ما كنت ناوي الجرح للمهجر
لين اشتكى الجرح من هجران ذريته
من خبّر الخنجر إن الدّم يتخثر
من علّمه يسكب آمالي في آنيته
إلا أمورٍ تخلي المرء يتعثر
ينهش ظلامه وفانوسه نضب زيته
لوكان كسرى تبي فلسفة قيصر
ماكان ماتت من الخذلان حاشيته
ولولابأن الصدور تضيق يا عنتر
ماكان رمحك ف كبد الذلّ رزيته
ولولابأن الحزن ثرثار يا دفتر
ماكان شاعرك خط ف وجنتك بيته
منت الوحيد اللي تفرح يوم تتسطر
سطرني الدهر من قبلك وحبيته
لوكنت أساير على الطويان وأتقفر
ماكان ريقي من الحرمان بليته
قبل الغروب ومزاج الشمس متعكّر
وجه الأمل مالتفت لي يوم ناديته
عصفورياللي صحى نشوان ويصفّر
حل الظلام وسلب جنحان حريته
يادفتر الهم بين أحشاي يتبلور
داست على ضفة آمالي ضبابيته
هم انكتب في ثنيا ضلوعي الضمّر
طاح الخرز وأنا توّي ما تهجّيته
يا صاحبي وارتعاشات الفكر تكبر
لو ينطفي صمتي المسعور طفيته
لأن الفلان اللي بين شفاي يتمخطر
نفس الفلان اللي من عامين دفيته
من قبل يشكي برودة جوّه الممطر
سحبت له من ضلوعي عود كبريته
ولولا بأنه نبت من جنبي الأيسر
ما شفت دمعي ف كاس الليل صبيته
ياسجان الصبح في زنزانة المرمر
ما تدري بذنب ليلك يوم فليته؟
يا ميّتم القلب في شريانه الأبهر
ما تدري بذنب صبعك يوم عضيته؟
يا قلب كم لي وأنا أصبرك وأتصبر
الشوق يدمي عيوني وأنت ملّيته
لو تدري بقدر راعي الدفتر الأحمر
ما كان يا قلبي في غيبته ذميته