رقم النص(( 96))
عنوان النص: ((وصَـلَّـىَ فـي دَمِـي اليـاسَـمـين))
الكاتب ( سعيد الغافري)
رابط الموضوع (https://www.omaniaa.co/showthread.php?t=160570
وصَـلَّـىَ فـي دَمِـي اليـاسَـمـين
كل يوم أقفز من نومي متفاجئا بصوت صافرة لا أدري ؛ أصافرة إنذار أم إسعاف أم نجدة شرطة . أهرع ناظرا بعين قلقي من نافذة غرفتي بالطابق الرابع . أنظر للأسفل . للعمارات المصطفة على يمين الفندق ويساره . للشارع . لساحة المحافظة حيث جبل قاسيون يحييني من بعيد من جهتها الشمالية . أسمع أصوات ناس وسيارات . رجل يلقي التحية بصوته الشامي على صاحب محل . خناقة من الطابق الذي تحت غرفتي مباشرة بين امرأة ورجل على " المصاري " و .. بأي ليل سكبتها يا مجنون . ضحكة تشبه أنغاما عذبة تكسر هذا الجو المشحون وهي تطير كالنسمات من مجموعة فتيات " دلع " مثل الأقمار واقفات عند بلكونة العمارة المقابلة .
ينتهي قلق القلب . أطلق ضحكة . دمشق في أمان يا سعيد ، والحياة بهذا القوس قزح جميلة ورائعة . أتمدد على سريري الوحيد دون شريك . أبتسم وأنا أعود للصفحة التي كنت أقرأ فيها ديوان محمود درويش . ومرة أخرى ينقطع خيط قراءتي . لكن هذه المرة بصورة أحلى مع رنين هاتفي المشتاق ..
# أنزل . أنا في مقهى فينيسيا . أنتظرك .
أخيرا جاء صوتها الذي اشتقته . تشهق الفرحة في قلبي . أترك محمود درويش وديوانه . ألبس ملابس الخروج وأنا أحاول أن أبدو أنيقا كما تحب أن تراني دائما وأنزل بالمصعد بكل ضجيج شوقي لملاقاة الياسمين .
@@@
بالأمس ونحن نرسم حلما جديدا مجنحا كنت تعترضين على شكل عشنا في الرحيل
ستبنين عشك وحدك .
سأبني عشي وحدي .
في الختام ، توحدنا روحا !!
هل تذكرين ؟!
توت ليلتنا الفائتة .
العشاء الذي أردنا بإصرار أن لا يكون الأخير .
وسهرتنا للصباح دون صوت الجسد .
أذكر قلت بضحك يمازح وقتك :
_ عند انتهاء السهر سأطردك من كل ما تبقى من ليل وقتي .
تشاكس قلبك . قال لي بنبوءة من لا يصدق ما تدعيه النوايا :
_ بل أنا من سيطرد هزيعك عني .
ورنت على شفتيك ضحكة تشبه رنين خلخال قدمك اليمنى . ثم رشقتني بغمزة وأنت تغادرين :
_ تصبح على خير حياتي .
_ الله معك حبيبتي .
وحين تلاقينا في اليوم الذي سبق مغادرتي لبلادك أقسمنا أن نبقى حتى آخر خيط لليل .
كلانا في خفاء الشعور الحقيقي كان يدس يدا تتشبث بجنة صاحبه .
كلانا كان يتوق لوقت من الليل أطول مما ينبغي أن يكون حتى نستمر في تهجد قلبينا وفي صلاة الياسمين .
كلانا كان يرفض أن يتثاءب هذا الليل أو يلمس شفق المنتهى .
كلانا كان يكره في سره انقضاء يوم ونقصان ما قد تبقى لنا من صفحات الجنون .
سنقول لتطمين قلب يتدفق منه شؤبوب القلق :
_ ما زال للرحلة خيوط بقية . لنواصل حتى آخر قطرة للفرح ما قد بدأناه من رقص ..
أمامنا وقت طويل لنلتحف الوحدة ووحشة ما بعد الدمع والوداع في صحاري الضجر والافتقاد .
&&&&&
بالليل أتوضأ بضياء وجهك
أتعطر بعبيرك
وأبدأ طقوس صلاتي في محراب عينيك
لست صوفيا ولا زاهدا ولا متدينا كما تعرفين .
لكنني حين أذوب من الوجد أصير قلبا "حلاجا " لا يرى إلاك ولا يهتف إلا باسمك يا معبودة روحي .
كل هذا الليل العابق بنراجس النقاء هو أنت !!
â–*â–*â–*
مرات أكتب عن هذا الحب بلون أظافرك الحمراء .. كرسالة قلب متوهج .. ومرات أكتبه بلون شعرك الذهبي كشوق ينتظرك عند شرفة أصيل ما قبل الغروب .. ومرات أحول شكل الأحرف نوتات موسيقية شبيهة ببيانو الصالة في منزلكم .. أفعل ذلك دائما بحروفي عندما أشتاق لضحكتك الرنانة الحلوة التي لم أسمعها منذ يوم أو بعض يوم .. ومرات لا أكتب شيئا وأكتفي فقط بقراءتك وأنا مبتسم الوجه عندما نلتقي ذات موعد مضروب في مقهانا الذي نحب أن نلتقي فيه شبه كل يوم .. أحبك .....
#####
وكنت على درب عمري مرة واحدة
وها أنت غابة من ذكريات
ومروج من حنين
تنمو
تتمدد
تتكاثر
تتناسل في ذاكرتي مليون مرة
وتحرضني للسفر إليك من جديد.
وسأفعلها . سأفعلها !!
ولن تردني عنك أرض ولا سماء .
بقلمي / سعيد مصبح الغافري
سوريا _ دمشق
2019/07/23م
______________________