مدخل ::
من حبر الحنين أزخرف حروفي على صفحة هذا المساء ..
من منبع الاشتياق ترتشف روحي إلى أن تمتلئ ..
و لا يكادُ أن يجفَ مدمعي ، لا تكادُ أن تغمض عينُ قلبي
حتى تهنى برؤيةِ من أصبحَ موطنهُ بينَ الوريدِ و الشريان / ..
يا مدينةَ اللِقاء ..
لا زلتُ ماكثة على أراضي الاغتراب عن دارِه
و ما برحت تلكَ الاشتياقات تطربُ ألحاناً مِن أماني
اللِقاء يوماً تحت مظلة العشق يبكينا الحنين ..
يا مدينة اللِقاء ناديتُ / اجمعينا .. اجمعينا ..
فَداخلي محفوفٌ بِكائنات الألم التي لا ترحم /
و عينايَ مُنهكتانِ بِالدمع يا بعيدةَ المسافاتِ عننا ..
و أينَ المسيرُ إليكِ ؟!
عطري الجوَ بِنسماتك عَلهُ يصلني و يكونُ دليلي
لِأرتحلَ مِن موقعي إليكَ / حاملةً حنيني في قلبي
و بينَ يدايَ خبأته لِأنثره كَزهرِ الكرز ساعةَ لقائي
بِك يا مقصدَ خاطرتي ..
مساءٌ .. و حنين !
و مطارُ الانتظار امتلئَ بنحيبي .. و منَ البعيد
لا ردٌ يُشفي انهيارَ أشلائي سِوى بقايا أمل
و أحرفٌ رويتها من بوح قلبي / تزيلُ بعضَ الثقلِ مِني ..
فَلستُ سِوى زهرةٌ ذابلة لا رميمَ لها إلا لقائي بك
عيناً بعين / قلباً بِقلب ..
و عندكَ ألقى حضوري في الحياةُ / و على سمائي
تُرفرف الطيورُ بِجناحيها و تُصفق لِنبضاتي حتى تَسعد ..
فَيا من في حياتي كُلُ حياتي / إلى متى سَنظلُ نرتوي
مِن منبعِ الحنين ألمَ لِقاءٍ ترسمهُ الأماني !
و متى سَيحينُ تقوسُ ألوان الطيف لِنعبُرَ أنا و أنتَ على سطحِها
مُتشابكةٌ يدانا .. حيثُ لا سيفَ فُراقٌ يقطعُنا إلا الموت !
هوَ شوقكَ يُباغتني كُلَ حين لِتترعرع احاسيسي فَلا يستكينُ
النبضُ بِاحتضارِ حنيني .. فَيهزمُني لو أنني قلتُ لن تعتام
دموعي / سَتنذرف بِلا إرادةً مِني ..
و هيَ الأيامُ تطلُ بِمساءاتها محملةً بينَ أحشائِها حنين !
فَلا رجاء إلا من الصبر أن يسكننا أكثر .. !
و يسكننا أكثر !
و أكثر !
مذكرةُ حنين ..
و ما سجلتُ في مُذكرتي إلا اسمُك ..
نبضُ حنين / و قلبي يسألُ عنك !
أنزفتُ قلمي حروفاً و لا كادت أن تجفَ محبرتي في كلِ الأحوال ..
فما زالت كلُ تفاصيلكَ عالقةً في ذهني
و ما زالَ عُمري يُنادي بِأن يستقرَ بينَ أحضانِ يداك ..
تتراءى أطيافُكَ في مناماتي / فَأغرقُ في سعادتي !
و لا عجبَ حينَ يصدمُنا الواقِع ، فَالزمانُ حتى الآن لم ينوي
لِقائنا .. و لكنني لا زلتُ أتمنى و بكَ سطرتُ الأماني !
حتى الانتظارُ أصبحَ يعطفُ بي / و مذكرتي صامتة رغمَ
وجعَ الحروفَ التي أسطرها بِها .. تحفظُ بوحي لي و لها
لِنعرضها في ليلنا أمامَ أميرَ القلب تحتَ مظلةِ اشتياقٌ مؤلم ..
فَلكَ قولي بِأنَ قُربُ قلبكَ مِني يكفيني و لا يكفي حنيني حتى ينظُر
إلى عيناكَ فَيهدأ و يستكينُ النبض ..
فأنا أحبك حباً كَعددِ قطراتِ المطر التي نُزحت مِنَ الغيوم
كَعددِ الزهورِ في بُستاني / و أكثرَ مِما يستوعبهُ عقلٌ دَهي ..
فَانظُر إلى أنثاكَ / ترقُ دموعها مِن أجلكَ عندما يُباغِتها الحنينُ لك
و لا تكادُ أن تتحجر ..
مخرج ::
لستُ أنا و ليسَ هوَ إن لم يكتب القدر
لقاءُ قلبان و عينان / ..
و بعثرتُ بِريشتي على جدارِ الزمان /
أيُهما حادُ الألم أكثر ..
حنينٌ سكنَ في القلبِ منذُ سنين !
أم قدرٌ لم يكتُب لنا اللقاءُ بعد !
أم انتظار و انتظار يتلوهُ انتظار !
عموماً صبراً عليكَ يا قلبي ..
في كلِ نهارٍ و مساءٍ هادئُ الجو
بهِ تضجُ المشاعرُ حنيناً ..
.
.
زهرة الأحلام
6/3/2015