ليلة البارحة كانت العواصف تلعب لعبة الدمار مع ستائر غرفتي وكان صوت الرعد يشبه صوت قاضي قد أعلن علي حكم الإعدام وذلك البرق كأنه مصور فوتوغرافي يلتقط صورة لي عند إعدامي لينشرها على إحدى صفحات جريدته
نعم مع سبق الإصرار والترصد استحق الإعدام
لأني قد مارست فن التعذيب على عيني القاصر ....
على سريري كانت الحكاية و
كانت عيني مثل طفلة نثرت شعرها الغجري على وجهي
و أنا غارق ما بين أحضان الوجع
قد أقترب المنديل من شفاه عيني ليرشفها مذاقا للموت
وصار الخذلان يتغلغل ما بين أنسجتي أكسير للممات
وعند صباح هذا اليوم كانت أشعة الشمس تقتحم شباك نافذتي ورأت عيني عارية من الثياب الأمل.... صرخت الشمس من فعلتي
وصارت العصافير تغرد تغاريد من الحزن والألم على جرمي
أه كل هذا كان بسببك يا حافية من النبض .....
مضت أزمنتي وعقارب الساعات تلسع فؤادي شوقا إليك
سنوات خلت وأنا لا زلت أبحث عنك داخل أجزاء جسدي
أه يا حبيبة العمر فكي قيدي أطلقي يداي من جنون حبك....
سنوات تعقيها سنوات وأنا مثل المتسول على عتبات القلوب باحث عن وطن يضمه و يجمع شتاته ...
يا شتات أدم في جحيم قسوتك ..
يا حواء أولم تتصفحي تاريخي والغربة والموت و وئد حرفان على شفتي مات الحاء والباء جيفة تتسلى الضباع بها ...
تبا للغتي وسحقا لكاتب متمرس الحزن مثلي والويل لأدم الذي طرق بابك يا حواء ....
سأرمي بــــ قلمي , خواطري ونثري ...
وسوف أبتر تلك الأصابع من يدي لأني قد كتبت عنك ذات يوم ....
وسأدين لك بعمري يا مستبدة لأنك حلقتي بجناحي إلى الأمل وجعلتي مني طيرا بلا جناح ...
سوف ينبت له ريش ذات يوم ويحط على شباك غرفتك وسوف أهمس لك بكل غرور هذا الرماد هو بقاياك من قاع ذاكرتي وأخذ منك بياض سيرة أدم الذي لن يكرره الزمان ....