يظن البعض أن العزلة غالبا ما تكون سلبية ، و تعيق الفرد
عن الاختلاط مع الناس و مشاركتهم الأنشطة الاجتماعية في المجتمع ..
كما أن البعض يظن أن العزلة قد تكون حالة نفسية بعض الأحيان ..
لا أنكر أن للعزلة آثار سلبية و مخاطر و عوائق تقف في طريق الإنسان ،
فَقد تجعله يعيش في خوف مِن مخالطة الناس .. و يُحس بالارتباك عندَ الاجتماع معهم !
و قد يُصاب بأمراض نفسية ناتجة عن العزلة التي تدوم لفترات طويلة ، و هذهِ الأمراض
تتكون عِندما يكون الإنسان غارق في بحر التفكير و الحيرة و الحزن إذا زادت عن حدها ..


و يأتي ( بيرم كرسو ) يوضح بأن العزلة لها جوانب إيجابية ،
و قد يحتاج الفرد إلى أن يكون منعزلاً بعض الأحيان و ذلك من أجل حاجة ذاتية /
( الافتقار للعزلة هو علة كثير من مظاهر المحن النفسية و الفيزيولوجية ، فَالبقاء
مع الآخرين فترات طويلة مهما كان هؤلاء محبين و رائعين و ظرفاء ، يتعارض
مع الإيقاع النفسي الحيوي للفرد ، لأن وجود الناس يتدخل في عملية تزامن الفرد
مع الطبيعة و ذاته الحقيقة ) بيرم كرسو .


فَالإنسان الناجح بحاجة إلى الانفراد بعيداً عن الضجيج و الصخب في منزل مكون
من أركان منعزلة / لكي يدون أهدافه على الأوراق و يرسخها في ذهنه و يحاول بجهده
أن يجعلها واقعية ، و لكي يخطط و يرسم طريق النجاح ، و حتى ينجز أعماله التي هي
في انتظاره لإتمامها ، و حتى ينظم أفكاره لكي لا تصاب بالتشتت ، و يمارس هواياته
بإتقان .. حتى لا تُبتر من بين يديه فَيتناساها ..
فَالاختلاط مع الناس في حلقات اجتماعية لفترات طويلة .. قد يتسبب له في تشتيت أفكاره ،
و لا يلقى هناك وقت كافي لإنجاز أعماله و ممارسة هواياته ..


لذلك يجب على الإنسان أن يتفنن في إدارة الوقت و جدول أيامه ،
فَيعطي من وقته للتواصل مع الأهل و الرفاق و الأحباب ، و مشاركتهم الأنشطة الاجتماعية ..
و يعطي من وقته لذاته و تحقيق أهدافه .

🌼زهرة الأحلام🌼