https://mrkzgulfup.com/do.php?img=86367

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 2 من 13 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 122

الموضوع: النتاج الفكر ي للكاتب والشاعر/ سعيد مصبح الغافري في الشعر والخواطر والقصص

  1. #11
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ســورةٌ فُـصـحىَ بخَـطِّ اليـاســمـيـن 09-05-2018

    ســورةٌ فُـصـحىَ بخَـطِّ اليـاســمـيـن

    ــ ما ستقرأونه هنا حقيقي . نقلته من أوراق مذكراتي الشخصية الخاصة .


    السبت 18/ 04 / 2018 م من بعد منتصف الليل ؛ عاشت فاطمة أفظع وأصعب ليلة بحياتها . في تلك الليلة التي غطست فيها روحها في بحر التوجس والترقب والقلق والهواجس ؛ لم تشأ فاطمة كعادتها التي لا أحبها أن تتصل بي أو تتواصل معي في هذا الوقت المتأخر جدا من الليل ؛ فقد خمَّنتْ ( وهذا عيب من عيوبها وقت الضرورة والاحتياج ) أنني بهذا الوقت ربما أكون في سابع نومة ، فلا يظهر لديها في هاتفها أنني بحالة " متصل " .
    في تلك الليلة الرهيبة الليلاء التي عاشتها حارات دمشق ، شيئا ما إخترق أجواء العاصمة ، وتحديدا فوق المنطقة التي تسكن فيها صديقتي فاطمة . الصوت المرعب الأشد من صوت الصاعقة مَـرَّ فصَـمَّ الآذان وجعل من العمارة التي تسكن فيها بالطابق الخامس تهتز بكاملها . زاغت عينا فاطمة وفاض قلبها بكل الذعر الممكن تصوره .
    بتلك اللحظة التي عبر فيها صاروخ الضربة الأمريكية الأعمى وتلته على الإثر طائرة حربية مرقت بأسرع من لمحة برق فوق العمارة مباشرة ولها أزيز مخيف يجعل من القلب ينخلع من مكانه ؛ بتلك الثانية من الزمن الخاطف شيئان مِن كل ما كان حول فاطمة وفيها لمعا في ذهنها وفي مشاعر روحها المهتلعة : الجيش والعاصمة .
    شعرت أن القيامة قامت ولم تفكر في شيء . لا في روحها ولا في أختها سُهَىَ التي كانت تغط بكل إرهاقها في نوم عميق بعد نهار مرهق بالعمل . ولا في الشقة ولا في المتعلقات والأشياء التي فيها وتخصهما ولا في أي أحد أو شيء . كان كل تفكيرها محصور في شيئين لا ثالث لهما : الجيش ودمشق .



    والتوى بطنها بشعور بغيض جعل من أمعائها تتقلص وأنفاسها تختنق .. كانت الأسئلة تتعاور وتتقافز مثل العفاريت في ردهات ذهنها وأحاسيسها : هل سيقضى على الجيش ، أول وآخر من يحمينا بعد الله بهذا الوطن المنكوب ؟! هل ستزول دمشق من الوجود في غمضة عين وتنتهي عاصمة الياسمين بكل حاراتها وأسواقها وشوارعها وقبابها وأقواسها ومساجدها وكنائسها وعرائش ياسمينها ومقاهيها وناسها وقصص عشقها وأكثر من خمسة آلاف سنة ضاربة في عمق التاريخ والحضارة ؟! هل سينتهي هذا الرفد المتواصل لأنهار العطاء في كل مناحي الحياة ؟! هل ستصحو فاطمة فاتحة عينيها أمام الصدمة الأكبر والمأساة الأوجع التي لا يتحملها إنسان لتجد نفسها أمام مدينة من رماد وأرض يباب يعمها الدمار الشامل والحرائق والدخان والصراخ الهستيري والهلع والجنون والفوضى وصور جثث القتلى ومن بقي على رمق من حياة من مشردين ومعطوبين ووجوه ملفوحة بالدماء والغبار والخوف والحيرة واليأس والدموع والإنهيار التام ؟! هل لن تتكحل عيناها الواسعتان العميقتان الجميلتان بسوق مدحت باشا . الحميدية . البزورية ، وحارات باب توما . الجامع الأموي . مئذنة الشحم . القلعة . المتحف الحربي . باب المعظم . ونهر بردى بمائه ومطاعمه ومقاعده وأشجاره وأزهاره وأجوائه الشاعرية التي يا طالما ألهمت خيال كل شاعر وكاتب وفنان . والمكتبات ودور النشر العظيمة التي منها يُـصَدَّر إلى العالم كل جديد في الفكر والعلم والشعر والأدب وكل صور الثقافة ــ هل سينتهي كل هذا ؟! هل سيتوقف نهر هذا العطاء الإنساني ويموت كل شيء ؟! هل ... هل ... هل ... ؟! صارت ( هل ) هذه أسواطا متلاحقة تلهب جلد شعورها بلا رحمة .
    والجيش . الدرع الحامي للوطن .. المناضل ، الذي ضحى وما يزال بدماء خيرة شبابه ورجاله في ساحات المعارك والفداء . هل سينتهي بضربة واحدة غادرة قذرة تتحالف فيها قوى الشر والغدر والخيانة والتآمر ؟!
    العمارة تهتز ، وهي مذعورة ، وكل جسدها يتقاسم مع العمارة ومن فيها هذه الرجفة ، وكما لو أن هناك مائة آلة وحشية تحيطهم خضا ورجا . تنبهت إلى وجود أختها سُهَىَ قريبا منها . إقتربت مذعورة منها وأخذت تربت بقوة على زندها وهي توقظها صارخة :
    ـــ سُهَىَ .. سُهَىَ .. إصحي .. بلشو يضربوا فينا !!
    صَحَت سُهَىَ مرعوبة على حين فجأة وهي زائغة العينين . قفزت من سريرها مترنحة كالمتسرنم ، تحاول أن تتوازن وتستجمع ذهنها بعد ذلك الإيقاظ القسري المفاجىء الذي داهمها وطيَّر النوم من عينيها . بدت كالمجنونة . لكنها في لحظة من لحظات تدخَّـل العقل ركضت وهي تصرخ :
    ــ ويلي .. يا رب .. مالنا غيرك ..
    توقعت شرا قادما . وبكل رباطة جأشها وعقلها الذي إنتبه فيه ذكاءها الحاد إنطلقت كالسهم جهة المطبخ . أغلقت بإحكام إسطوانة الغاز . أطفأت الإنارة وكل نقاط الكهرباء . أطفأت مجمع الكهرباء ، فغرقت الشقة في بحر من الظلام الدامس . فاطمة متجمدة في وقفتها . ركضت إليها سُهَىَ . إحتضنتها . بدتا في ذلك الحضن الذي تلاصقتا فيه كأنهما جسد واحد . روح واحدة . قلب واحد . ومصير متحد واحد ينتظر باستسلام قدره وهو مرفوع اليدين أمام الله . وفجأة سمعتا دوي إنفجار مفزع جهة موقع حيوي حساس ، قريب من العمارة التي تسكنان فيها . أحست فاطمة بشيء يشبه الرجة تحت قدميها . العمارة عاودت إرتعاشها . الشقة مظلمة تماما ، لكنها تحاول عبر النافذة أن تمتص بعض الإضاءة الخافتة الآتية من إنارات أعمدة الشوارع لتطرد من المكان شيئا من الرهبة التي توشحت فجأة زواياه وجدرانه ومن يسكن فيه .
    بعد وقت إستعادت فاطمة وعيها وبدأت تجمع شتات ذهنها الذي تشظى وتبعثر في مساحة هول الصدمة العنيفة التي لم تترك مكانا في بدنها ومشاعرها إلا واخترقته بكل قسوة . يدها المرتعشة تحاول أن تمدها إلى الهاتف ..
    ـــ وقتها .. كنت أنت قد خطرت فورا في بالي ..
    تواصل حديثها معي وسرد ما حدث في تلك الليلة ..
    ــ حسيت حالي راح أموت ، فقلت أودعك .
    آه يا فاطمة . آه لو علمت وأنت تقولين لي هذا الكلام أي وقع أحدثته هذه الكلمة الأخيرة في نفسي وأي دوي دوت به وهي تهوي نحو أعماق أعماق قلبي وترتطم بقاعه السحيق ولها أنين موجع .
    بعد محادثتنا وفي الصمت المتواري عن العالم إنزويت لوحدي .. وبكيت بكل حرقة .. تأسفت صدقا أنني لم أكن بتلك الليلة اللعينة بجوارك . لعنت نفسي . صفعتها بأكف اللوم . إحتقرت رجولتي التي شعرت وأنا في ذروة تقريعي لذاتي أنها لا أكثر من شكل فضفاض .. في وقت كانت أعز وأقرب إنسانة إلى حياتي وأجمل من عرفت تقصف مدينتها بالصواريخ وأنا في هناءة نومي .. نالت فاطمة نصيبها هي الأخرى من هذا اللوم .. عتبت عليها أشد العتب أنها لم تتصل بي بوقت وقوع الهجوم .. ألم نتعود أن نكون وقت الإحتياج أقرب لبعضنا بعضا ؟! ألم تكن ( وينك ؟! ) هي الجسر الأقوى الأكثر ما يربط ما بيننا وقت صراخ القلب واحتياج الروح المتعبة والمثقلة بالهموم ؟! صحيح وأكيد أنني لن أفعل لها شيئا على الأرض وأنا عنها بمسافة آلاف الأميال لكني على الأقل سأشعرها كما اعتادت مني أنني قربها وبجانبها عبر روحينا وطباعنا المتشابهة التي نعرف كيف نخلق بها فرحنا وبهجة الوقت الذي نحياه .. ـــ لم أشأ أن أوقظك من نومك وأزعجك برعبي وخوفي .. قالت مبررة فصرخت :
    ـــ يغور نومي .. تغور راحتي .. يغور كل شيء من أجلك يا فاطمة .
    في الصباح ، إستيقظ الياسمين فتجلى في بياضه الناعم خد دمشق وحسناوات دمشق وروح دمشق الضواعة بالطيبة والجمال والنقاء ، خرجت دمشق عن بكرة أبيها وملأت الساحات والميادين بالفرح والزغاريد والدبكات .. بينما كانت فاطمة ما تزال تواصل حديثها معي ومن قلب الحدث رغم أنها لم تفق بعد وبشكل نهائي من كل صدمة البارحة والرعب الذي صاحبها ورغم أنها كانت في غاية التعب والصداع ، إذ لم تنم أبدا طوال تلك الليلة .. وكنت أبذل جهدي كي أخرجها من هذه الحالة التي تلبستها ومن رعب الليلة الفائتة التي عاشتها بكل تصوراتها وأخيلتها المفزعة .
    سألتها عن أختها سُهَىَ وطمأنتني أنها بخير . كل يوم تكبر هذه السُهَىَ في عيني ويعظم قدرها في نفسي .. سُهَىَ .. هذه الشابة الجميلة الرقيقة التي وقت الجد تكون عن سبعة رجال .
    لا أنسى ما عشت يوم أصرت إلا أن تسافر بفاطمة إلى بيروت لتخرجها بأي شكل مما كانت فيه من تعب ولتغير لها جوها الذي كان يضغط على أعصابها بكآبته وذاك المزاج المتعكر الذي ما فتأ يلف حياتها ويزيدها كآبة وعزلة وغيابا عن العالم الذي حولها ( هذه الطبيعة هي أكثر ما يجمع بيننا نحن الإثنين من صفات إلى حد التطابق الذي يجعلنا منذهلين من هذا التواطؤ القدري العجيب الذي تلتقي فيه ومعه أبرز ملامحنا الداخلية ) .
    لم توافق الجهة الرسمية على منح فاطمة إجازة و " تملعنت " في ردها على الطلب . هنا ما كان من سُهَىَ إلا أن جاءت بالإجازة عنوة من مكتب الوزير الذي أصرت على مقابلته شخصيا تحت حجة ظرف عائلي طارىء . في ذاك اليوم الذي خرجت فيه سُهَىَ من الوزارة بطلة منتصرة . كم وددت لو كانت قربي لأطبع جبهتها الغالية بألف قبلة شكر وألف ثناء على هذا الصنيع الذي صنعته لشقيقتها .
    في بيروت .. في الروشة . شارع الحمراء .. وأماكن أخرى كثيرة جميلة وتفتح النفس خلعت فاطمة عن قلبها وحياتها كل أثواب المتاعب والهموم وضغوط الحياة المتراكمة . كانت سعيدة بهذا التجدد الذي حدث في أيامها وغيَّر بزاوية كبيرة وإلى الأحسن الكثير من نفسيتها . كانت سعادتها هذه تنعكس بشكل مباشر وملحوظ على حياتي وعلى مزاجي وعلى أجواء خربشاتي الكتابية ، فأكون بسبب أنها كذلك أسعد إنسان بالدنيا ومقبلا على الحياة بروح مشرقة يكون لي فيها من إسمي نصيب وافر ، حياة بهيجة يلاحظها الناس دون أن يعرفوا السر أو السبب الحقيقي وراء كل هذا التبدل . سُهَىَ ودون أن تدري هي من يقف خلف كل هذا التغير الإيجابي الذي يطرأ علينا نحن الإثنين .
    نمت سعيداً أن فاطمة بخير وأختها بخير ودمشق وكل أهل دمشق بخير . كنت قبل أن أغمض عيناي قد ارسلت إليها مقطعا شعريا كان قد لمع بسماء عاطفتي وأبيت إلا أن أمسك برقه وأصوغه لها كما لمع وكما انسكب بوقته وساعته بكل حبره الضوئي المباغت . إنبهرت وهي تقرأه ثم استأذنتني أن توزعه وترسله إلى من تعرف من الأصدقاء والصديقات في دمشق وخارجها . تساألت مستنكرا بدهشة :
    ـــ لماذا تستأذنين ؟! " الحب لا يطلب تأشيرة دخول " من عشاقه .
    كان ذلك المقطع الشعري البسيط جدا جدا قد طار إلى دمشق ورفرف في سمائها وهو يزقزق حبا وحنينا :
    وَجْـهٌ دِمَـشـقيٌّ
    يُـرتـلُ سُــورةً فُـصـحىَ تُـسـمىَ اليـاسـمـيـن
    وَجْـهٌ يُحـادِثُـني
    ويَـغـمُـرُني سُـؤالاً ظـامِـئـاً :
    مَـتىَ نـلـتـقي ؟!
    وأغـيـبُ كُـلي
    في مَـهَـبِّ السُّــؤْلِ والعَـطَـشِ المُـبـيـن !!
    بقلمي ونزف مشاعري / سعيد مصبح الغافري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



    •   Alt 

       

  2. #12
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    قـلـبـي لـيس لـك !!08-11-2018

    قـلـبـي لـيس لـك !!



    سيارتها الفورد ذات الرقم الثلاثي المميز على اللوحة الصفراء برهانا يتحدى الآن اللا ممكن ويقف على أرض اللا متوقع .. بين بلدتها البعيدة ( وتكره أن تلفظها نائية ) ومدينة حبيبها مسافة 250 كم ، قطعتها لوحدها دون مرافق إلا ثقتها بنفسها ..
    ¥ تبا !! الناس وصلوا القمر وقطعوا إليه ملايين الأميال وأنا أتباهى بمسافة حقيرة على الأرض !! ومع ذلك ، كأني أسمع أحدهم صارخا بسخرية من خلف لحيته المنهدلة على صدره : لا أكثر من فلتان . طيش . ردة نسوان . عورة !!
    لا بأس .. اعتدنا القصف والرد بما هو أعنف !!
    تتوقف عند أول مدخل للعاصمة .. تنزل .. تنادي سائق تاكسي صادفته جالسا على المقعد الأمامي قبالة المقود مباشرة يدخن سيجارته بذهن شارد .. الباب مفتوح ووجهه جهة الشرق يطالع السيارات الصاعدة فوق الجسر القريب من الدوار وغيوم دخانه متوزعا بين جوف السيارة والفضاء المفتوح وفمه :
    # لو سمحت أخي . ممكن خدمة ؟!
    كاد يشرق بدخانه وهو يسمع هذا الصوت العذب يأتيه من أجمل فتاة واقفة بسيارتها خلف سيارته بمسافة متر واحد . ماكاد يلتفت للوراء ويراها حتى انتابه ما يشبه الصعق .. وفورا ضحى بما تبقى من نصف سيجارته الماتزال في نصف طريق اشتعالها ورماها من بين أصابعه ونزل وهو يفرك الطرف المشتعل من السيجارة المرمية على الرصيف بنعاله المغبرة . وبحركة سريعة وعيناه زائغتان ، ترجل نازلا من سيارته ، وركض صوبها ، وفي أعماقه المتهللة يقول :
    @ لا تهم السيجارة أمام هذا الخير الذي نزل علي !!
    وكل ما على ملامحه من حماس يشي باستعداده لأي شيء تأمره به هذه الحسناء وفورا وبلا تردد ، ولو بإلقاء روحه تحت أي شاحنة مارقة تفرمه بعجلاتها العشرين الضخمة ويلقى حتفه بطريقة ( من مات فداء للمحبوب ) ..
    @ مريني .. من عيوني ..
    عيناه فيها مرتعشتا النظرة ومتوثبتان.. وخط من عرق أبيض ينزل بهدوء أسفل فوده الأشيب الستيني العمر .. لكنه يوشك أن يغرق في بحر عرق أكبر وهو يراها أمامه ..
    ¥ لن يتغير هذا المجتمع أبدا . ما يزال دماغه بين فخذيه !!
    في عقلها قالت ، وابتسمت للكلمة الأخيرة ( بين فخذيه ) والتي جاءتها عفوا . أرادت أن تلعب بأعصابه . أن تلسعه بقليل من النار ، فردت بابتسامة مشرقة ومزلزلة :
    # تسلم لي عيونك ..
    وفي أعماقها انجزرت موجة من صوت ساخر يهزأ :
    ¥ دع عيناك المتآكلة الحواف لك أيها المتصابي ..
    ثم قالت مستأنفة مطلبها بصوت جاد :
    # صَـوِّرْني من فضلك على حالتين ؛ بنظارة وبدون نظارة .
    ورد متحمسا بنبرة لزجة :
    @ حاضرين للطيبين ..
    وقتها ، كانت النظارة الشمسية الجميلة ما تزال على عينيها ، لم ترفعها عنهما ، وكأنها تتمهل شكل الحالة التي تريد أن تقتله بها ..
    وبدلا من أن تناوله هاتفها النقال ليصَـوِّرها على الوضعية التي تريدها ، إذ بها تسأله سؤالا غريبا ، انزاح بعيدا جدا عن الموضوع :
    # عفوا . هل هذه السيارة لك ؟! رأيتك تنزل منها !!
    وأجاب وقد لمعت عيناه :
    @ نعم . هي لي . سيارتي . هل من خدمة أقدمها لك ؟! أنا فاضي للآخر ..
    ( فاضي للآخر ) !!
    وأحست أنه يضغط بأسنانه على هاتين الكلمتين الأخيرتين الوقحتين حد العفونة .. كأنه يغريها بميزات الركوب في تاكسي قديم موديل 99 .
    يا للحقير !!
    في قلبها ضحكت بسخرية واحتقار وهي تتمعن كهولة سيارته هذه ، المزكومة بدخان سيجارته ، وبالكثير من الخدوش ، والكدمات ورضات الزمن والأقدار .
    كانت عيناها خلف النظارة ، مركزتان على لوحة رقم السيارة ورمزها . حفظت بيانات اللوحة سريعا ، دون أن يشعر هو إلى ماذا نظرت ، أو ماذا بالضبط دوَّنت في عقلها ، ثم ضبطت وضعية الكاميرا في هاتفها النقال وناولته إياه باطمئنان وهي تقول بدعابة :
    # اضبط تصويري من فضلك . و يا ويلك إذا ظهرت الصورة رديئة ؛ سأذبحك .
    وضحك . يا لبشاعة الأسنان الصفراء المنخورة التي ظهرت بعدما ضحك ..
    ¥ أهذا ( الفاضي للآخر ) الذي يليق أن أركب معه ليفسحني في طول وعرض هذه العاصمة الجميلة وفي تاكسي قديم يشبه سيارة باباي ؟!
    بسيطة !!
    مدت ذراعها الأيمن بكل طوله الأنثوي الاملس ووضعته على جانب من السطح الأمامي لغطاء سيارتها ، بينما اليد الثانية وضعتها على يسار خصرها المثير بصورة استعراضية ..
    # 3 . 2 . 1 . صَـوِّرْ .
    وصَـوَّرَها السائق على هذه الوضعية التي أرادتها . ومن جديد ، انتصبت واقفة بقامتها الطويلة وقوامها الجميل . وبهدوء ، رفعت بأصابعها الطويلة الرقيقة نظارتها التي كانت تحجب ملامح عينيها ، وثبتتها أعلى جبهتها .
    يا إلهي !!
    خفق قلبه ، عندما أطلت عليه أجمل عينين رآهما في حياته . ارتعشت أصابعه الماسكة بالهاتف . كاد الأخير أن يسقط من يديه . عينان بلون الليل الواسع ببياض صاف ، فوقهما ظل من رموش طوال أشبه بسهام جارحة يعلوها سيفان صقيلان من حاجبين دقيقين مذهلين جدا وهما بذاك التحديد البديع . فأين سيهرب من هذا الجمال القاتل وكل شيء في وجهها يحاصر روحه ؟!
    # صَـوِّرْ . ما بك مرتبكا ؟!
    @ حاضر . حالا !!
    مسك أعصابه وصَـوَّرَها وهي بجوار سيارتها ، ولكن هذه المرة بوضعية واقفة ويداها مضمومتان على صدرها ووجهها به إبتسامة مضمومة الشفاه .
    # شكرا . أحسنت .



    أعاد إليها هاتفها النقال وعيناه تتحاشيان النظر إلى وجهها . أما هي فلم تكترث له ، ولا للمصير البائس الذي سيكون عليه قلبه بعدما تغيب عنه ، وإنما بكل بساطة فتحت باب سيارتها ، وانطلقت تاركة الرجل متخشبا في مكانه مثل صنم أو إنسان متجمد مات بصعقة . لم تجبه على سؤاله الذي طرحه بفضول متعطش عليها ، وكأنه يضع فيه آخر أمل يتشبث فيه بها ، قبل أن تختفي هي عنه بكل صباحها الباهر الذي غمرته به :
    @ من أين أنت يا طيبة ؟!
    وببساطة وعبر شعاع مبتسم أجابت وهي تنصرف بسيارتها :
    # من هذه الدنيا يا طيب .
    وغابت في الزحام الطويل .
    بقلمي / سعيد مصبح الغافري
    __ النص مقطع من مسودة أولية لرواية طويلة قيد التأليف .
    __ العنوان في هذا النص القصصي ليس هو العنوان الأصلي للرواية .
    ______________________

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  3. #13
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    حنين جهة الوطن 25-12-2018,

    حنين جهة الوطن



    ... وأنا ببلاد الغربة ، أسقطتني عاصفة التذكر المفاجئة في دوامة من الحنين . فعَـبَـرَت أمام عين أشواقي الكثير من الوجوه الحبيبة والكثير من الأسماء والأماكن والذكريات والصور والأشياء : والداي . أخوتي . أخواتي . أطفال بيتنا . حارتي . جيراني . أصدقائي وبالذات صديقي أحمد ناصر . آه يا أحمد . يا ترى ما آخر أخبارك مع ياسمين ؟!
    ( اعتدنا معا أن نطلق عليها اسم الشرق لوقوع بلدتها شرق بلدتنا مباشرة ) .
    مؤكد أنهما محلقان الآن في سماء حبهما الوليد .
    أتذكر وانا الان على نافذة حنين مشرعة جهة الوطن ، عندما أصر صديقي أن يوصلني بسيارته إلى مسقط/المطار ؛ طوال طريق سفرنا لم يكن على لسانه إلا حبيبته ياسمين هذه وحبه الجديد معها والذي لشدة فرحته به أشعرني وكأنه أول مرة يحب فتاة وأول مرة يقع في الحب . أذكر في ذلك اليوم الذي كان اخر يوم لي بالوطن واخر لقاء يجمعني بصديقي أحمد _ أذكر ونحن في الطريق كم كانت هي بين الساعة والأخرى تتصل به لتطمئن علينا . أقصد عليه هو . انا لست طرفا هههههههه .
    وبينما كان صديقي يعيش فرحة ميلاد أجمل قصة حب حقيقي مرت بحياته ، كنت أنا في الطريق إلى المجهول ، ينتظرني قدر يختبىء الآن في مكان ما من العالم .
    من كل علاقاته ومن كل النساء اللائي مررن بحياته صنعت ياسمين هذه الشابة الجامعية الجميلة فارقا كبيرا وإستثنائيا في قصص حبه بل بأدق تعبير غيرت كل حياته . قلبت مشاعره رأسا على عقب . صنعت منه شخصا آخر بقلب جديد وحب حقيقي جديد وروح جديدة عاشقة وأيام مليئة بالبهجة واللهفة والتوق وبكل جديد حلو وفيه نزق جنون مثير .
    في ذلك اليوم الذي كنا فيه نقترب من السيب ؛ صارحني بأنها تطلب منه أن يلتقيها غدا مادام سيبيت الليلة عند أصهاره بالخوض . إنها فرصة لا تعوض وجامعتها التي تدرس فيها ليست بعيدة عن الحي الذي سيبيت فيه .
    " هل ستذهب للقائها ؟ " سألته مستوضحا فأجاب متظاهرا بالحيرة : " لا أدري والله يا صديقي . إحتمال كبير نعم . "
    وكنت واثقا من حتمية ترجمة " نعم " هذه إلى واقع . إلى شيء أكيد ومؤكد بينهما ؛ فلهفة هاتفيهما التي لم تنقطع نغماتها طوال الطريق كانت تخبرني حقا بأنهما غدا سيلتقيان . وقتها سأكون أنا أخطو أولى خطوات الغربة وسط البرد والمطر وعواصف الحنين.
    بقلمي / سعيد مصبح الغافري
    ملحوظة مهمة :
    @ هذا المقطع القصير يتبع الرواية التي عاكف حاليا على تأليفها. وكثير مما ورد فيه حقيقي ما عدا الأسماء التي التزمت أن تكون وهمية احتراما لرغبة أصحابها الحقيقيين .
    @ العنوان الذي في هذا المقطع القصصي ( حنين جهة الوطن) ليس هو العنوان الأصلي للرواية .
    _________________________

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  4. #14
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    13-01-2019, أقدام لا تمس البحر

    أقدام لا تمس البحر !!



    ذاك الشجار الذي حدث بينهما صباح ذلك اليوم وأنهى كل شيء ما كان إلا تحصيل حاصل لثمار مُرَّةٍ من المشاكل ظلت تتساقط على أرض حياتهما ، على مدار نصف عام . نصف عام هو كل عمر علاقتهما ، من فاتحة ألف التعارف إلى خاتمة ياء الطلاق !!
    .... ففي ذلك اليوم البحري الصباح وكانا عند البحر يقضيان أول يوم لشهر العسل . صرخ بها وكأن نارا شبت فجأة في المكان ؛ صرخ مهتلع العينين وهو يلوح بيديه في الهواء عندما رآها تطأ رمل الشاطىء وتستعد للانطلاق بحماس :
    @ تراجعي . إرجعي . لا تدعي ماء البحر يلمس قدميك !!
    ظنت ما عوجق به صرخة خوف عليها من أن يجرفها البحر بأمواجه إلى داخله العميق وهي العروس القروية القادمة من بلدة صغيرة نائية ، لا تعرف بحرا ولا عوما .
    وضحكت حين سمعته يصرخ بها هكذا محذرا منبها ، وبدلا أن تهديه ( شكرا ) كما متوقع أن يكون ؛ وقفت قبالته متعلقة بعينيه لبرهة من اللحظات وقد انعكست من وجهها المبتسم كل عفويتها القروية و براءة قلبها وطفولته ..
    كان ثمة سؤال يملأ أعماقها ويبرق لامعا مثل طفلة " دلوعة " مشاكسة في عينيها الفرحتين المليئتين بالامتنان وكانت سعيدة إذ تنبض به أيما سعادة رغم سذاجته ورغم أنه سؤال عادي ويتكرر بأوضاع وظروف مختلفة بين العشاق وأهل الحب .. رغم كل هذا وذاك طرحته عليه آملة أن تجد منه جوابا يرضي غرورها ودلالها كأنثى وكعروس تقضي الآن أول يوم من أيام شهر العسل مع عريسها :
    _ أتخاف علي ؟!
    سألته وكانت على يقين أنها ستسمع منه أجمل مما تتوقع وسوف يفرحها ذلك كثيرا بلا شك وسيزيد من رومانسية وعذوبة جوهما .. لكن . وآ خيبتاه .. تحطمت كل توقعاتها الوردية أمام عتبة الجواب حين فاجأها يقول في حرد عاصف وجاف ووجهه مكفهر وقاس مثل صخرة مغبرة السحنة :
    @ دعك من هذا السؤال السخيف . أنا أتكلم عن تصرفك الخطأ .
    انكمشت ابتسامتها مخذولة على وجهها وسألته باستغراب بريء :
    _ تصرفي الخطأ ؟! أي تصرف ؟!
    أجاب بذات الدرجة من الغضب وهو يصر بأسنانه كأنه يمزق شيئا بها :
    _ أن تضع إمرأة قدمين عاريتين على رمل شاطىء وفي مكان عام ومكشوف فهذا هو الخطأ . هذا هو العيب . الحرام . الشيء الذي لا يجوز !!
    رغم سماجة وجلافة هذا الرد وتطرف معناه ظنته مزحة . دعابة ، وربما تمثيلية هزلية يحاول أن يمثلها معها .. خالج ابتسامتها ارتعاش طفيف وكأنها تعرضت لهواء ثلجي مفاجىء أو لرشة ماء باردة مباغتة لم تتهيأ لها مسبقا :
    _ أنت تمزح !!
    قالت وهي تحاول تكذيب ما تسمع فأجاب بذات النبرة الجادة وهو يثبت ملامح وجهه الصارمة والمكفهرة في وجهها ويهز رأسه بالنفي وعيناه جاحظتان يبرق منهما حزم أحمر :
    @ لا . أبدا . لا أمزح !! لا أمزح حين يتعلق الأمر بالستر !!
    الستر ؟!
    وأسقط في يدها سماع هذا التأكيد التالي الصادم والخاذل واللا متوقع منه وبالأخص الكلمة الأخيرة ذات الوقع المستفز .. كان رده ذا أشبه بحجر كبير سقط من عل فجأة وارتطم بدماغها فسحقه !!
    بقدر ما كانت كلماته فظة وغليظة بقدر ما أحست وهي تسمعها منه بجرح خفي ينبثق بدمائه في قلبها .. شعرت أنه أهانها .. ربما لم يقصد لكن أيا كانت نيته فقد فات الأوان الآن بعدما طاشت سهام كلماته من فمه وأصابت قلبها في الصميم !!
    لثوان سمرت نظرتها الذاهلة والمصدومة في وجهه المحتقن غضبا بلونه القرمزي .. لم تتوقع أنه يتكلم بجدية .. ومثل كأس أسقطته ريح عاتية ؛ شعرت بقلبها يهوي فجأة ويتحطم مزقا وله أنين متلاحق .. الألم فظيع ومعه غضب متصاعد .. ودت - لحظتها - أن تصفعه على وجهه .. لكنها كظمت غيظها وحنقها وأرخت يدها وهي تستعيد توازن روحها المترنحة وفي عينيها تحد خفي ينذر بأمر سيء سينفجر بينهما بعد قليل .
    ودونما كلمة واحدة ، وبوجه مزعوج معصوف بالخيبة والغضب وبغمامة من دمع توشحت عينيها ركضت إلى السيارة - سيارتهما - وكانت على مسافة خطوات .. فتحت بابها الأمامي بعصبية وعنف ثم قفلته عليها بنفس الدرجة من العصبية و العنف أيضا حتى أصدر إغلاقه إصطفاقة قوية وكأنه إصطدم بجسم صلب ثابت .. إنحشرت في جوف السيارة والغيظ يتأكل من ملامح وجهها المحتقن وفي قلبها ما هو أكثر من الغيظ .. تحاملت وهي تصارع رغبة جامحة للبكاء إجتاحتها .. لكن سيل الدمع هذا و الذي كان يملأ ذينك العينين كان ضاغطا وأقوى منها ومن مقاومتها فانزاح وفاض على وجهها دون أن يعيق إنجرافه شيء .. بكت بألم وحرقة وهي تستعين بالمحارم الورقية لتجفيف دمعها ولمحاولة منع هذه الحالة التي داهمتها ولم تسطع لها كبحا ولا دفعا .. مر وقت وهي تنشج برأس مطرق على صدرها الذي تبلل هو الآخر بدموعها .



    وانتبهت بعد أن هدأت أنها الآن بمفردها داخل السيارة وتبكي .. خشيت أن ينتبه لتأخرها فيتبعها ليعرف ماذا تفعل كل هذا الوقت هناك أو ماذا حل بها فتحدث بينهما مضاعفات تأزمية لا تحمد عقباها ؛ لذلك التفتت بسرعة ناظرة إليه عبر نافذة باب السيارة ؛ كان واقفا هناك دون حراك ويداه معقودتان على صدره ووجهه شطر البحر .. خيل إليها كأنه عمود خشبي طويل مغروس في الرمل ؛ فلم تر منه إلا ظهره وقامته المديدة .. كان صامتا ولا يكاد يشعر بما حوله .. أما هي فبعد عشر دقائق تقريبا مضت على بقائها داخل السيارة إنتزعت نفسها من المقعد بعدما سارعت ونفذت ما كان يدور في رأسها ، وخرجت عائدة إليه وهي تسير مندفعة مثل عاصفة هوجاء ، ولكن بامرأة أخرى ، لها وجه آخر وعين أخرى ..
    كانت هذه المرة تمشي وتضرب الأرض بقدمين إنطفأ منهما ضياء ذلك البياض الناعم الذي كانتا عليه قبل دقائق خلت .. رآها .. كانت غير التي انصرفت عنه قبل قليل .. واندهش حين أبصرها على هذا النحو المقرف والمحرج جدا وصرخ مستنكرا وقد زاغت عيناه :
    @ ما هذا الذي فعلت بقدميك ؟!
    صفعته برد مستخف تحتقن فيه مرارتها وحنقها وازدرائها أيضا :
    _ سترتهما بهذين الجوربين الأسودين .. أليسا عورة وعيبا وحراما ؟! ها إني سترت هذه الثقوب المضيئة .. أيروق لك هذا أيها المثقف المنفتح الفكر ؟!
    ولوت بوجهها وهي تعض شفتها السفلى غيظا وقهرا وألما .. صمتت ناظرة نحو الأسفل إلى حيث الخسوف الكلي الماثل لأجمل قدمين من نور .. ثم فجأة و كالمجنونة أخذت تركض بخسوف قدميها ذاك على رمل الشاطىء المشبع بالماء . تركض فحسب من غير أن يكون لذلك اشتهاء واضح أو فرح أو حماس حقيقي بالركض وجو الركض . كانت تركض حينا وحينا تترك قدميها تغوصان وتندفنان بجوربيهما الاسودين ذينك في الرمل عن عمد وقصد وقسوة وكأنها تتنفس بغيظها من خلال خطاها التي كانت تدوس بها كل كلماته وأفكاره البالية التي سئمت من سماع نغمتها ؛ العيب . العورة . الحرام . الستر . الجحيم ... ليل نهار .. ليس بينهما من حديث جميل يتنفسان من خلاله إلا هذه الأسطوانة العتيقة والخطب البلهاء التي فيها ، وكأن الإنسان شكلا لا فكر ا . ثوبا لا جوهر .. سحقا !!
    إبتل الجوربان الأسودان وتلطخا بالطين .. ولم تبالي بشكلها الذي صار الآن مزريا للغاية وباعثا للسخرية والهزء والاشمئزاز والنفور من كل شخص عابر ..
    إمرأة عارية الساقين إلى حد الركبة مرت عليها ونظرتها بذهول مستنكر وتقزز وهزت رأسها كأنها تلعن هذا اليوم الذي شاهدت فيه هذا النحس .. شاب آخر معه رفيقة جميلة ، في مثل عمره ، وضيئة الوجه ، مرا بها ونظراها وهما يرسمان على أعينهما نظرة اندهاش غير مصدقان ما يبصران من عجب ، لكنهما تابعا مشيهما على الشاطىء ، متعانقان في دفء مكشوف وهما يغمغمان بكلام غير مفهوم لكنه كان يصل إليها مخترقا أعماق روحها مثل أنصال حادة جارحة ، فتتألم ويزيد من ألمها تلك الضحكة الهازئة والمستفزة التي سمعتها من رفيقة ذلك الشاب بعد لحظات من إبتعادهما عنها .. قهقهت تلك الشابة وهي تلتفت للخلف برأسها ذو الشعر القمحي المنسدل حتى ردفها الممتلئ كأنها تلقي نظرة أخيرة مشفقة على كائن غريب بائس أتى من أزمنة غابرة وعقليات منقرضة ..
    " متخلفة "
    " مجتمع رجعي "
    كانت هاتين الكلمتين بالذات أبشع ما لطم سمع مشاعرها بهذا اليوم كله . وارتفع دم حنقها وانتصبت أمامه ووجهها يطفح بنظرة التهكم :
    _ هاه .. هل أعجبك ما ترى ؟! هل أنت سعيد ومبسوط بهذا العسل الذي نحن فيه الآن ؟!
    في إحراج وخجل شديدين أطرق برأسه عاجزا لا يدري ما يقول .. لكنه بعد ثوان ، كشر عن أنياب لومه ودفاعه قائلا :
    @ أنت السبب . أنا لم أطلب منك أن تغطي قدميك بهذه الجوارب .. و ..
    صرخت متقيأة بكل ما فيها من مرارة وحاجباها مقطبان في غضب :
    _ بل طلبت وأمرت .. ألم تصرخ بي قبل قليل : تراجعي . إرجعي . لا تدعي ماء البحر يلمس قدميك !! أليست هي هذه عقلية جوربك الأسود هذا ؟! أليست هذه هي نفسها مفرداته التي تكبلني وتقمعني وتجلدني بها داخل البيت وخارجه : الستر . العيب . الحرام . وما يجوز وما لا يجوز ؟! أليس ذا هو قانونك الذي تطبقه علي وتجلدني به حتى ونحن في السرير ؟! .. منذ ما قبل انتقالنا إلى عش الزوجية وأنت على هذه الحال معي . ليست لديك من لغة لتتقارب وتتفاهم بها معي إلا العيب والحرام والجنة والجحيم والإثم والعقاب ... إلى آخر قاموس تطرفك الأعمى ، وكأني إمرأة منحرفة طائشة آثمة يتوجب تقويمها أو رجمها في ساحة عامة .. إني ضقت ذرعا من هذا الوضع الذي حشرتني في قنينته الضيقة .. لماذا نستمر ندور في هذا العبث الفارغ ؟! عد بي فورا إلى بيت أسرتي .. حالا أريد أن أعود .. يكفي .. لقد شبعت من شهر عسلك هذا و لن أحتمل قطرة واحدة زائدة من كأس مرارته !!
    طعنته بنظرة احتقار وهي تنسحب من أمامه راجعة إلى السيارة وفي عينيها غم وندم ، وفي رأسها قرار لا رجعة فيه ..
    _ أنفذي بجلدك قبل أن يتعاظم الجحيم !!
    بقلمي / سعيد مصبح الغافري
    ______________________

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  5. #15
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ابداعات الكاتب / سعيد مصبح الغافري في الشعر والخواطر

    جِــداريـة الجــرحِ والغـضـب !!
    16-09-2014


    ــ تنويه : هذه الجدارية هي لوطن عربي ممتد من الخليج إلى المحيط وليست مقصورة على قطر عربي بعينه ..



    لا ذي المنابر يا أســماء تُـبـرئـني
    جُـرحي عميق وليل النزف في نَحَـب,
    يا ليت شِــعــري - متی يا أمتي تلدي
    ليثا غـيـورا علی الإســلام و العــرب, ؟!
    قـالـوا : مُـلـوكٌ !! ألا تـبَّـت ملوكُهُمُ !!
    كما إلهي أتـبَّ يــدا أبي لهــب, !!
    &&&&&&
    أقــولها عـبارة صريحة
    جارحةٌ كالـمُــوس
    حكامنا يحـيـون في ثــلاثٍ :
    العــرش والـنـســاء والـفــلـوس
    حكامنا ما جــرَّبوا في عمرهم
    أن يرفـعـوا الـرؤوس
    كــوائــلٍ في تغــــلــبٍ
    أو عـــازمٍ في أوس
    حكامنا عُــروشهم أهــم من وطــن
    وليلهم يـرونه في مــومـسٍ رخـيـصةِ الثمن
    ومرقـصٍ وبـوس
    يا أيها الـتـنـابـل الكُـســالى
    يا أيها التـيـوس
    أوطاننا في عصركم مُـشـاعـةٍ
    ما بين عِــلـجٍ أحـمـرٍ
    وداعــشـيٍّ أجــربٍ
    وقــاعــديٍّ أعـــرجٍ
    وســكــرةِ الكــؤوس !!
    أوطاننا مُـضـاعة
    مُـذ غــيَّـبـت إســلامـهـا
    وعــزة الـنـفـوس
    أوطاننا في قُــدسِــهـا المفجوعة
    تبكي شـهــيداً غــالـياً
    كانت لــه عــروس !!
    كانت لــه عــروس !!
    *****



    وطـني أرضٌ من ملح
    لا ينبت فيها حتی العشبا
    وطني صيرورة موتٍ
    وطـنـاجِــرَ حُــكَّــامٍ
    جُـثـث . أصنام . خشبا
    شـعـبٌ يقــتات من الخـوف
    ويشـربُ من أوصاب التـعــبـا
    آهٍ . من حــزني عليك أيـا وطني
    آهٍ . من قـلـبي المصلوبُ علی جـذعك صلـبا
    وطــني جُــرحٌ في قــلـبي
    ولا تسألني بالله متی يـبـرأ جُــرحي ؟؟
    فأنا مثلك
    لا أعـلم ماذا مكـتـوبٌ عن وطني
    في لــوحِ الغــيـبـا !!
    &&&&
    نحـن في زمن الجـفـاف صديقـتي
    لا غيمة تأتي ولا أمطار
    نمضي علی درب الشــقـاء وخطونا
    مــد طويل يحمل الأصــفــار
    يا أمة ماتت عـزيمة روحها
    يا حاضرا . ما آخـــر الأخــبار ؟!
    &&&&&&


    أقـــول للعـسـاكـر :
    يا مُـشــاة
    يا جُــنـود
    طريق يـافــا من هنا
    فاعبروا الحــدود !!
    يُغــيِّـروا لافــتة العُــبـور !!
    ويرجعـون لـلـوراء !!
    قـبائلا من عــربٍ حُــفــاةٍ
    تجمعهم بـســـوسٌ
    وداحــسٌ وغــبـرا
    ويضحـك الـيهــود !!
    &&&&&&
    بعد جـراحٍ مازالت تنزف في داخلنا
    بعد هــزائمنا النكراء
    ما جـدوى زعـيـمٌ عـربي له وجـه وقـلـب الضعفاء ؟!
    صــنـمٌ حـجــري الـروح
    تُـلحـسُ قــدميه طــوالَ الـيـوم
    ويُعــبـدُ مثـل اللاتِ وعُــزَّى
    كل صباحٍ ومســاء !!
    بـلـقـيـسٌ حكـمت أكــبـر دولـةْ !!
    وكانت أعـقـلَ من كل الحكماء !!
    فماذا سنخـسـر في عصر خسائرنا الكبرى ؟!
    ماذا سنخـسـر ؟!
    لو جـرّبنا حكم القلب الحاني على هذي الأمة
    ماذا سنخسر لو يحكمنا هذا القـلـب / الأنـثى ؟!
    لو تحكمنا ثانية بـلـقـيـسـاً . دعــداً . عـفـراء ؟!
    &&&&&



    ومن المحيط إلی الخليج
    وطــنٌ كبير من مِحــن !!
    وطــنٌ به مليون طُــنٍّ من عــفـن !!
    إني كـفــرتُ بأرضهِ وســمائهِ
    وبأهـله الهــؤلاء البارديـن . الميتين بلا كـفـن !!
    وطـني الـبـديـلُ حـبـيـبـتي !!
    وأنـا سـأبـني من عــيـونِ حـبـيـبـتي
    أحــــلی وطــــــن !!
    شـعـر : ســعـيد مصــبح الغــافــري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  6. #16
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    أجـمـلُ أخــبارُ العــالـمُ .. أنـتِ !! 22-09-2014

    أجـمـلُ أخــبارُ العــالـمُ .. أنـتِ !!


    ســـلامُ الـنـبـض أرســلُهُ
    إلى شــاميةٍ حُــــلــوةْ
    أرد الوصــلَ بالوصــلَ
    ومن قـلـبي لها ( غُـــنـوةْ )
    مســـافــرةٌ تودعني
    بوجـهٍ شـاحـبٍ جَــــوَّهْ
    أنا في بُـعـدها أحـيـا
    بـلا حـولٍ ولا قـــوَّةْ
    أنا في الحـزنِ مُـنـقـبـرٌ
    وبيني وضحكتي هُـــوَّةْ
    يصــيحُ بداخــلي لـيـلٌ :
    قـد إشــتـقـناكِ يـا حُــــلـوةْ !!

    ####



    أول حـالاتُ عُـناقٍ ظهـرت بين كلينا
    كانت نبضا من كلمات !!
    وحصل الأنس الدافىء !!
    إرتاحـت أحـرفـنا الأولی من بعضها بعضاً
    وتعــارفـنا في لحـظات !!
    كان القدرُ يُهيئ أرضاً
    ويُبذرُ بذراً في الأيام
    ويخـلـق جــواًّ للغــيمات !!
    فيما بعد ..
    سنبصر برقاً
    سنسمع رعداً
    سنلمس مطرا في زخَّــات
    ستصبح هذي الأرض مروجاً
    ومدیً أخضرَ من غــابات !!
    في ثاني عُـناقٍ بعد هنيهةِ أيامٍ
    لاحظتُ القـلـبَ تغــيـرَ فجأة !!
    وكأجـرأ من أي جـــريء
    كتب إليها بحبر النبض :
    إشتقتك جدا !!
    ردت فــوراً :
    وأنا أكثر !!
    أينك في هذي الغـيبات ؟!
    وتلاقينا بجسر البوح
    وكان عُـناقـاً للأشــواق
    وكانت ضماتً للنبض
    ما أسعدها من ضمات !!
    اليومُ بعُـناقٍ ثالـث
    كنا عند قِــطــارٍ راحــل
    كانت تبكي
    كانت تغــرق في الآهــات
    وكنت ألملم ذاك الدمع
    وكنت أقول بكل الصدق :
    أنت بقلبي حبيبة عمري
    قسما نبضي لن ينساك
    قسما هيهات
    وتوادعنا ..
    وإلی اللحظة
    أشـعـر أني كالأمــوات !!

    $ $ $


    لـو للحـــب بهذا العـصر المتشنج أعصاباً
    نـشـــرة أخبارٍ جــوية
    لتمنی قلبي أن يسمع دوماً :
    إليكم أخـبارُ الطقس ..
    بكل العالم ..
    سيكون الطقس القـلـبي غداً أمطاراً حُـبية
    وحــرارته العظمى عالية
    وسيطغی مد الإحساس الـنـبـضـي
    بكل شــواطئه البحــرية !!
    لو يحصل هذا ..
    لانشغل الناس بهذي الأخبار اليومية
    ولما سمعـوا كل صباح ومساء :
    مصــرعُ خمسونَ ببغدادٍ
    في غاراتٍ وهمية !!
    مقــتـلُ طـفــلٍ غــربَ دمشق !!
    يهــودٌ يقتحمون الأقصی !!
    أمريكا تجــري تجربةً نــووية !!
    الصــيـنُ تهــدد !!
    مذبحةٌ في جـــاوا !!
    أنباءٌ عن تصفيةٍ عِـــرقـية !!
    صفقةُ أسلحةٍ روســــية !!
    رُعــبٌ يجتاح العالم !!
    حــروبٌ نفـســـية !!
    .
    .
    .
    .
    يا ليت العالم .. كل العالم
    يخلع هذي البدلات الكاكية
    يخــرج من هذي الهمجية
    يلبس ثوباً أرقى وأجمل !!
    ثوباً مغــزولاً من حُــــبٍّ
    لا نخـجـل أبدا من مــرآهُ
    ولا أن يأتينا مقـــروءاً
    أو فـي صـورٍ مـن ألـوانٍ قــزحــية !!
    يـالـيـت الحــب ودنـيا الحــب
    أجمل أنباءٍ تـنـشــــر
    وأجمل ما يأتينا
    من أخبارِ الطقسِ المفرحةِ الوردية !!
    شــعـر : ســـعـيد مصــبح الغــافـري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  7. #17
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    لــيـلُ الضــفـائـرِ لا يـنـام !! 28-09-2014

    لــيـلُ
    الضــفـائـرِ
    لا يـنـام !!





    مــدخـــل :

    شَــعـرٌ عـلـى الكـتـفـيـن مُـنـســـدلٌ
    كـم غــار مـنـه الـنـهــرُ والـلـيـلُ !!
    شَـــعــرٌ حـــريــريٌّ . جـــدائــلــهُ
    إن لامـســتـهـا الــريــحُ تــرتــحــلُ !!
    سُــبـحــانَ مَــن ســــوَّى ديــاجـــرهُ
    سُــبـحــانَ خــالـقَ هــذه الـخُــصَــلُ !!
    مــاذا ســأكــتـبُ فــيـهِ أو عــنـهُ ؟!
    لا شِـــعــري يُـنـصــفـهُ ولا الـجُــمَــلُ !!
    حــســبـي إذا مـا انـثــالَ مُــنـســـرِحــاً
    حـســبـي بـعـيـنـي فــيـهِ تـبـتـهــلُ !!
    &&&

    دعــيـهِ يـطــولْ
    فإني أحـبه في الريح يمضي
    كـذيـلِ الخــيـولْ
    وأهــواهُ هـمـسـاً
    وأشــتـاقُ فـيه حــفـيـفَ الضــفـائـر
    ودردشــةَ المشـــط معها مساءً
    ومـاذا يـبـوحُ لـهـا مـن كلامٍ وماذا تـقـولْ
    دعــيـهِ يـطــولْ
    سألـتـكِ بالله
    لاتحـرمـيـه مــداهُ البعـيد
    إذا ما نــوى أن يُـســافـرَ فـيـهِ
    فـذاك الرحـيـل الجـمـيـل لـه
    عـســاهُ . عـســاهُ بـلا مُـنـتهى
    عـســاهُ رحــيـلاً
    وســبحـاً طــويـلاً
    يـشـــقّ الـفـضـاءَ بـشــرقٍ وغــربٍ
    ولا من وُصــولْ !!
    دعــيـهِ يـطــولْ ..
    فـذا الـلـيـل لـيـلٌ ولا أي لـيـل !!
    وإني أُحــبـهُ
    نهــراً من العـطـر بـيـن الحـقـولْ
    ورقـصـاً يُعــانـقُ قــوسَ الـضــيـاء
    وقـد أسـكرتـه الـلحــونُ العُــذابُ
    ووَقــعُ الطـبـولْ

    دعــيـهِ يـطــولْ
    فـإن حــلَّ بــردٌ
    ســتعـرف هـذي العـصافـيـرُ حـتـمـاً
    أين الـمـبـيـتُ وأين الـنـزولْ
    وإن داهـم الحــرُّ أهــدابهـا
    فـتحـت الضـفـائـر ظِـلا ظــلـيـلاً كـظِــلِّ الـنخـيـلْ
    دعــيـهِ يـطــولْ
    دعــيـهِ يـطــولْ
    أُحــبهُ ينمـو أمامَ عــيـوني
    بكُـلِّ الشـهـور وكُـلِّ الـفـصـولْ
    أُحــبهُ يـمـتـد طــولاً وعِــرضـاً
    كـعُـشــب الـروابـي
    كهـذي السـهـولْ
    أُحــبهُ يغـمُـرُني بالـذهــولْ
    وأحــزنُ جـدا ويُـؤلـمُ قــلـبي
    لـمـرآهُ يـذويَ نحـو الذبـولْ

    دعــيـهِ يـطــولْ
    دعــيـهِ يـطــولْ
    عـسى عُــمْـرَهُ يـا هَــوايَ يـطــولْ

    شِــعـر : ســـعـيد مصــبح الغــافـري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  8. #18
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    وَجــهٌ لـيـسَ أنـتْ !! 16-10-2014,

    وَجــهٌ لـيـسَ أنـتْ !!





    يـا صـديـقـي ..
    أنـت مـا أنـت الـذي يــومـا عـــرفــتْ !!
    أنـت مــاضٍ !!
    كُـلـمـا يَـمَّـمـتُ عــيـنـي شَـــطــرَهُ
    رَدَّ قــلـبـي نـاعـيـاً :
    يـرحــمُ اللهَ زمــانـا كــانَ مـنـك
    بــاتَ أطــلالاً وذِكــرى
    مُــنـذُ مِـــتْ !!
    كُـنـتَ قــلـبـاً !!
    كُـنـتَ روحــاً !!
    كُـنـتَ طِـيـنـاً طــيِّـبـاً !!
    أريَــحــيًّا . مـن حـيـاةِ الـبُـسَــطــاء !!
    كُــنـتَ أَنــقــى !!
    كُـنـتَ أجـمـلَ رُغـــمَ فُــقــرك !!
    كُـنـتَ أَغــنـى رُغـــمَ شُـــحِّ العـيـشِ عــنـدك !!
    كُـنـتَ . كُـنـتَ !!
    آهِ منهـا تـلـك ( كُـنـتْ ) !!
    لا يَــدُمْ حــالٌ بــذي الـدنـيــا
    وهــاأنــت انـقــلــبـتْ !!
    مُــتــرفَ العـيـشِ . أمــيـراً
    حــيـثُ صِـــرتْ !!




    أيُّــهــا الســاكــنُ فــي القـصــر بـعــيـدا
    يــومَ عــنـا إنــتــأيــتْ
    أيـهــا النــاكــرُ للمــاضــي الـذي فــيــهِ وُلـــدتْ
    مَـن هُــوَالـيــومَ يـهـمـك ؟!
    أيُّ أســـمـاءٍ سـتـذكــر لــو ذَكــرتْ ؟!
    أيُّ أمـسٍ ؟!
    أيُّ حــاراتٍ وجــيـرانٍ وأصـحـابٍ وبـيـتْ ؟!
    فـيـقـيـنـي قـد نـســـيـتْ !!
    بـعـدمـا أَعــمــتـكَ دُنـيـا فـاعــتـمـيـتْ !!
    إِمــضِ فـيـهـا يــا صــديـقـي !!
    إِمــضِ فـيـهـا كـيـف شِـــئـتْ !!
    شَــجــرةَ الـدولارِ تُــغــري !!
    أنـتَ مـنـهـا إقــتـربـتْ !!
    ثُــمَّ مـنـهـا قــد أكـلـتْ !!
    ثُــمَّ فـيـهـا أنـتَ مُـــتْ !!
    فـرحــمـةُ اللهِ عــلـيـهِ
    يـا صــديـقــاً قــبـلَ هـذا الذنــبِ أنــتْ !!



    يـرحــمُ اللهَ الحـنـيـن !!
    لـسـتُ أرجــو مـنـكَ وَصــلاً
    أو جُـسُـوراً تُـسـتـعـاد !!
    ذاكَ إنْ أنـتَ رَجَــعــتْ !!
    يــرحــمُ اللهَ الـوفــاء !!
    لـسـتُ أطـمعُ في سُـــؤالٍ مـنـك عــنـي
    هــذا إن يــومــاً ســـألـتْ !!
    يــا غــريـبـاً عـن عــيـونـي
    عـن أحـاسـيـسـي وعـقـلـي
    عـن ديــاري
    عـن حــيـاةٍ فـيـهـا عِــشــتْ !!
    أنـتَ مَــن ؟!
    وَجـهُـكَ الـيـوم الـذي يَـصــدُمُ روحــي
    هـذا وَجــهٌ لـيـسَ أنـتْ !!
    هـذا وَجــهٌ غــيـرَ مـا كـنـتُ رأيــتْ !!
    وَجْـهُـكَ / الـمـاضـي الـذي يــومـاً لـمـســتْ
    ذاكَ حـقـاًّ كـان أنــتْ !!
    ذاكَ حــقــاًّ مـن عــرفــتْ !!
    كـان أمـســاً مـنـك حــلــوا أيّ أمـس !!
    رحـمـةُ اللهِ عــلـيـهِ
    قــبـرُ مــاضـيـهِ هُــنـاكَ
    نَـقْــشُ شــاهِــدِهِ يــقــولُ :...................هـــاهُــنــا يــرقـــدُ مَـــيْــت
    .................
    بـنـزيف قــلـمـي / ســــعـيد مصــبـح الـغــافــري
    ــــــــــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ



    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  9. #19
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    لـيـلٌ يـرحــل وآخـــرُ يـنـتـظــرُ بشـــوق !!27-09-2014,

    لـيـلٌ يـرحــل وآخـــرُ يـنـتـظــرُ بشـــوق !!







    كنت هناك ..
    بتلك الضفة الأخرى لحلم عبورك ..
    أرقب في شوق زورقك الوردي الآتي من ألف تحد ومحال ..
    وحين رأيتك ..
    كان بياض خطاك حريراً من ضوء يمشي حافي القدمين ويطبع أجمل آثار فوق الرمل ..
    ها أنت ..
    كسبت رهان المرتهنين ..
    شبكت أصابعك الحلوة بأصابع يمناي ..
    غادرنا الشاطىء في زورق أغنية حالم ..
    وما زال الليل بأول بدء !!




    بهذا الليل القمري الحضرة لا يقلقني أبدا إن أخفی الغيم الداكن قرص القمر البازغ ؛ فوجهك يغنيني عن كل ضياء !!
    بقايا من بارحة جنون فائت ..
    بقايا من أنفاس ووشوشة حوار وأصداء لضحكات حلوة وكؤوس غرام بها بقية من نبيذ العشق وجو لا تزال به عوالق من غيم عطر سهرتنا الذي كان يتصعد من ثوبك الأنيق ..
    تلك بقايانا من سهرة ليل فائت ..
    ولنا صفحة شوق لليل جديد نسطر فيه أجمل آت مختزن في النبض ننتظره بفارغ صبر .
    بقلمي ونبضي / ســــعـيد مصــبـح الغــافـري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  10. #20
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    فـي الـرد عـلى قصــيـدة الشــاعـر أبــو قـيـس 99 04-11-2014

    فـي الـرد عـلى قصــيـدة الشــاعـر أبــو قـيـس 99

    هذه القصيدة رد متواضع جدا على قصيدة أخي الغالي الشاعر المبدع / أبــو قــيـس والتي نشرها هنا بالسبلة العمانية بتاريخ 3 / 11 / 2014م وكانت بعنوان ( مشكور يا بو مصبح مشكور ) ويقول مطلعها :
    مشكور يابو مصبح مشكور//// يالشهم ياللي ذايع الصيت

    إن قلت فْيَگ الشعر معذور//// وانظمت لك بيت ورى بيت


    وهذا ردي على قصيدته الجميلة مع خالص محبتي واحترامي لشخصه الكريم ولكم جميعا ..


    جاني كتاب في وقــت ديجــور
    يوم الـمــلا برقــاد ومبيت
    كتاب ( ن) حـروفـه تضـح بالنـور
    لامن لـفـتـنـي نــوَّر البيت
    مـرســوله من نـشــمي ومشهور
    طبعه الوفـا وله ف السـخـا صــيـت
    سامي بمعاني الطـيـب مـذكــور
    نـادر ، ف طيبه ما حـشـا ريـت
    يا ألـف مرحب عــد لـبـحـور
    وعـداد من لـبى ولـبـيـت
    وعـداد كـلـيـم الله ف الـطـــور
    وعـيـسـى ابن مـريـم مـحـيـي الـمـيـت
    وأحـمـد شـفـيـعـي يـوم لـحـشــور
    صــلاة ربي عـلـيه صــلـيـت
    أبـو قـيـس حـيِّـك . يـا مـسـا الـنـور
    يـا ألـف مـرحـب بك . تـعـنـيـت
    يـوم ( ن ) لـفـيـتـنـي بـذيـك لـسـطـور
    كـنـك هـلال الـعـيـد هــلـيـت
    وكـنـك عـطـر فـايـح ومـنـثـور
    عـطَّـر زمـانـي ف أحـلـى تـوقـيـت
    تـسـلـم يـمـيـنـك نـســل لـصــقـور
    وربـي تـراك كـفَّـيـت وفَّـيـت
    يـا جـود يـا مـن جـودك إنـهـور
    أشـهـد بـفـيـض الـجـود غـطـيـت
    إن جـيـت أثـنـي عـلـيـك بـشـعـور
    تـعـجـز حـروفـي مـهـمـا أثـنـيـت
    ولـو يـوتـفـي حـقـك بـ ( مـشــكـور )
    بـعـده ( الـشـكـر ) ذا قـال : يـا لـيـت !!
    يـعـلـك تـعـيـش بـسـعـد وســرور
    وخـصـبـه ديـارك ويـن حـلـيـت
    وعـسـى الـمُـخُــوَّة بـيـنـنـا جـســور
    مـوصــولـة ( ن ) بـالـود والـبـيـت
    واعـذر كـلامـي وان بـدا قـصــور
    مـنـك الـســمـوحة بـالـلـي رديـت
    شــعـر : ســـعـيد مصـبـح الـغــافـري
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



صفحة 2 من 13 الأولىالأولى 123412 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م