المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت
13 ☆ ثرثار
في بعض الصدف تجد من يشعرك باحتلال نفسي عنيف .. لا يترك لعقلك مجالا للتفكير ولا لقلبك اي نبض ولا للسانك اي حرف ينطق به .. باختصار
يتسبب في سحب لكامل رصيدك من الحواس التي جعلها الله لك ، يتسلل الى حياتك بشراسه .. لا تهم المدة التي تلتقيان فيها بقدر اهمية الاختناق الذي تشعر به ..
تشعر في وجود البعض وكأن الدقائق القصيرة طالت وتمددت واخذت حيزا من الزمن اكثر من حقها .
ومن امثال هؤلاء - وهذا موقف يتكرر احيانا - ذلك الرجل الذي جمعتني به اسوأ انواع الصدف التي مررت بها في عيادة اسنان خاصة ولا انساها ما حييت .
ذهبت لطبيب الاسنان اشتكي من ألم لا يطاق بواحد من اسناني .. جلست في احدى المقاعد الموجودة بقاعة الانتظار حتى يحين دوري .. جاء هذا الرجل وسلم على الحضور فردا فردا وجلس الى جانبي واخذ يسأل كل واحد منا عن المشكلة التي يعاني منها فالبعض منهمك في شاشة جواله وآخر يقلب مجلة نسائية كانت موجودة على منضدة صغيرة شبه متهالكه الى جانب المقعد الذي يجلس عليه واثنان يتحدثان بصوت خافض يكاد لا يسمع ، وآخر صامت واحسبه اصم لا يسمع .. وصاحبنا يتكلم الى هذا وذاك بصوت جهوري ممل ، ويضحك بشكل مقزز ، و لا يجد من يسايره في كلامه فكل من كان في قاعة الانتظار مشغولون بأمر يلهيهم عنه .
اتجه الي بكامل جسده يسألني عما بي فأخبرته وانا لا ارغب في الكلام معه كي لا افتح له بابا لا يسد .
حكى لي عن مشكلة اسنانه واسنان بعضا من ابناءه ، و معاناة جاره مطر وكيف ان جاره اضطر لخلع كامل اسنانه والاستعاضة بأسنان اصطناعيه .. لم يكن لدي رغبة في مجاراته ولم يمهلني ايضا للرد عليه ولو بكلمة اجامله بها .. فالكلام يخرج من فمه وكأن ماءا يصب من خرطوم ماء لا ينقطع .. شعرت بصداع شديد ورغبة في التقيؤ ناهيك عن الالم الذي بأسناني وهذا الرجل لا يصمت .. ثرثرته مزعجه .. عرفت اسماء كل جيرانه وكيف ان جاره ابو عبدالله لا يكلمه بعدما فلعه ابنه ( ابن هذا الرجل ) بحجر وهرب ولم تجد محاولات الصلح بينهما نفعا .
شعرت بأني بت قريب جدا من الانفجار .. اقول في نفسي بعد ان عجزت ان اسمعه صوتي واطلب منه قليلا من الهدوء : ارجوك يكفي ثرثرة .
واخيرا نادتني الممرضة لادخل على الطبيب شعرت وكأن رحمة من السماء ارسلت الي لتنتشلني من هذا البركان الثائر وحممه الكلامية المتلاحقه .. وانا انهض طلب مني رقم هاتفي فنظرت اليه بشزر ولم أرد عليه ..
يااااه !! شعرت براحة نفسيه وكأني خرجت من عنق زجاجة .
مع محبتي ،،،،