عروس خجلى في خدرها تكتم مشاعرها ...
هي محبرتي يضج فيها الصمت كلما جاءت سيرتهم ...
يعانقون صقيع الليل في شهر كانون وبإبتسامة يغزلون معطف دفء ليتوشح مريض ...
على أروقة المستشفيات تكتب حكاية ...
عنوانها ....
بذل وعطاء ...
يحزمون حقائب أهاتهم ويذرونها لريح !! ..
كي لا يقال عنهم بأنهم جرحا !!
في الليل الباسم مجتمع يناظر قبلات القمر الطابعة على الأرض !!
يتنفسون أكسجين عائلي ويخلدون بأمان الى مضاجعهم !!
وهناك
في ليل الأنين وروائح الأدوية !!
كالقمر لا ينامون ....
عانقوا الليل كرامة !
كأنهم نساك يتضرعون الى خالقهم ...
طوال الليل ... وليس ففط ثلثه الأخر ...
حتى تشرق الشمس بشفى مريض !!
على باب معالي الوزير جئت مراسيل عدالة ...
سنوات ملئة بالمواجع ...
قف وناظر معاليك في وجوههم رسمت عليها خرائط الحسرات !!
ناظر حرائق الخيبات !!
ورغم ذلك لا زالوا يبذلون !!
هم ك عذوق النخل حبلى بالرطب !!
معاليك و ليس عليك أمر !!
ماء العدالة وحده سوف يرويها!!
نسجت حرفي هنا والكحة تبلل حلقي ....
جئت مثل تعاقب الأيام ...
والأرض مثل منجور الأجداد !!
تدور وتدور وصوت موسيقاها
تستجدي الضمائر لترسوا العدالة على ميناء مهنتهم !!
وثبت من واقعي ك وثب الليل فوق النهار ..
ما أقصر نهارك يا كانون ...
لن أقبع خلف وظيفتي لأبجل نفسي !!
مهما أعطيت ... عطائي ليس بعطاءهم !!
أيها الليل عباءتك السوداء لا تسدلها !!
بصيص عطاءهم يلتهم ظلمتك يا أبها ليل !!
على سراج مهنتهم
كان نهاري
وعلى شرفات ضعاف النفس حيكت الأقاويل ...
من أنت يا من تعلق مشانق أتهاماتك عليهم !!
أسهرت ؟؟
أتعبت؟؟
أتركت طفلك يتألم وأنت تطبب مريض غيره !!
أتحملت شتائم المسنين ؟!
صه يا هذا أحسبك مجرد بوق هذيان !!
على أروقتك يا مستشفياتنا تطوف حمائم سلام ...
لباسهم الأبيض يعني السلام !!
قف وناظر عندما يمرون و ردد بصوت القلب هامسا لسماء
و عليكم السلام !!