التضلع بماء زمزم
ماء زمزم هو سيد المياه، وأشرفها، وأجلها قدرًا، وأعلاها منزلة في نفوس المسلمين، كما أخبر بذلك رسول الله ﷺ خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام طعم، وشفاء سقم ).
وكان رسول الله ﷺ حريصا على شرب ماء زمزم، وعلى أثره سار السلف الصالح، فكانوا يستحبون لمن جاء بلد الله الحرام، ودخل بيته أن لايغادر إلا بعد الشرب من ماء زمزم، قال رسول الله ﷺ ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته ليشبعك أشبعك الله، وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله) . ويدل الحديث أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شاء سواء في الدنيا أو الآخرة.
ويسن لمن يريد أن يشرب من ماء زمزم، أن يستقبل القبلة حال الشرب، ويصب ماء زمزم على رأسه ويمسح وجهه وذراعيه وصدره، ثم يذكر اسم الله ويكثر من الشرب حتى يرتوي، ويتضلع منه، لقوله ﷺ إن آية مابيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من ماء زمزم).
[ لا يتضلعون: أي لا يروون من ماء زمزم، ويتضلع منه: أي يشرب حتى يمتلئ شبعًا أو ريًّا حتى يبلغ الماء أضلاع الشارب].
ويستحب أن يشربه على ثلاث دفعات فإذا فرغ يحمد الله، ويكثر الدعاء، ويستحب أن يقول اللهم إني أسألك إيمانًا تامًا ويقينًا ثابتًا، ودينًا قيمًا، وعملاً صالحًا، وعلمًا نافعًا، ورزقًا حلالًا طيبًا واسعًا، وشفاءً من كل داء وسقم ).
وقد شرب الصحابة والتابعون والصالحون من ماء زمزم واستحضروا نيات معينة في قلوبهم، وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عندما شرب من ماء زمزم دعا وقال اللهم إني أشربه لظمأ يوم القيامة).
وقد أودع المولى عزوجل في ماء زمزم خاصية الشفاء من الأمراض والعلل، وينبغي لطالبي الاستشفاء بماء زمزم أن يشربوا تلك المياه المباركة مع اليقين القلبي والإخلاص النفسي لقبول التداوي بهذا الماء الشافي، وأن الله سيأتي بالشفاء، وأن يكونوا على مقربة من المولى عزوجل وأن يصلحوا مابينهم وبين ربهم، وأن يبتعدوا عن موانع إجابة الدعاء، وأن يدعوا الله أن يشفيهم ببركة هذا الماء الطاهر.
نسأل الله تعالى أن لايحرمنا ماء زمزم إلى أن نفارق الدنيا، ولا من بيته إلى أن نلقاه.
اللهم اجعلنا ممن يتبعون سنة نبيك محمد ﷺ، ويموتون على ملته، ويحشرون في زمرته.
بتصرف من سلسلة مقالات في جريدة عمان بعنوان سنن منسية للدكتورة شريفة آل سعيد.