انتهت حملات الانتخابات العامة في السودان ليل الجمعة السبت ودخلت البلاد مرحلة الصمت الانتخابي استعداداً لتوجّه الناخبين غدا الاثنين إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بالتزامن مع شروع القوى السياسية المعارضة الموقعة على وثيقة نداء السودان في اعتصام مفتوح في إطار حملة «ارحل» للمقاطعة.
وأعلنت المفوضية القومية للانتخابات اكتمال استعداداتها التنظيمية لانطلاق العملية التي تقاطعها عدد من القوى السياسية.. في وقت يبدو الاقتراع الرئاسي محسوماً لصالح الرئيس عمر حسن البشير رغم وجود 14 منافساً.
وذكرت المفوضية، في بيان صحافي، أن الاقتراع الذي سيبدأ غداً سيستمر ثلاثة أيام فيما تنطلق عمليات فرز الأصوات يوم 16 أبريل.. على أن يصوت المقيمون في الخارج أيام 18 و19 و20.
وقال نائب رئيس المفوضية القومية للانتخابات عبدالله أحمد مهدي إن اعلان النتائج سيتم بصورتها النهائية يوم 27 الجاري تعقبها فترة ثلاثة أسابيع للطعون، ومن ثم الاعتماد النهائي لها.
وأشار عبدالله إلى مشاركة 210 منظمات محلية و25 منظمة دولية في عمليات المراقبة لهذه الانتخابات.
اعتصام «ارحل»
في غضون ذلك، بدأت القوى السياسية المعارضة الموقعة على وثيقة نداء السودان امس اعتصاما مفتوحاً في دار حزب الأمّة في أم درمان في اطار حملة «ارحل» التي طرحتها المعارضة المدنية والمسلحة لمقاطعة الانتخابات. واكدت القوى المعارضة ان الحملة ستتواصل خلال الفترة المقبلة حتى بعد انقضاء الانتخابات التي قالت بانها محسومة لصالح حزب المؤتمر الوطني الحاكم ولا تعني البلاد في شيء، وعدت المعارضة لضرورة مغادرة النظام باعتبار ان بقاءه مهدد لوجود السودان.
واكدت نائب رئيس حزب الأمة التي خاطبت الاعتصام ان قوى نداء الموقعة على وثيقة نداء السودان طرحت حملة «ارحل» لعلمها بوعي الشعب السوداني الذي لا يقبل ما وصفته بـ«اللعبة» التي تدور باسم الانتخابات، واكدت على أنّ ما يجري باسم الاستحقاق الانتخابي امر «مفبرك ومزيف من اوله لآخره»، وقالت ان الانتخابات التي اعلن عنها لا تعني غير الحزب الحاكم. وشدّدت مريم المهدي على ان الوقت الحالي هو أنسب الأوقات لمغادرة النظام ورحيله، واكدت ان استمرار النظام في السلطة يمثل اكبر تحد وان بقاءه يهدد وجود السودان.
وقالت المهدي إنّ المعارضة «دخلت في شراكة حقيقية مع منظمات المجتمع المدني لتطوير برامج سودان المستقبل».
على الضفة المقابلة، دعا نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم ابراهيم غندور أنصار حزبه وكل أفراد الشعب للتوجه لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، مبدياً أسفه لموقف الاتحاد الأوروبي من الانتخابات.
وقال غندور إن الحكومة الحالية ستستمر حتى يؤدي الرئيس المنتخب القسم، وأكّد حرص المؤتمر الوطني على إدارة عملية انتخابية شفافة وحرة ونزيهة، واصفاً تنافسهم مع الأحزاب بأنه شريف «وإن لم يخل من الاحتكاكات في حدود العنف القانوني المسموح به»، على حسب تعبيره.
إضاءة
عرف السودانيون أول انتخابات برلمانية في العام 1953، والثانية في العام 1958، والثالثة في 1965، والرابعة في 1968، والخامسة في 1986.