سألني الربيعُ ذاتَ يومٍ / أينَ هو مِن قلبي !!
فأجبتهُ باسمةً / حينما يأتي ذلكَ الرجلُ ليملئ تفاصيلي ..
حينها سأُعلِنُ بدايةَ الربيعِ لدي و تُغلقُ أبوابَ المُستحيل !
و تِلكَ الزهورُ المُزهرةَ في جوِها الرُبيعي قد كتبتُ على وجنتيها
" اسمهُ " حتى يعلمَ الزمانُ بأنهُ / رجلٌ لا يُشبههُ رجلٌ آخر !

.
.





حيثُ كانت تنتمي روحي إلى الأحزانِ و بقايا أُنثى تائهة
حيثُ كنتُ أهلوسُ بتمرُدٍ / مالي و مالُ الزمان يأبى أن يُفرحني !
فما كانتِ الأيامُ إلا سيفٌ يهدمً قلبي تهديماً بِلا رحمةٍ تحويهِ ..
ضعتُ ما بينَ الزهور التالفةِ مِن عاصفةِ ذلكَ الزمانُ القاسي
ضعتُ و أنا أقضي تِلكَ الساعاتُ في البحثِ عن آثارِ أحلامي التي
كانت حاضرةً هُنا ما بينَ جفني و عيني !
فما كانَ مِن روحي إلا أنْ تُغادرَ الواقع و تعيشُ في الأوهام
و ما كانَ مِن أشلائي المُتناثرةَ بقاءً على قلبي فَدفنتُها و العينُ تتأوهُ بالدموع !


.
.



فأتت ليلةٌ غفوتُ بِها على حشائشِ الأُمنيات بأن ينتهي وهمي البائِس ..
و لمْ تصحى عيني إلا و أرى قلبي مردودٌ في داخلي بعدَ ما دفنتهُ !
و البستانُ مِن حولي قد ردتْ لهُ الروحُ و الزهورُ أفاقت بعدَ غيبوبةِ الحُزنِ ..
تساءلتُ / ماذا جَرى ، ماذا حدث ، فأنا الآنُ أراني سعيدةٌ جِداً ؟!
فأتاني صوتٌ مِن على قُربي يقولُ / جِئتُ لأُسعدكِ يا فتاةَ البُستان !!
التفتُ قليلاً فرأيتُ رجُلاً قد كانَ قلبهُ مُغلفاً بينَ يديهِ
فأمسكَ بيدايَ و وضعَ قلبهُ عليها / قد قالها " أحبكِ "
قالها بِصدقهِ / حتى نَبض قلبي نبضاتً مُتسارعة و كان أولُ قولي /
أتى فارسُ أحلامي ، أتى رجلُ الربيع !
و الأحزانُ تلاشت عن دربي .. قد ودعتني و ابتدأت حِكايةٌ جديدة !
حِكايةٌ ستدورُ أحداثُها بيني و بين ذلكَ الرجُلُ الباسل ..


.
.[/CENTER]





أعدتني إلى الحياة يا رجُل ..


اعدتني من بعدِ ما كنتُ أعبرُ ممراتِ الحياة تائهةً بِلا يدٍ تتمسكُ بي
اعدتني من الوهمِ إلى واقعِ الأحلام .. و أفقتني مِن إغماءةِ الحُزن ..
يا عساني كيفَ أعبرُ عن سعادتي التي قد زرعتها في قلبي ؟!
يا عساني أرتمي بينَ أحضانِ يداكَ لأبد لا يوماً و شهراً !!
" رجلُ الربيعِ .. هو أنتَ !
تَصِفُ حروفي صفوفاً ، و كلُ واحدٍ مِنها ينتظرُ دورهُ ليتفنن في العزفِ لكَ
و يُغني الأوجَ الوادِع بِلا تشوهاتِ الكَذبِ !
تعالَ الآنَ لتمتزِجَ روحي بِروحكَ و كِلانا يلونُ الدربَ بلونِ الحُبِ و النقاء
تعالَ نجتمعُ تحتَ ظِلِ القمرَ و نُسامرُ نسماتهِ بأن تكتُبنا توأمانَ العِشق
و تتشابك يدي بيدكَ و العينُ تأبى أن تتلثمَ عن بعضِها !
فليسَ قليلٌ أنتَ في ناظِري .. بل أنتَ الروحُ التي لطالما توهمتُ بِحضورِها
فأتتْ و أتى مَعها مذاقُ البسماتِ التي تاهت عني مُنذُ فترةٍ غامِرة !
أنتَ مَن أعادني إلى جوِ الحياةِ بعدَ حُفرةِ الموتِ الدفينة !
لستَ قليلاً .. و لستَ قليلاً فكلُ الأشياءِ حولي أصبحتْ تُغني بِكَ
بل و تشتكي غيابكَ ما إنْ أتى على بابِ داري يفوح !
فالأيامُ الآنَ ألوانُ الطيفِ بعدَ تدرُجاتِ اللونِ الأسودِ الباهِتة ~


.
.


فتاةُ الزهرِ في ربيعكَ ..



فتاةٌ مِنَ البُستانِ طلَ على جوِها ربيعُكَ يا رجُل !
أُنثى الكِتابةَ قد أقسمتْ حروفها بِأنها ستتناثرُ مِن أجلِكَ فقط
سأكتُبكَ حُلماً أنتظرهُ مدى الحياةِ على الجُدران حتى إن عصاني الزمان !
ليسَ نبضي فائقاً على أحدٍ .. و لكن أخبرني كيفَ حالُ القلبَ
إن استوطنهُ الحُبَ بِلا إذن ؟!
و كيفَ حالُ الروحَ إن لقتْ روحها التي تُشارِكها الأيام
و تُنسيها أسى الزمان حتى تُغرد في سماءِ السعادة ؟!
كلُ الحياةِ غافلةً / لا تدري النفوس من يكونُ صاحبُ النقاءِ
و من صاحبُ الوسواسِ الكاذِب !!
و لكنني اختلفتُ حينما قابلتُكَ فأدركتُ بِأنكَ أحدُ أصحابِ النقاء
لِذلكَ توجتُكَ بالحُبِ في مملكةِ قلبي .. و تلبستُ الحنينَ مِن أجلِكَ أنتَ !
فأنتَ رجلُ الربيع / ليسَ مِثلكَ أحد .. !
سأُخبركَ الآن بأنني لستُ مُحبةً لكَ بل مُدمنةً عليكَ
أحمِلُ في قلبي غيرتي و خوفي عليكَ .. و أحمِلُ العِتابَ لكَ
حتى تقتنِعَ بأنَ الزمانَ لن يأتي لكَ بفتاةِ الزهرِ مِثلي !
تخُصكَ بِحروفها و تهوى الكِتابةَ مِن أجلِ عيناكَ ..
فلنْ أقولَ أُحِبُكَ الآن !!
و لكنني سأقول " أحيا بِكَ " فموتي سيكونُ بينَ أيادي غيابكَ ..
لِتكُن معي و تُرافِق قلبي الذي لا يحِنُ إلا لكَ !
قلبي الذي قدمتهُ هديةٌ لكَ !!
.
.



لكَ النبضُ و إن رحلت ..

ليسَ كُلُ من يرتمي على الدُروبَ يلينُ مِن أجلهِ القلب
و ليسَ كُلُ ما تراهُ العينُ ذهباً أصيلاً ..
فلعلني لم أجِد كذلكّ النبضُ استوطنني لحظةَ ما كانتْ عيني بعينكَ
و لعلني لم أرَ قلباً كقلبكَ احتواني و احتويتُ تفاصيلهُ !
فشاءتْ أم أبتِ الأقدارُ .. سأظلُ أحبُكَ و أحبُكَ حتى إن رحلت
سأحرِمُ قلبي عن هوى غيركَ و أميتهُ بِكُلِ الطُرق حتى ينقطعُ النبضُ مِنه
فما الحُبُ إلا أنتَ .. فهل سأجِدُ مِثلكَ رجلُ الربيع !
سافريني يا روحي إن رحلتْ تِلكَ الروحُ عن دربي
و اطربي يا أنغامَ ليلي نغمَ السمر
و اعتلجي بقلبي يا جُزيئاتَ الحُبَ
حتى أصُدُ عن هوى غيرهُ !


.
.


همسةٌ لكَ ::



إن طالَ الزمانُ ..
زهرتُكَ في انتظاركَ على مطاراتِ الأيام
إن عصانا الزمانُ فلنْ أنساكَ مِن رِثاءِ عيني الدامِعة
أجبني فقط ما الحُبُ مِن بعدِكَ يكون ؟!
و من أنا أكون ؟!
أصبحتُ أتعوذُ مِن الفُراق و تنهمرُ دموعي
إن زارني خيالهُ !
فقط أُريدُكَ أنتَ من يملئ عالمي و يجعلني باسمةً
و بعيدةً عن أشباحِ الأسى !
ضُمني كطفلةٍ و لُمني لِحُضنِكَ
لعلني أتناسى أمرُ زماني و ما قدْ جرى !


.
.





" زهرة الأحلام "
12/12/2014