كيف لأمرأة في الأربعينات من العمر
أن تعيش حاضرها
بماضيها
فالذكريات تظن بأن حضورها العابر
بعد غياب طويل مجرد
لحظة عابرة
وتختفي
فالماضي لها أصبح مذهباً خارجاً
عن التطرف
مواعيد زائفة
طاولة يكسوها الغبار
إمرأة تبكي بحرقة
كومة أوراق مجعدة ملقاة غلى الأرض
أقلاماً جف حبرها
هكذا ترى تلك المرأة الماضي
فالأيام تنقلب عليها منذ أفتراقها
عن عشقها للبكاء
كانت الذكريات الجميلة تجعلها تعي
بؤس إمرأة
ما هي سوى ممتلكات تتوسدها الذكريات
ذكريات جميلة تضع المرأة بين خيارين
الأول
سطوة الجمال
والثاني
قتنة العشق
لم تكن تشبة بحضورها أحد
كسفونية التاسعة ليبتهوفن
ترقص على تنغامها
قلوباً قاسية
فتغتيل أيامهم بأغاني الحب
وقصة تلك المرأة في الماضي
أسهمت في رواج النجاح في
حياتهم
وكأنها معركة انشبت مخالبها
على المستقبل
ليتلقى القاعدين بذهول دعوة
ببطاقات
لإبتسامة باهتة تشبه
فراشة صفراء بوسط الحقول
فبأي لغة تتكلم سيعلم الجميع عمق
المعاناة التي كانت تشبة شغف
مشاهد أطفىء جهاز
التلفاز
تفتح الورود
أثار حوافر الخيول على الأرض
صوت خرير الماء
تساقط أوراق
الشجر
كل ذلك كان إيقاعا خاطئاً
كرسم غير مكتمل تنقصها
الألوان
أكان سيفهم الجميع إنها إيقاعات
سيئة الصوت
او
لوحة رديئة الرسم
ذكرتها تفتح الورود كتفتح الذكريات
التعيسة في الماضي
العشق
كوردتين متجاورتين بدئتان قي
الذبول
وتساقطت أوراقهما لتعلن أن
الزمن في نهاية المطاف
سوف يغدر بهما
وسيموتان
كانت تقمع مشاعر البكاء والألم من الماضي
ولكنها تذكرت أن الشمس تشرق
وأنها بنفس اليوم تغيب
وأنها مع الأيام ستحطم الماضي عند رحيل
روحها عن جسدها
أو
ستعيش كل يوم تستجدي عطف المستقبل
والحاضر
لتعيش بين أشخاص ينظرون لحاضرها
على أنه هو الماضي
كي تعيش الحاضر الراحل عنه الماضي
الخائف من مواجهة جميع الذين فرضو
عليه الرحيل
فهل لأمرأة أن تعيش داخل أسوار الحاضر
دون الماضي ؟
فجائها جواباً هادئاً
وحده فاقد الماضي الذي يعيش
الحاضر