يشبه الظلام في المقابر .. وصوت الريح .. انه كذلك .. ليس مجرد ضحكات صاخبة يطلقها احيانا .. يضمر شرا خفيا .. لا يترك خلفه اثارا حميدة .. خصال الشر ترتسم في صفحات وجهه .. لم اعرفه الا عن جهل وحسن ظن .. صدفة ..مكان وزمان مجهول.. يتلون كالطيف.. كالحرباء.. متقلب في كل شيء .. يتصنع الابتسامة والقهقهات الصاخبة .. يتذاكي على اقرانه .. يقوم باشياء مقيتة .. يعاني من ثمة حرمان .. وعقدة نقص ..يلاحقه الشؤم اينما ذهب .. كظله .. يلازمه الرعب والخوف .. كانفاسه .. يخشى ظله.. لايتورع ان يبكى كالاطفال الصغار.. ينتزق كلما سمع عواء كلاب .. يجر خلفه أشلاء هزيمة .. ضائعا في سكك الحرمان .. يتستر خلف ظلام اقنعته .. ذئب ضامر ..هزيل.. جائع .. بارزة عظام صدره الاجوف .. يجلس على قارعة الطريق والاسواق .. يتسكع في نزواته .. يتلصص بعيون نمرية .. يبدو انه اخيرا وجد مرتعا خصبا .. وجد ضالته ... خرج من بحيرته الفاسدة .. رائحته لا تزال نتنه .. لاتزال الطحالب عالقة على جسده .. يمشي بقلب مزيف .. ينبض بالكذب والخديعة .. الجميع عرفه بالمكر .. عاث في الارض فسادا .. مع اقرانه .. صال بعقليته الرجعية .. دون حياء .. صاخبة طبوله المتخمة بالضياع .. لأنه رجعي بطبعه .. اغتال كل جميل .. في بستان الروح .. زرع بذور الم .. تلذذ بصنوف القهر .. قطع خيطا اخيرا للامل .. مزق حبل سارية.. مقدس في القلب .. سرق احلام صغيرة.. دون ضمير .. انتهك حرمات.. ذات ليلة كان هناك .. بين الجدران الاربعة .. ينتظر .. يقطر لهاثة بالمكر والخديعة .. كشف عن وجه دميم .. اظهر شيئا من العطف الكاذب .. تصنع ابتسامة .. تعكس زيف شخصيته وذاته ..جمع اوراقا وصحفا من الخطيئة .. تشبه زيفه.. كتب أشياء.. لغرض في نفسه .. كان يحمل اشياء قبيحة .. واوراق قبيحة.. شعور بالخيبة والالم .. تنكر عن كل شيء .. كشف عن جذور زائفة .. ومراوغة جلية .. شعرت الجدران بذات الاحساس .. .. اختفى.. خرج ولم يعد .. يجر خلفه ذيول الكذب والخداع والنفاق ..عاد صباح ذات يوم .. انكر كل شي كعادته .. حمل اكاذيبه مرة اخرى .. واساليبه الرخيصة .. واشياء زائفة .. فقيرة من الحب.. لم يرحم تلك الانسانية .. لم يتذكر ما كان. .. لم يتذكرشهادة الطريق .. ركل برجله تلك الورود الجميلة .. قتل تلك الفراشات الحالمة .. طارت الى ذلك الحائط ..لم يأبه بعواقب غد .. لم يحسب ما تخباه الايام .. لم يتوقع نهاية دعوات.. لم توقظه صرخات الم اطفال .. انتزع كل ما يريد .. وما خطط له .. في لحظة ضعف .. في لحظة ياس من الحياة .. آخر قشة وسط الطوفان .. بريق نجوم.. كراسي زائفة.. هرب سريعا .. تافه.. حقير .. هرب خوفا من القادم .. ليلة صاخبة .. تصفيقا وصفيرا .. وعواء كلاب ضالة .. تلعق اثار نتنه ..تعري سوءة .. انجاز زائف .. حفلة عشاء اخير .. نال مالم يناله الاخرون .. حمل على رقبته اوزارا ..و جسد مسجى في صليبه .. اختفت احد الكؤوس من المائدة .. قضبان صدئة تتحلل شيئا فشيئا .. يلفها ظلام وصمت طويل .. غضب طبيعة وتتابع هزات زلزال .. نتامل شروق شمس ربيع زائف .. ووهج رمال ملتهبة.. وصقيع مساء .. وصديق الامس يتخبط في الظلام .. ضائع في مستنقع الجور والحرمان ..فتح ابواب السعير على مصراعيها .. يطارده لهب وحميم .. لا شك ان الخوف والرعب قادم .. يدرك زيف المستقبل .. وتسارع الايام نحو قدر محتوم.. يطلب الرحمة بين الخوف والرجاء .. سأل ذات مرة عنه.. وكانوا يعلمون ما السبب .. يعلمون سر اختفاؤه .. وكآبته .. والمه .. انها عواقب الظلام .. الزمن يدور .. والكراسي تتساقط .. والنجوم تغرب .. وهو يعرف مكانته.. شاهده احدهم ذات يوم .. يتوسل.. تصرخ السماء في وجهه .. حتى انت ؟؟؟خلف الأقنعة..
ناصر الضامري