قلوب تقسى وتتحجر...
وتبث السم في طريقها..
افئدة لا تحمل الرحمة ..
وتحجر القلب...!!!
تلك الشوارع تشع نورا والحركة بها مستمرة ﻻ تنقطع . حركة غير عادية عندما يأتي المساء
كعادتي في كل ليلة أحمل معي دفتري وأذهب بعيدا عن أعين الناس تحت ضوء القمر وظلال اﻻشجار
ﻻ أسمع سوى صوت خرير الماء ينساب بين الجداول. .. وصوت عصافير تبكي جوعا تنتظر أمها لتأتي اليها بالطعام...
في هذه الليله فضلت المسير فبدأت وخطواتي تسبقني مسرعة ﻻ أدري لما حينها أحسست بشيء غريب يجتاح قلبي وقفت برهه في الطريق لاستجمع قواي واواصل المسير ....
فجأة سقط دفتري من يدي عندما رأيت ذلك المنظر . اقشعر جسدي وزادت نبضات قلبي في الخفقان. .. واحتارت نفسي هل أواصل المسير ؟ أم أتراجع من حيث أتيت ؟
ولكن قدماي لم تقويا على الحراك ولم أستطيع التقدم أو التراجع
وقفت ونظرت إلى السماء ولسان حالي يقول ماذا افعل؟
جمعت شجاعتي وقواي واقتربت منه
وقلبي يزيد في الخفقان وجسدي يرتعش
ولساني ﻻ يقوى على النطق
بصوتي الخائف المرتبك قلت له :
- سلام من الله عليك ...
ماذا تفعل لوحدك في هذا المكان ؟!
أجاب بصوت حزين وشفتاه ترتجفان من برد الشتاء القارص الذي يقرض جسده الذي لم تقيه ثيابه الرقيقة البالية من هذا القر المتوحش ... عليه ملامح حزن وبؤس - قال لي مجيبا :
-انتظر ولدي لاسلمه أمانته هذه أعطاني إياها ﻻخبئها له لحين عودته
اقتربت منه ﻻ نظر ما هي تلك اﻻمانه
واذا هي ورقة صغيرة. ..حاولت أنظر
ماذا كتب بها .. بعد معاناه شديدة وافق .
نظرت اليها . وبدأت أقرأ بسرعة المكتوب فيها :
( من يجده يذهب به إلى أقرب دار للعجزة هنا )
وقفت لحظة صامتة وكأن المكان ضاق علي واظلم الكون في عيني
تجمدت مكاني والورقه في يدي
وادمعي تتساقط من عيني . ناولته إياها فأخذها و بكل حب خبأها في ثيابه لكي ﻻ تتأثر ليسلمها لفلذة كبده
آه ما أقسى القلوب وما أبشع هكذا بشر !!