قال لي .. لا تَمُت
قُلتُ والله لَم أمُت .. قَد ماتَ قلبي وما زِلتُ أتَـنـفّـس
قد مِتّ
وأنا ارى الشَبابَ يَفتَقِدونَ إشباعَ الحُبّ في بُيوتِهِم
فيلجَأون للوَهمِ باحثينَ عَن ذَواتِهِم يَشرَبونَ مِن غَيرِ كُؤوسهم
ولا تَدري أيُ كأسٍ فيهِ السُمُ أقوى ..
أو تِلكَ الفتاة
أوهَموها أنَها فَتاةٌ فَقَط .. حينَما تَكونُ كَما صُوَرُ المَجَلات
بَقِيَت تُقارِنُ نَفسَها حَتى وَضَعوها بِصُندوقِ اليَأسِ والإحباطِ والنَقص
وفتاةٌ أجبِرَت على الزواجِ مِمّن لا تُحِب .. تَعوّدَت النَومَ باكِية
" الجُيوبُ لا تَعرِفُ الحُب .. إسألوا القُلوبَ .. تَُدلّكُم "
وذلك الشاب
يَدفِنُ أحلامَهُ بِتُرابِ مُجَتَمعٍ يَخاف الإبداعَ يَومًا يُحارِبُ الجَديد
و يَكفَُرُ بالتَغيير .. وحينَما لا يَملِكُ قَرار دِراسَتِهِ وزَواجِه
يُكمِلُ دَفنَ ما تَبَقّى لهُ مِن أمَل ..
وذلك الرَجُل
يَفني العُمرَ باحِثًا عَن لُقمَةِ عَيشٍ تُشبِعُ أصواتَ أطفالِهِ ليلًا
مُحَرّمٌ عَليهِ التَفكيرُ بِغَيرِ ذلك .. وذلك فَقَط
قال لي لا تَمُت ..فَقُلتُ : " قَد مِتُ مُنذ اختَرتُم مَن أنا "
نعم أنا لَم أولَد بَعد .. أحرِقوا أوراقَ إثباتَ ميلادي
سأختارُ مَن أكون .. في تِلك الساعةِ المًبَهمَةِ المَجهُولة
سأولَدُ أنا .. ويَموتُ مِيلاديَ القَديم