السلام عليكم ورحمة الله ..
/
في زمن طغت عليه المادة ,واصبح كل واحد يقول نفسي اولاً
المصالح الشخصية في المقام الاول
مشاغل الحياة و كثرة الضغوط فيها يستحيل تكون سبب مهما كانت
تزعزعت أواصر العلاقات الإنسانية الإجتماعية . واصبح الاخ لا يسأل على اخوه ولا سيما الاصغر بل ويستكثر عليه ستر الله وغالباً ما يكون افضل حال منه
كما يقول المثل الشعبي الشهير "ابو جاموسة بيحسد ابو معزة ومستكثرها عليه"!! وبعد
أصبحنا نترحَم على أيام زمان " يوه الله يرحم أيام زمان لما كنا جيران و اخوات و
حبايب لما كنا و كنا
و كنا ..... "
نبكي على أيام كانت تجمع الجيران و الأقارب و الأصحاب
على قلب واحد لكل فرد في الشارع حق على الأخر
و بنظرة سريعة لواقع الترابط الإجتماعي في الزمن الحالي
فالجار لا يكاد يعرف إسم جاره!
و الأقارب يتواصلون بالمناسبات الطارئة كالوفاة و بعضهم لا يتواصلون بتاتاً..واحياناً
الواحد يعرف خطوبة احدهم او زواجه بطريق الصدفة
و لكن كل هذا يهون بجانب التنافر و التباغض بين الأخوة تصل الى حد القتل والتدمير
التي يربطهم نسب واحد و دم واحد من أم واحدة و أب واحد .
فقلبي يتقطع عندما أسمع أن هناك قضايا تشغل المحاكم الشرعية بين الأخوة ,
أخ يرفع قضية على أخيه على إرث أو حق مسلوب و ما شابه ذلك .. واحيانًا تصل الى القتل
وتقطيعها الى اشلاء وغالبًا تسمع وترى العجب العجاب في الجرائد اليومية لا تخلو ابدا من هذه الافعال
المشينة وغالبا السبب تافة
او المال عامل اساسي ..
و بحكم طبيعة البشر ؛ المختلفة قد يكون هناك إختلاف بين طبائع الأخوة في البيت الواحد
يحصل بينهم إختلاف بوجهات النظر
يتجادلون يتخاصمون لكن لا يطيق احدهم البعد عن الاخر ؛ دقيقة واحدة
هذا شيء طبيعي يحصل بكل أسرة
و لكن أن يتعدى ذلك الإختلاف اللجوء إلى رفع قضايا على بعض في المحكمة الشرعية
فهذا ما لا تقبله الفطرة و لا الإنسانية
سمعت الكثير عن مشاكل الأخوة من نسب واحد تصل إلى حد القطيعة بالسنين و قد يتوفى
الأخ و هو لم يتصالح مع أخيه عندها تقع الطامة الكبرى و هي الإحساس بالندم على تفريط
الأخ بحق الأخوة لأخيه و لكن ساعتها لن ينفع الندم فالأخ قد توفى و هو يحمل الحقد بقلبه
لأخيه إبن أمه و أبيه و لم يهنأ بالأخوه الحقه مع أخيه .
وقد يصل حد القطيعة إلى الأبناء يكبرون و هم لا يعرفون عن عمهم أو عمتهم و أبنائهم
شيئا يعيشون كالغرباء يحملون بقلوبهم الكره و الحقد و الضغينة متناسين بأن أعمالهم لا
ترفع إلى الله بعد ثلاثة أيام من الخصام و ليس بالسنين .
واقع مؤسف و أليم أن تجد أخوة في بيت واحد من أسرة واحدة يربطهم دم واحد و نفس الوالدين و هم متقاطعين متخاصمين على أمور زائلة بالدنيا فكل شيء زائل و لا يبقى ؛ غير
ذلك الدم الذي يجمعهم ناهيك عن حسرة قلوب الوالدين عندما يجدوا أن أبنائهم مختلفين
متقاطعين يرفضون كل محاولاتهم في الصلح .. ام قد ترانا ورثنا فعلة قابيل باخيه هابيل اول ..
جريمة قتل بحق الاخ في البشرية؟!
الإخوة مشاعر مقدسة سامية منزهة عن كل ما يدنسها من الحقد و الكره و القطيعه!!
تُرى لماذا يصل حد الخلاف بين الأخوة إلى الحقد و الكره و القطيعة وما ذُكر اعلاه ؟
برأيكم هل تستحق الدنيا هذا التنافر بين الأخوة لتحقيق مطلب من مطالبها ؟
1-هل يستحق الخلاف مهما عظُم بين الأخوة اللجوء إلى المحاكم لفضها ؟
2-كيف تتصرف مع أخيك لو كان ظالما و سلب حقاً من حقوقك ؟
3-هل تتبع قاعدة داوها بالتي كانت هي الداء و تتعامل معه بمثل ظلمه و قساوته ؟
4-هل تؤمن بالمثل القائل إذا لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب و الغلبة للقوي و عليه ترد ظلم أخيك عنك ؟
5-هل تعتقد بأن القطيعة هي الحل المناسب لإسترداد حقوقك من أخيك ؟
6-و لو أن أخوك أهانك و جرحك و قاطعك ؟
7-لو كان لك اخوين متخاصمان؟
8-تُرى لماذا لا يتحمل الأخ أخيه بهذا الزمن تحديدًا و لماذا و صلت الأخوة إلى هذا الحد السيء!؟
بالنهاية .. أتكلم عن فئة من المجتمع وليس التعميم
دمتم سالمين .