https://www.gulfupp.com/do.php?img=77510

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345
النتائج 41 إلى 43 من 43

الموضوع: ابداعات الكاتبة زهرة الاحلام

  1. #41
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    قصص وروايات


    مدينة مهجورة / حكايتها ليلاً ( الجــ1ـــزء ) ~

    أحدهم قد سمع يوماً بأن هناك مدينة هجرها كل السكان
    فأصبحت خاوية لا بشر / لا ضجيج أطفال كما كانت
    في السابق ..



    كل ما بها الآن
    غربانٌ سوداء كذلكَ الظلام الدامِس و عشوشها كالقش
    مُتناثر هُنا و هُناك ..
    البيوت اشبه بمتكسرة و باهتة ابوابها من الألوان فَهي
    قد صدِأت ، و على رفوف مكاتب تلك المنازل تعيش
    الخفافيش .. و لا يكاد أن يخلى المكان من الجرذان
    ذات الأنياب المخيفة !
    يقالُ ليلاً بأن هذه المدينة يُلمحُ بِها حركات مُخيفة
    قد تكون من أفعال الجِن !!!

    الأبوابُ تتحرك و تحدثُ صوتاً عندَ ارتطامِها بِالجدار
    و المراجيح تتأرجح بلا سبب و لا رياح تُثيرها /
    أصواتُ الكِلاب تتعالى و القطط السوداء تُلبِقُ
    عيناها المُخيفتان /
    اشتعالُ نيران فُجائية بِالرُغم لا وجودَ لِبشرٍ هُناك
    و الكهرباء مُنقطِعة تماماً عن تِلكَ المدينة .. !

    ذلكَ الرجُل عِندما سمِعَ بِأمرِ المدينة ، قد أخبرَ صاحبهُ
    عنها و قال : انني أفكرُ بِأن أزورَ تِلكَ المدينة لِأتأكد
    مِن صحةِ كلاهم
    !
    ردَ صاحبه : إذاً سَأُرافِقكَ فَالأمرُ مُحيرٌ لِلغاية !!
    فقال : دعنا إذاً ليلةَ اليوم نبدأُ مشوارنا في المُغامرة ..
    صاحبه : حسناً و سأُحضِر المصباح فَلرُبما لنا حاجةٌ فيه ..

    هُنا / عِندما دقتِ الساعةُ الثانيةَ عشرَ ليلاً
    حيثُ وقت المغامرة
    حيث ابتداء مخاوف تلكَ المدينة المُرعِبة ..
    وصلَ السامِع و صاحبه و التشويق يأسر قلوبهم
    الباسِلة ، و الرياحُ تتهافت حولهم بِصوتها الوادِع
    المُرعِب !
    باتوا يترددون على شوارع تِلكَ المدينة
    بيدَ أنها مظلمة جداً ليسَ بِها سِوى ضوء القمر ..
    نوافذ المنازل متكسرة
    الغربان قد نهضت مِن سباتِ نومها العميق و نعيقها
    يملئ المكان ، فأثارت الكلاب و صار عوائها يتعالى !



    قال أحدهم (!) :
    لحظةٌ .. لحظة و كأنني اسمعُ صوتَ بابٍ يضربُ
    في مسمعي !!
    ردَ الآخر (2) :
    رُبما الأمرُ على حقٍ عِندما قالوا و قالوا عن هذهِ المدينة ..
    و لكن ............/ الرياحُ مُثارة لا داعي لِلتفكير السلبي !
    قالَ (1) :
    لِنذهب و نكتشف أمرَ الباب ..../
    فكانوا على مسافة عشرةَ أمتار مِنها ، الرياحُ قد هدأت حينها
    و لكنَ الباب لا زالت تتحرك و تصدرُ صوتاً !!
    و كأنَ شخصاً يقفُ خلفها و يُحرِكها .. !
    تدانوا بِقُربِها ، فصرخَ (1) قائلاً :
    من هُناك ؟!
    قالَ (2) : اصمُت !!!!!

    و ما كانَ على الباب إلا أن توقفت بعدما فعلوا ضجةً
    في ذلكَ المكان .. !
    و لكن لم يترددوا بِالاقتراب و الدخول إلى ذلكَ المنزل
    المُخيف .. !!!



    انتظروني في الجزء الثاآني
    زهرة الأحلام

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



    •   Alt 

       

  2. #42
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    مدينة مهجورة / حكايتها ليلاً ( الــ2ــجزء ) 22/1/2015



    تقدمَ (ليون2) ليفتحَ الباب بلطف ، فتبعهُ صاحبه (1مايكل) و هناك شيءٌ من الخوف
    بدأَ يتلبس قلوبهم / فتحوا الباب فأصبحوا يبحثونَ خلفها
    و في المساحة القريبة منها ، و لكنهم لم يروا شيئاً سِوى ظلامٌ
    يغشي ذلك المنزل الذي بدأت فيهِ أولى حركات الرُعب تظهر ..
    و جرذان بِشكلٍ مخيف و أنياب مُسننة .
    قال (ليون2) : هههه كل هذا الخوف الذي عمى قلوبنا القوية كان سببها
    هذه الجرذان المُقرفة .
    ردَ (1مايكل) : أيعقل ان تكون هذه الكائنات قادرة على تحريك الباب بهذا
    الشكل .. لا لا إنني لا أصدق !!
    قال (2ليون) : يا كثيرَ الشك دعنا نخرُج مِن هُنا / فأنا لا أرى شيئاً مُخيف ..
    قال (مايكل1) : سَأبحث في الأعلى و أنتَ اِبقى في الأسفل تتفقد المكان !!!




    صعدَ (1مايكل) مِنَ الدرج التي نسجت على أطرافها شِباك العناكِب ،
    و عندما وصلَ إلى الأعلى بدأَ يتفحص المكان آونةً .. آونة ..
    فَهوَ قد أصرَ على اكتشاف ماذا يوجد في هذا المنزل المُرعب
    لأنه لم يصدق كلام صاحبه عِندما قال بأن الجرذان هي من قامت
    بتحريك الباب ..
    بينما هو يخطو بخطواته في الممرات قد لاحظَ آثارَ دماءٍ
    لا زالت رطِبة لم تجف و كأنَ أحداً قد نزفها الآن
    في هذهِ الدقيقة !!!
    أصبح يتبع الطريق الذي سالت بهِ قطراتُ هذا الدماء /
    فَانتهت عِندَ بابِ أحدِ الغُرف المتواجدة في الأعلى ، إذ كانت
    الباب مُغلقة / حالفهُ القليلُ مِنَ الخوف و لكنهُ لم ييأس مِن الأمر
    فَبدأَ يفتح الباب رويداً رويدا .. و بكلِ لُطف !!



    كانَ أولَ ما فتحَ الباب قد سمعَ صوتاً غريباً يشبهُ زُجاج قد
    سقطَ أرضاً فاَنكسرَ و تحطم ..

    فَأصبحَ يؤشر بالمصباح على كل زاوية في تلكَ الغرفة
    و رأى قطةً سوداء قد ذُبحت لِتوِها / انصدم
    من ذلك الموقف و باتَ يتراجع إلى الخلف قليلاً بخطواتٍ
    بطيئة .. /
    فَلَحَ عليهِ بِالنداء صوتٌ آخر يُناديهِ بإسمهِ بصوتٍ خفيف جداً
    كَصوتِ الهمس و يقول : اقترب !!!
    فَردَ بصوتٍ يتلعثم منَ الخوف : من هناك ؟!
    ردَ ثانيةً ذلكَ الصوت و هو يكرر قوله : اقترب !!!
    فقالَ الرجل : كفاكَ مُزاحاً يا صاحبي أهذا أنت ؟!!
    و لا زال يكرر كلمته : اقترب !!!
    .......................................


    حالُ الذي في الأسفل (ليون2) ::

    كانَ يتجول في المكان و يُغني بِصوته فَالأمرُ في نظرهِ
    بِأنهُ في قمةِ السخافة .. /
    فَأصابهُ الملل و أصبحَ يصرخ مُنادياً صاحبه الذي
    في الأعلى : هيا انزل من هُناك فَالأمرُ في سخافةٍ جداً ..
    لم يلقى رداً من صاحبه و لكنهُ بدأَ يلتقط بمسمعه صوتاً غريباً
    أيضاً .. تعجبَ من الصوت و قامَ ينظر إلى أحدِ الغُرف المفتوحة
    هُناك .. و يتعمق في النظر دونَ غضهِ قليلاً ..
    فَدُهِشَ بصرهُ عندما رأى شيئاً قد مرَ مِن هُناك مُسرعاً
    كالسراب // و لكونهِ لا يخاف .. تقدمَ و اقترب بخطواته
    إلى الغرفة ، فوقفَ على عتبتِها .. فَدخلَ إليها حتى يبحث /
    و عندما لم يجد شيئاً قد قال : انني اهلوس بخيالي ..
    و ما كانت على الباب إلا أن أُغلِقت ..
    صدمهُ موقفُ انغلاقها إذ قد غُلقت بِشدة !
    فَحاولَ فتح الباب و يطرق عليها بيداه ، و لكن دونَ جدوى
    فقد كانت مُحكمةَ الاغلاق / حتى عندَ مُناداته لِصاحبه
    فَإنهُ لا يستجيب .. !


    حالُ الذي في الأعلى (مايكل1) ::

    لم يقترب و لم يعود إلى تلك الغرفة المخيفة ، بل اصبح يتراجع
    اكثر حتى يصل إلى الدرج ليهرب من هناك //
    قد اصبحَ في الممرات تائه فهوَ تناسى أينَ موقع الدرج
    قامَ يركض مسرعاً باحثاً عن المخرج الذي يخرجه من المكان
    و في كل اتجاه يكون نحوه ، يفشل و لا يجد الدرج /
    لكنه ظلَ يبحث و يبحث !
    و اشباح المنزل محتدمة جدا ، ما برحت تودُ ايذائهم لكونهم
    قد سببوا لهم صخب و ازعاج !!
    اعتلمت الدماء في الارض / فَبقيَ الرجُل متعجباً و مندهشاً
    إلى أن !!
    إلى أن !!
    إلى أن !!


    .
    .
    .
    .
    .




    إلى أن صادفَ فتاةً في عُمرِ المُراهقة / قد كانَ شعرها
    يُغشي وجهها ، و ترتدي ثوب من طراز قديم مُتسخ ..
    و تحملُ في يداها دميةٌ مشوهه /




    فَسألها ::
    من انتي ؟ ماذا حلَ بكِ ؟ هل استطيع مساعدتك ؟!
    و لكنها لم تعطيهِ رداً ، ظلت صامتة و كأنها صماءٌ خرساء !
    فَسألها ثانيةً :: هل انتي على ما يُرام ؟!
    و ظلت صامتةً و لا حتى تكشف عن وجهها و تزيل شعرها
    الملتصق على وجهها .. !
    فَعرفَ انها منَ الجن !!
    ...... /
    فَأصبحت تتدانى مِنه و هو يتراجع إلى الخلف ،
    إلى أن سقطَ الرجُل مِنَ الدرج فَهو لم يكن منتبهاً عن ما يقع
    خلفه .. و لكنهُ لم يتأذى كثيراً ، فقط ظهرت عليهِ بعض الخدوش /
    و مكثت تلك الفتاة في اعلى الدرج ، كادت ان تنزل ..


    فَأصبحَ يبحث عن صاحبه (ليون2)
    إلى ان سمعَ صوتَ صراخهُ في احدِ الغُرف و هو يطرق عليها !
    فَباتَ الرجُل (مايكل1) يحاول فتحَ الباب و لكن لا فائدة !!

    فَظهرت في تلكَ الغُرفة الفتاةُ التي ظهرت في الاعلى !
    إذ كانت واقفةً على أحدِ زوايا الغرفة / و تحدثُ صوتَ حفرٍ
    بِأظافِرها الطويلة !!




    ارتعبَ ليون جِداً .. و قامَ يضرب البابَ بِقوة و مايكل ايضاً
    يضربها بقوة / و الفتاةُ تقترب من ليون و تقترب
    حتى اصبحت قريبةٌ منهُ جداً !!

    فَفُتحت الباب .. و خرجَ الرجُل / و هم يركضون خروجاً من المنزل ،
    فَخرجوا / إذ توقفت تلكَ الفتاة عن مُلاحقتهم ..
    فَهي كُل ما كانت تُريده أن يخرجوا من ذلك المنزل حتى تعبث
    فيه كما تشاء / دونَ ازعاجٍ مِن أحد ..

    و هم كانوا مُسرعين يريدونَ الخروجَ مِن تلكَ المدينة ..
    فَخرجوا مِنها و عادوا كلاهُما سالِمان و لكنهما متأثران قليلاً
    من حادثةَ ذلك المنزل / لأنهم لأول مرة يصادفون شخصاً
    من الجنِ واقعاً امامهم / إذ كانوا لا يؤمنون بوجودهم
    فقط في خيالهم بأنهم اشياء توهمية لا تحدث !!

    و هكذا انتهت قصةُ مايكل و ليون في تلكَ المدينة المهجورة /
    التي اصبحت اكثرَ ضجيجاً عن ما في السابق
    و تنزعج منها بقية المُدن المجاورة لها // ..



    تحياتي
    زهرة الأحلام

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



  3. #43
    كاتبة خواطر في السبلة العُمانية الصورة الرمزية اسطورة لن تتكرر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    بين نبض حكاية ودمعة فرح
    الجنس
    أنثى
    المشاركات
    18,976
    Mentioned
    49 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)

    ألم في الخفاء .. و رماد ! 28/3/2015

    لا يعلمون ما بي !


    في اليومِ السابعَ عشر مِن يوليو /

    استلقت على فراشها محتضنةً وسادتها ..
    كانَ صوتها صوتُ بكاء ..
    أصابت أختها حيرةٌ : تُرى ما الذي حلَ بِها اليوم !
    حاولت أن تتجاهلها فَرُبما لا زالت تُعاني من حالتها النفسية ..
    غادرت الغُرفة .. و هيَ تُجري اتصالاً مع دكتورةِ أختِها النفسية ..

    - دكتورة / أختي لا زالت على حافةِ الاستقرار ، بكائها لا ينتهي !
    - اعطيها جُرعةً من الدواء الذي قمتُ بوصفه ..

    قامت و سقتها من الدواء .. الذي اسمتهُ الفتاةُ بِالسم !
    مجبورةٌ هيَ .. حتى تفيقُ من حالها ..

    ......


    بعدَ مرور يومان فقط !
    بدأت عيناها تبهت و السوادُ يكثرُ حولهما ..
    أعراضُ التعب سجنتها في ظلالٍ و ظلام ..
    و حالتها لم تستقر بعد .. بل زادت عن حدها ..
    هي لا تتكلم .. و الخوف يحاصرها من كل النواحي
    حتى من أتفهِ الأمور !
    و ليلها سهاد .. لا تنام بل تتألم ..
    فَباتت أمها تسأل : ما الذي أصابَ ابنتي ؟
    اختُ الفتاة : إنها تثيرُ غضبي بِالفعل !!
    ( حالاً اتصلت بِالدكتورة و اعصابها مشتعلةً تماماً )

    ....

    وصلت الدكتورة إلى منزلِ الفتاة و العرقُ يسيل من جبينها خوفاً
    مِن أن الأدوية هي من زادت من حالتها النفسية ..
    - ساعديها .. وفقكِ الله !
    - سَأبذلُ جُهدي يا عمتي لا تقلقي .. و لكنني مجبورةٌ أن أأخذها
    إلى المستشفى ..

    غادرت الفتاة البيت منتقلةً إلى حجرةً كئيبة في ذلك المستشفى المزعج ..
    الذي كل صباح تبتدي فيهِ أصوات متعالية .. منهم من يتألم
    و منهم من يضحك و هو قد فقدَ ذاكرته و أُصابَ بِالجنون ..
    تلكَ الفتاة التي تحاول أن تستعيد قواها و لكنها في كل مرة تخفق
    و تزيد حالتها بسبب الأدوية الكئيبة و المضادات القاسية ..
    فَلم يجدي حال تواجدها في المستشفى / و كل يدٍ عاطلة عن حالها ..

    .....

    تم اتخاذ قرار من المستشفى .. أن تنقل الفتاة إلى أحدِ المستشفيات الجامعية " بون "
    الواقع في ألمانيا .. /
    كانَ صعباً على الأمِ أن تسافر معها إلى هناك فَالتكاليفُ باهضة الثمن ..
    و قد أقلعت الطائرة في صباحِ يوماً أتى بعدَ الأمس ..
    الحزنُ يروي حكايةَ بُعدِ الفتاة عن أمها و هي دون شيء .. دون قوة !
    الراحةُ تلونت في عين أختها بعدَما ارتاحت من مراجعة اختها .. فَأوقاتها
    سَتقضيها مع صديقتها و تقابل انعجابها بنفسها و جمالها أمام المرآة ..

    ....

    وردة مقيدة !

    أصبحت في قلب ذلكَ المستشفى الألماني .. في غرفةٍ باتت تتأمل زواياها ..
    فَهي لا تفضل أن تبقى على الفراش .. بل يريحها المكوث على الزوايا ..
    جاءَ الدكتور مبتسماً .. سألها بِأسلوبهِ الراقي ..
    راقي لأنهُ طبيب نفسي ذاتَ خبرة عالية .. متفوق في البلاد ..
    فَكانَ السؤال : أتفضلين أن نلعب ؟
    أجابت : نعم .. منذُ مدة طويلة لم ألعب !
    فَبدأ يلعب معها أحد ألعاب الأطفال .. و هم غارقين و مندمجين
    سألها سؤالا آخر : حدثيني عنكِ .. ما بكِ ؟
    توقفت .. اصيبت بِالصمت .. و كأن شيئاً يمنعها من الكلام !
    فَأعادَ السؤال : ما الذي حدث ؟
    ( جهشت بالبكاء ) .. ثم قال : أمكِ تُحبك و تفضل صحتك !
    ( لأنه يعلم بأنها تحب أمها جداً ) ..
    فَبدأت تحكي :
    لا أتذكر كل شيء .. فَكلُ ما أتذكرهُ بأن أختي بعدَ ذلك الموقف أصبحت تكرهني
    و توبخني في كل فعلٍ اقوم بِه .. أذكر بعد ذلك أنها باتت ترصدُ كل تحركاتي
    و تضربني ..
    ( و لكن أيُ موقف ؟ )
    سؤال حيرَ الدكتور !
    و لكنه لم يتوقف في عمليات البحث عن حلول بِاتجاهِ هذهِ الفتاة ..

    ...

    بعدَ مرور شهر من أيام العلاج .. لا زال يستمر الحال ..
    و لكن اليوم ليس كباقي الأيام .. بدأت اليوم أحدِ مراحل استجابةِ العلاج ..
    قد لاحظ الدكتور من خلال / أنهُ قد قلَ بكائها .. وجودها على الفراش بدلَ الزوايا العاصبة
    على جبينها ألم و قصة لا كادت أن تُعرف بعد ..
    تقعد على الفراش و بين يداها دفتر و قلم .. قد طلبتهُ من الدكتور يوم الأمس ..
    و حينَ يكون موعد نومها .. يكون هو الوقت الملائم لِيعرف الدكتور ما تدونهُ بذلك الدفتر !
    اصبحَ يفتش بين الأوراق و الصفحات .. لم يلقى إلا سطران قد كتبتهُ في أحد الصفحات :
    ( أمي .. أعلنُ اليوم امتزاجَ ألمي بِبعضِ الأمل و في داخلي عيد يفتقدك فأنا اشتقت لك ..
    و لكن لا تخبري أختي .. فَهي حمقاء لا زالت تحقدُ على حالي بسببِ موقفها التافه
    ) !
    زادت الحيرةُ في عقلِ الدكتور .. فتركَ دفترها في مكانه / ربما سيعود إليهِ غداً
    لِيرى ماذا أضافت !





    بدايةُ الاستقرار !

    بدأ الصباح و العصافير تُغني .. اتجهت نحوَ النافذة بكل نشاط و البسمة تُعانق وجنتيها ..
    فَاليوم قد سُمحَ لها أن تخرُج لِتتنزه إلى أحدِ الأماكن السياحية في ألمانيا ..
    خرجت مع الدكتور المشرف عليها .. فَلاحظَ إعجابها بِالطبيعة و نفسيتها التي تتفتح
    مع كل ثانية تستنشق بها الهواء النقي ..
    فَجلسوا على أحدِ الكراسي الموجودة على أطراف الشاطئ .. اصبح يتناولَ معها
    الحديث : لو أن أمكِ معنا !
    ـ ابتسمت فقالت : فعلا افتقدتها و افتقدت سماع صوتها !
    ـ إن انتهينا من العلاج .. سَتعودي بِأقصى سرعةٍ إليها ..
    ـ و كأنني بدأتُ أتذكر !
    ـ ماذا تتذكرين ؟
    ـ ( و هي غارقة في التفكير ) قالت : أحسُ بِصداع يستوطن رأسي ..
    فَعادَ بِها إلى المستشفى أو بِمسمى آخر " منزلُ الأمل " !
    فَكانَ أول ما فعلتهُ عندما دخلت غرفتها / فوراً أمسكت بِالقلم فَأصبحت تخطُ بهِ
    على دفترها ( كل الأماكن فارغة مهما كان جمالها .. يا أمي أحتاجك ! )
    كان الدكتور بجانبها .. فأصبح يقرأ على رأسها ( المعوذات و آيةُ الكرسي ) ..
    و بعد ما انتهى ، قال : حدثيني عن موقف جميل بينك و أختكِ ؟
    ـ كل شيء جميل اصبح لا شيء بعدَ ذلك الموقف !
    ـ ما هو الموقف ؟ .. فضفضي ما بِداخلك !
    ـ كنتُ أمشي مع صديقتي في أحدِ الشوارع .. نفتشُ عن مكتبة توفي بِكتابٍ نحتاجه جداً ..
    فَحدث أن لمحتُ بِالصدفةِ أختي الكبرى تقوم بِأفعال سيئة لِلغاية / و أنا لم أعي أن هذهِ أختي
    من تفعل هذا .. سترها الله / حينها ألتفتت لي بعدما أخبرتها إحدى صديقاتها : أختكِ هناك !
    فَأتت إليَ .. انفردت بي إلى أحدِ السكك المظلمة !
    فَأصبحت تضربني بكلِ قواها .. و تعدني بأنها سَتقتلني إن نطقتُ حرفاً واحداً ..
    منذُ ذلك الموقف .. لم تدعني على حالي إلى أن وصل الأمر أن تسقيني أحد الأدوية أو السم
    قامت بوصفهِ لها صديقتها .. كانت تجبرني على جرعه / بِمثابة عذاب حتى لا أتكلم ..
    كنتُ أتألم و أخبئ عن أمي كل الأمور خوفاً من أختي القاسية ..
    و بعدما اصبحَت حالتي النفسية لا تسر .. أتت بِدكتورة نفسية .. و ما زادَ في حالي
    إلا تلكَ الأدوية التي كانت على اساس أنها سَتوقظني من حالتي / فتعاكس الأمر ..





    اليوم عودة !

    تشافت الفتاة من حالتها تماماً .. و انطلقت هذا الصبح تتجهز لِلعودة إلى بلادها شوقاً
    لأمها .. و أختها التي كانت سبب دمارها !
    أقلعت الطائرة قبل ذلك بِحزن .. و اليوم أقلعت بفرح ..
    فكان أول ما دقَ جرسَ منزل أمها .. تفاجأت الأم لأنها لم تعلم بموعد العودة ..
    بكت من فرحها ..
    ـ أمي اليوم اكتمل العيد !
    ـ و اليوم سُرت عينايَ بِرؤيتك يا صغيرتي ..
    ـ و لكنني لا أرى أختي .. اشتقتُ لها أيضاً هيَ الثانية !
    ـ رشي ذكراها بِالدعاء .. أختكِ عادت إلى ربها قبل اسبوع ..
    ( لم تتكلم .. فَانطلقت إلى غرفة أختها ) .. بدأت تفتشُ الأغراض و تستعيد ذكراها معها ..
    بدأت تسيل دموعها بلا وعي .. فَانطلقت نحوَ المقبرة .. تركضُ باحثةً عن اسمها ..
    و حينما وجدته .. جلست بِالقرب من رأسها .. تمسحُ على الرمال و كأنها تمسح
    على رأس أختها .. فقالت : أعلم بأنكِ قد ظلمتيني و دمرتِ حياتي ..
    و لكن أختكِ تُحبك / و مهما كان و حدث فَالأخوةُ إخوة ..
    لو تعلمين / ما ذقتُ حزناً أكبرَ من فراقك !
    ما ذقتُ حزناً أكبرَ من فراقك !
    ما ذقتُ حزناً أكبرَ من فراقك !


    ترقبوا الجزء الثاني ..

    زهرة الأحلام

    تعامل مع هذه الحياه
    وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
    تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها



صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م