في جبل واياليلي بألاسكا. إلا أنه يمكن القول، بوجه عام، إن معظم مناطق الولايات المتحدة تمتاز بتقلبات فصلية واضحة، وأمطار معتدلة.
معدل درجات الحرارة خلال شهر يوليو. يتراوح معدل درجات الحرارة خلال شهر يوليو في معظم أنحاء الولايات المتحدة بين 24 و32 درجة مئوية أو بين 16 و24 درجة مئوية. وتكون الحرارة أقل من ذلك في معظم منطقة ألسكا وفي الجبال، وأعلى من ذلك في الصحراء الجنوبية الغربية.
تمتاز مناطق الوسط الغربي وولايات وسط المحيط الأطلسي ومنطقة نيو إنجلاند بصيف دافئ وشتاء بارد مثلج. وتمتاز المناطق المطلة على المحيط الهادئ والمناطق الأخرى الواقعة على مسطحات مائية كبيرة باعتدال درجة حرارتها طوال العام.
بروسبكت كريك في ألاسكا سجل فيها أدنى درجة حرارة في الولايات المتحدة وهي ـ62°م. وفي مدينة بارو القريبة منها سجل أدنى معدل سنوي لدرجة الحرارة وهي ـ13°م.
وتــؤثر الجبـال على منــاخ الولايــات المتحدة؛ فالجبال الواقعـة في الغـرب أكثر بـرودة وأغـزر أمطـارًا من الهضاب والسهـول المجـاورة لها. وتحتوي بعض جهات غربي وجنوب غربي الولايات المتحدة على مناطق صحراوية جافة.
معدل سقوط الأمطار السنوي. تبين الخريطة أن معدل سقوط الأمطار السنوي في الولايات المتحدة يزداد بصورة عامة كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق. غير أن بعض المناطق على امتداد الساحل الغربي وفي ألاسكا وهاواي تنزل عليها كميات أكبر من الأمطار.
وقد ساعد اعتدال مناخ الولايات المتحدة على انتشار الاستيطان البشري في مختلف المناطق. وعلى تنوع المنتجات الزراعية.
أصل السكان
يعد سكان الولايات المتحدة من أكثر سكان العالم تنوعًا من حيث أصولهم؛ إذ ينحدر أجدادهم من مختلف أقطار العالم. أما السكان الأصليون الذين كانوا يعيشون فيما يعرف الآن بالولايات المتحدة فهم الهنود الحمر والإسكيمو والهاواييون.
ترجع أصول معظم الأمريكيين البيض إلى أوروبا. وقد بدأت الهجرة الأوروبية إلى ما يعرف الآن بالولايات المتحدة في القرن السادس عشر الميلادي، بوصول جماعة من المهاجرين الأسبان. ازدادت الهجرة الأوروبية خلال القرن السابع عشر الميلادي زيادة كبيرة. وكان معظم المهاجرين يتكونون، في البداية، من الإنجليز. ولكن، سرعان ما اجتذبت أمريكا مهاجرين جددًا من دول أخرى من غربي وشمالي أوروبا مثل فرنسا وألمانيا وأيرلندا وغيرها. ولم تبدأ موجات المهاجرين من دول جنوبي وشرقي أوروبا بالتوجه إلى أمريكا، إلا في القرن التاسع عشر الميلادي؛ حيث قدمت هجرات متتالية من النمسا والمجر واليونان وإيطاليا وبولندا وروسيا.
ينحدر معظم الأمريكيين ذوي الأصل الأسباني من أمريكا اللاتينية، وترجع أصول معظم الأمريكيين السود إلى إفريقيا؛ حيث جلب أجدادهم إلى أمريكا رقيقًا خلال القرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادية للعمل في المزارع.
واجتذبت أمريكا خلال القرن التاسع عشر الميلادي عددًا من المهاجرين الآسيويين، خاصة من الصين والهند والهند الصينية واليابان والفلبين.
اللغات
ليس للولايات المتحدة لغة رسمية على المستوى الاتحادي، ومع ذلك فإن اللغة الإنجليزية هي فعلياً بمثابة اللغة الوطنية. ففي عام 2003 كان نحو 215 مليوناً شخص (أي 82% من السكان عند سن الخامسة فما فوق) يتكلمون الإنجليزية فقط في بيوتهم كما أن الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشاراً في المعاملات اليومية. وتعتبر معرفة اللغة الإنجليزية أحد الشروط التي تطلب من المهاجرين الراغبين في الحصول على الجنسية الأمريكية.
اللغة الإسبانية هي ثاني اللغات انتشاراً في الولايات المتحدة. وينتشر تعليمها كلغة ثانية في البلاد لدى كثير من المدارس. ويتركز الناطقون باللغة الإسبانية على وجه الخصوص في الولايات الجنوبية حيث يوجد الكثير من الهسبان فضلاً عن إلينوي ونيويورك ونيو جيرسي، وفي بعض تلك الولايات قد تجد أحياء كاملة تستخدم فيها أساساً اللغة الإسبانية. ويقدر أن 30 مليون شخص (12 % من السكان) يتكلمون الإسبانية كلغتهم الأولى أو الثانية، وهو ما يجعل الولايات المتحدة خامس دول العالم من حيث عدد الناطقين فيها بالإسبانية (بعد المكسيك وإسبانيا وكولومبيا والأرجنتين على الترتيب).
ويطالب بعض الأمريكيين باعتماد اللغة الإنجليزية كلغة رسمية للبلاد، وهو قانون أقرته 25 ولاية. في حين منحت ثلاث ولايات منزلة لغة إدارية للغات أخرى غير الإنجليزية حيث أقر دستور ولاية هاواي اعتماد لغة هاواي كلغة رسمية، كما اعتمدت اللغة الفرنسية في لويزيانا واللغة الإسبانية في نيومكسيكو كلغات معززة تصونها العديد من القوانين التشريعية (وذلك دون اعتمادها كلغات رسمية).
اللغة الثالثة في البلاد من حيث انتشارها هي اللغة الصينية، ويشيع استخدامها بين المواطنين من أصل صيني وبين المهاجرين الصينيين، ويتركز الناطقون بها في كاليفورنيا، ويقدر عدد الناطقين بها 2 مليون شخص، وتعتبر الماندرين أكثر أشكال اللغة الصينية شيوعاً في الولايات المتحدة.
اللغة الرابعة انتشاراً هي اللغة الفرنسية وتنتشر في أوساط المنحدرين من أصول فرنسية أو كندية-فرنسية.
وفي المرتبة الخامسة تحل اللغة الألمانية، خاصةً وأن السكان من السلالة الألمانية يشكلون أكبر المجموعات العرقية في الولايات المتحدة.
ومن اللغات الأخرى الشائعة هي اللغة الإيطالية واللغة اليونانية واللغة البولندية، ولكن أعداد الناطقين بتلك اللغات في تناقص مستمر مع موت المهاجرين الناطقين بتلك اللغات وتبني أبنائهم للغة الإنجليزية فقط. كما يوجد في أمريكا الكثير من الناطقين بلغات جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وباللغة الفيتنامية ولغة تاجالوج (الفلبينية) والكورية والفارسية والتايلندية واللغة العربية والبرتغالية واليابانية.
وبشكل عام يقدر وجود 337 لغة يتحدث أو يشار بها في أمريكا، من بينها 176 لغة أهلية محلية. وقد انقرضت 52 لغة كانت موجودة سابقاً في البلاد.
الدين
تصل نسبة الأمريكيين الذين ينتمون إلى جماعات دينية منظمة إلى 60%. حيث تصل نسبة البروتستانت إلى 52% والكاثوليك إلى 38%. وتبلغ نسبة اليهود في أمريكا نحو 4% والمورمون 3% والأرثوذكس الشرقيين 3%. أما المسلمون فنسبتهم قليلة.
وقد حرص دستور الولايات المتحدة الذي صدر عام 1791م، على صيانة الحرية الدينية لجميع المواطنين الأمريكيين، وعدم تفضيل مذهب ديني على آخر. إلا أن العادات والتقاليد النصرانية هي السائدة لأن معظم الأمريكيين نصارى.
الطعام
يأكل الأمريكيون أنواعًا متعددة من الأطعمة. إلا أن وجبة العشاء تتكون في الغالب من اللحم والبطاطس بالإضافة إلى سلطة الخس أو الخضراوات، وبعض قطع الخبز أحيانًا. وأفضل أنواع اللحم هي شرائح لحم البقر المشوية والدجاج والسمك. وتعد البيتزا والمكرونة (سباغيتي) من الوجبات الرئيسية أيضًا.
أما وجبة الغداء فهي في الغالب وجبة خفيفة من شطائر الهامبورجر أو السجق أو شطائر من اللحم أو الجبن أو زبدة الفستق أو السمك وغيره.
يتناول بعض الأمريكيين فطورًا من البيض والفطائر المحلاة، بينما يكتفي بعضهم بفطور خفيف من الخبز المحمص أو كأس من الحليب والفواكه.
وأهم أنـواع الحلويات الكعك والبسكويت والفطائر والآيس كريم. وأكثر أنواع المشروبات شيوعًا في أمريكا الكولا. كما يشرب الأمريكيون بعض المشروبات الأخرى مثل القهوة وعصير الفواكه والشاي وغيرها.
تنتشر في أمريكا مطاعم الخدمة السريعة التي تقدم الهامبورجر والدجاج المقلي وغيره. وتكثر أيضًا المطاعم التي تقدم وجبات أجنبية مكسيكية وصينية وإيطالية وغيرها.
تمتاز بعض المناطق الأمريكية مثل هاواي ولويزيانا بأنواع محدّدة من الأطعمة الخاصة بها.
الفنون
نقل المهاجرون الأوروبيون الأوائل الفن الأوروبي إلى أمريكا منذ أوائل القرن السابع عشر الميلادي، ولم تمض إلا فترة يسيرة حتى بدأ أولئك المهاجرون يبنون بيوتًا جميلة، كما قام الحرفيون بإنتاج نماذج جميلة من الأثاث والنحت والتصوير التشكيلي والدهان وغيره.
وقد ظهرت أول الأعمال الأدبية المهمة في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، كأعمال واشنطن إيرفنج وجيمس فينيمور كوبر. وقد بدأ المعماريون الأمريكيون في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، بتصميم أولى ناطحات السحاب في العالم. مما أحدث ثورة عالمية في مجال التصميم المعماري. وقد تطور في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين أكثر الفنون الأمريكية أصالة، وهما موسيقى الجاز والكوميديا الموسيقية. وقد حققت أمريكا في أوائل القرن العشرين السبق على المستوى العالمي في السينما والرقص الحديث.
يحظى الكتاب والفنانون والموسيقيون والرسامون والنحاتون والمعماريون الأمريكيون، اليوم، بشهرة عالمية كبيرة. وقد برهن كثيرون منهم على مقدرة كبيرة على ابتكار أساليب ومناهج جديدة